السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
تغذية للحجاج
في هذه الفترة تكثر حالات التسمم الغذائي الناتج عن تلوث الغذاء وذلك:
لتناول الأغذية الفاسدة والمياه الملوثة.
أكل الوجبات وشرب السوائل المحضرة بواسطة الباعة المتجولين.
ترك الأغذية مكشوفة لفترات طويلة فتكون عرضة للذباب والحشرات.
عدم غسل الخضراوات والفواكه جيدا.
والابتعاد عن تناول السلطات المحضرة مسبقا من المايونيز وسلطات البيض أو الدجاج أو التونة، حيث تكون أكثر عرضة للتلوث أو الفساد.
وتجنب الأطعمة التي تكون سريعة الفساد إذا تركت فترة بعد الطهي مثل الأسماك أو الدجاج أو الكبسة.
استخدام أدوات طهي صدئة.
رش المبيدات الحشرية في أماكن الطعام.
عدم العناية بالنظافة الشخصية ونظافة الأظفار.
عدم غسل اليدين بعد استعمال المرحاض.
مما لاشك فيه أن نسبة الإصابة بالنزلات المعوية تزيد في موسم الحج، حيث إن العديد من الظروف تكون هناك أكثر. فمثلا الزحام وعملية حفظ الغذاء وعدم توافر بعض الوسائل الأساسية تكون سببا لانتشار الجراثيم والفيروسات، والتي يمكن أن يكون الغذاء والماء والهواء سببا في ذلك وخصوصا أن الطعام الملوث أو الأدوات الملوثة يكون لها تأثير بحدوث مثل هذه المشاكل.
ومن الأعراض المصاحبة لهذه النزلات هو التقيؤ أو الإسهال، وقد يلاحظ الحاج بدء الإصابة بألم في البطن أو ارتفاع درجة الحرارة، وهذه الأعراض تؤدي مع الأسف للإصابة بالجفاف خصوصا عند كبار السن وعند الأطفال وهذا الجفاف إذا استمر الإسهال وفقدان السوائل سوف يؤثر على صحة وسلامة الحاج، حيث قد يصاب بتدهور سريع في صحته لذلك فإن متابعة هذه الحالات أمر مطلوب ومن أهم النصائح في هذا الأمر الاهتمام بالنظافة الشخصية وغسل اليدين بشكل جيد ويجب على الحاج الابتعاد عن استهلاك الأغذية التي يشك في نظافتها، وكذلك يجب عليه الانتظام في الغذاء والحرص على أن تكون الوجبة المتناولة متوازنة وأن يتأكد كذلك من نظافة وسلامة المياه المستخدمة، وفي حالة حدوث إسهال أو ارتباك معوي أثناء الحج فيجب على الحاج الإكثار من السوائل والحرص على استهلاك خضار مسلوقة (جزر وكوسة وبطاطس) كذلك الحرص على استهلاك الزبادي والبعد عن الأغذية الدسمة، كذلك لابد من الحرص على زيارة الطبيب للتأكد من أنه لا يحتاج إلى مضادات حيوية أو أدوية أو خافض للحرارة.
لذا ينصح الحاج بالاهتمام بنظافة الطعام الذي يتناوله سواء قام هو بإعداده أو اشتراه من المطاعم الموجودة في المكان الذي يقيم فيه، وذلك باتباع الطرق والإرشادات الصحية السليمة وتحضير وإعداد الأطعمة مع الاهتمام بالنظافة خاصة في تحضير الغذاء.
كما نعرف أن مناسك الحج تتطلب الكثير من الحركة كالطواف والسعي ورمي الجمرات والانتقال بين بقاع المشاعر المقدسة والتنقل، وغالبا يكون مشيا على الأقدام وفي جو مناخي صعب وفيه يتعرض الحاج للشمس لمدة طويلة، لذلك يجب على الحاج تناول وجبات غذائية تساعده على الحفاظ على توازن الطاقة في الجسم والإكثار من شرب السوائل وخصوصا الماء للاحتفاظ بكمية سوائل الجسم تعوض الفاقد منه أثناء التعرض للشمس لمدة طويلة مع الحرص على عدم التعرض للإمساك خلال فترة الحج، وذلك بتناول الفواكه والخضراوات الطازجة ، بعد غسلها جيدا ، الغنية بالفيتامينات والأملاح المعدنية والألياف الطبيعية التي تجنب الفرد الإمساك، وتناول التمور مع منتجات الألبان (زبادي، أجبان، لبن) يمد الإنسان بوجبة غذائية عالية القيمة الغذائية سهلة الهضم، كما يوفر الوقت وجهد الطهي، وتناول الخبز وخاصة الأسمر لأنه يمد الجسم ببعض الفيتامينات والألياف والطاقة.
وعموما ومما سبق يتضح أهمية الكشف السريري لكل شخص يرغب في أداء الحج لمعرفة أهم الاحتياطات الواجب اتخاذها ومعرفة إذا كان هناك حدوث أي حالة صحية يجب التأكد منها ومعالجتها مثل الإصابة بالسكري أو الضغط وسلامة القلب.
وبالنسبة لمريض السكري
إن مرضى السكري هم الأكثر تعرضا لضربات الشمس نتيجة نقص السوائل في الجسم والهبوط في نسبة السكر في الدم مما يؤدي أحيانا إلى حدوث غيبوبة ويفضل هنا بالنسبة لمريض السكري حمل قطع الحلوى في أي مكان يذهب إليه وتناولها عن الإحساس بالجوع أو الصداع أو الدوخة أو زيادة ضربات القلب. وعلى المريض الذي يعاني من زيادة نسبة السكر في الدم الالتزام بحمية غذائية وأخذ العلاج حسب تعليمات الطبيب وتناول كمية مناسبة من السوائل أو اصطحاب جهاز قياس السكر إذا أمكن.
مما لاشك فيه أن على مريض السكري الحرص على مستوى الدم لديه لأن أكثر المشاكل التي تحدث له من خلال انخفاض مستوى السكر في الدم ومن أهم هذه العوامل التي تؤدي إلى عدم ثبات هذا المستوى هو عدم تناول الوجبات الغذائية بانتظام، كما يجب مراعاة جرعات الأنسولين الموصى بها، كذلك فإن مريض السكري يجب أن يتأكد من سلامة الأنسولين الذي يأخذه وأن يحفظه في مكان بارد أو في صندوق به ثلج، للتأكد من عدم انخفاض مفعوله لأنه مثل أي مادة بروتينية قد تتأثر بارتفاع درجة الحرارة، على مريض السكر إذا نوى الحج أن يجري فحصا شاملا قبل السفر وخلال السفر (الحج) وكذلك فإن زيادة المجهود البدني) الحركة والتنقل داخل المشاعر لها ارتباط بانخفاض مستوى السكر في الدم وفي حالة انخفاض معدل السكر في الدم فإن على الحاج تناول عصير فواكه أو قطعة حلوى حتى لا يتضاعف الوضع ويجب على المريض التأكد من نوعية الأعراض التي تحدث له في حالة انخفاض مستوى السكر، حيث إنها تختلف من شخص لآخر فهي يمكن أن تكون التعرق الشديد خصوصا الوجه واليدين كذلك في حالة حدوث رعشة في الشفة أو ضعف عام وفتور.
ومن أعراض ارتفاع السكر في الدم الشعور بالعطش والشعور بالجوع وجفاف وكذلك كثرة التبول فعلى مريض السكر متابعة مستوى نسبة السكر في الدم للحد من أي مشاكل قد تنتج من عدم توازن معدل السكر في الدم ويفضل أن يبدأ الحاج يومه وقبل تناول أي غذاء بأن يقيس معدل السكر في دمه، ومن خلال هذا المعيار أن يتناول الغذاء الذي وصف له من اختصاصي التغذية أو الطبيب، وكذلك لابد من التأكد من الجرعات التي سوف يأخذها خلال اليوم حسب الغذاء المتناول وحسب التنقل والنشاط وكذلك حسب معدل السكر في الدم لأن تركيز السكر يختلف ويتغير من يوم لآخر.
يجب على مريض السكري اتباع حميته قبل أداء الفريضة حيث يجب إن تحتوي الوجبة على العناصر الأساسية مثل الكربوهيدرات ـ الخبز الأسمر القمح الكامل، وكذلك الخضراوات والتي يجب أن يكثر منها (الطماطم، الخيار، والجزر) فهذه الخضار مفتوحة للحاج المصاب بالسكري فهي غنية بالألياف الغذائية والفيتامينات.
أما الفواكه والعصائر فيجب أن تكون بمعدلات مناسبة وحصص لا تزيد عن أربع حصص يوميا فالحصة الواحدة أو الوجبة الواحدة من الفواكه تكون مثلا برتقالة، تفاحة، نصف كأس عصير 4 تمرات فقط، وعدم تناول السكريات البسيطة كالحلويات والمشروبات الغازية والكيك، كما أن الحليب منزوع الدسم من أهم السوائل لصحة الحاج، يجب عليه التأكد من شرب السوائل بشكل جيد حتى وإن لم يشعر بالعطش وأن يبتعد عن الأماكن المزدحمة وقليلة التهوية والبعد عن الأماكن مرتفعة درجات الحرارة وأن يكون دائما مع من يعرفه حتى إذا أصيب بأعراض ارتفاع أو انخفاض السكر في الدم أن يقوم من يعرفه (قريب أو صديق) بعمل اللازم وإعطائه مصدرا للسكريات حتى لا ينخفض السكر في الدم، كذلك ينصح المريض بالسكري أن يحمل بطاقة تعريفية بذلك حيث يتم إسعافه بشكل سليم وبشكل صحيح إذا حدثت له أي مضاعفات لا قدر الله.
على الحاج المريض بزيادة الدهون بالدم أن يحذر الإصابة بتصلب الشرايين الذي ينتج من ترسب الدهون على جدران الشرايين، والتي قد تصل إلى حد التقلص خاصة شرايين القلب والرأس والأطراف، وإصابة القلب تؤدي إلى الذبحة الصدرية، ويراعى في الغذاء بعض الأطعمة التي تخلو من الدهون، ويفضل السمك الخالي من الدسم، الدجاج بدون جلد، الحليب ومشتقاته (قليل أو خالي الدسم) والإكثار من الخضراوات والفواكه والخبز الأسمر والزيوت النباتية فقط.
والتقليل من المكسرات بأنواعها، اللحوم الدسمة، صفار البيض، الثمار المجففة والحلويات العربية (البقلاوة والكنافة.. إلخ).
الحاج المريض بالتهاب جدار المعدة والقرحة
تلعب العوامل النفسية والتوتر وعدم الانتظام بمواعيد الطعام وأكل المواد الحريفة دورا كبيرا في التهاب غشاء المعدة لذلك فإن النظام الغذائي مهم جدا ويفضل أن يتناول المريض الماء الفاتر ومغلي زهور البابونج وحساء الخضر، أيضا الجبن الأبيض قليل الأملاح والخبز المحمص بعد مضغه جيدا، وينصح بشرب النعناع أو البابونج، والقاعدة العامة ألا يفرط في الطعام وملء المعدة.
بالنسبة للقرحة يمكن اعتبارها صورة أسوأ من التهاب غشاء المعدة، ولذلك يجب الحذر والتشدد على اتباع النظام الغذائي خاصة أثناء الحج، وكما سبق أن ذكرنا في التهاب غشاء المعدة يراعى للمصابين بالقرحة ألا تكون المأكولات ساخنة جدا أو باردة جدا عند تناولها وأن توزع المأكولات على خمس وجبات، ويراعى عدم ملء المعدة وأفضل المأكولات اللبن الحليب، حساء الخضر (شربة الخضار) خاصة الكوسة والجزر، الخشاف.
ويجب على المصاب بالقرحة ألا يكثر من المأكولات التي تحتوي على البصل والثوم لأنها تهيج الغشاء المعدي، أيضا البقوليات ذات القشرة مثل الفول، الفاصوليا، البسلة والبيض المسلوق جيدا يجب الامتناع عنها.
الحاج المصاب بتصلب الشرايين والنظام الغذائي
يجب أن يهتم بنظامه الغذائي حتى لا يدخل في مشكلة الإصابة بالذبحة الصدرية (القلبية)، وهي عبارة عن اضطراب مفاجئ في أحد شرايين القلب وربما أكثر من شريان واحد يمنع وصول الدم إلى العضلة بالقلب، ونظرا لخطورة ذلك لابد من الإشارة إلى أعراض الذبحة القلبية، وهي:
يشعر المريض بألم حاد في الجهة اليسرى من أعلى ويمتد هذا الألم إلى الظهر ويمتد إلى اليد اليسرى وأطراف الأصابع اليسرى ويصاحب ذلك هبوط ضغط الدم وربما غيبوبة.
وهنا يجب وضع المريض في السرير ممدا مع تجنب تحريكه، وفك جميع الأحزمة حتى ينتقل إلى المستشفى.
والحاج المصاب بتصلب الشرايين عليه عدم تناول الدهون والشحوم وأكل الخضر والفواكه والألبان قليلة الدسم واللحوم البيضاء المشوية.
الحاج المصاب بضغط الدم والنظام الغذائي
إن هناك قواعد عامة هي
تقليل الأملاح بالغذاء وتقليل الدهون بالمأكولات والامتناع عن التدخين؛ حيث إن النيكوتين يساعد على ترسيب الكولسترول على جدران الشرايين، وهو ما يزيد من ارتفاع ضغط الدم. ويسمح بشرب الحليب قليل أو خالي الدسم، وشوربة الخضار قليلة الملح، الفواكه الطازجة.
وبالنسبة لغذاء الحاج وأمراض الكلى (المزمن/ الحصوات)
إن مريض الكلى المزمن هو تطور للالتهاب الحاد بالكلى.. ولابد من حرص الحاج المريض بالتهاب الكلى المزمن على مراعاة النظام الغذائي كي يحافظ على نفسه أثناء الحج، وأعراض المريض بأمراض الكلى المزمن تختلف طبقا لحدتها وهي عموما تكون ارتفاع ضغط الدم، وتورم بالقدمين وتحت الجفنين، قلة التبول مع بعض المتغيرات بالدم.
وعلى الحاج أن يأكل الجبن الأبيض غير المالح، النشويات المسلوقة قليلة الملح، الخضر مثل الجزر والكوسة، الخس، الباذنجان، الفواكه الطازجة والمسلوقة على أن تتوزع على خمس وجبات، ويجب تقليل الملح أي أقل من 3 جرامات يوميا حتى يختفي التورم بالعينين والقدمين.
بالنسبة للحجاج الذين يعانون من حصوات بالكلى أو الحالب، فإن النظام الغذائي مهم جدا لهم؛ لأن نوعية الطعام والشراب تعد سببا رئيسيا في تكوين الحصوات، وهناك مبادئ غذائية عامة ومهمة:
يجب تناول الماء والسوائل بنسبة كبيرة تصل إلى ثلاثة لترات يوميا.
تخفيف الوزن وعدم الشراهة والإسراف بالأكل.
الحج مناسبة جيدة لممارسة رياضة المشي.
مرض السكر والحج والنظام الغذائي الأمثل
إن نظام التغذية مهم لمريض السكر.. وتزداد هذه الأهمية للحاج المريض، لأنه يقوم بمجهود ذهني وعضلي أثناء مراسم الحج... وهو نظام ضروري لا يغني عنه الدواء. والغاية في النظام الغذائي لمريض السكر هي تقليل وخفض المواد السكرية والنشوية مع عدم نقص النسب من البروتينات والفيتامينات، وينصح بأكل المأكولات الغنية بالسكريات المعقدة (الحبوب الكاملة).
أما بالنسبة للحوامل والمرضعات
تتعرض المرأة الحامل والمرضع لزيادة في حاجاتها الغذائية؛ وذلك للمحافظة على صحتها وصحة جنينها.. وتزيد متطلبات الحامل الغذائية كلما قاربت على اكتمال الحمل، وحج المرأة وهي حامل أو مرضع يزيد من حاجاتها إلى الاهتمام بالتغذية لكونها تبذل مجهودا بدنيا أثناء شعائر الحج... وعموما فإنه لابد من وضع اعتبارات أساسية في هذا الشأن من حيث عمر المرأة، مدة الاهتمام بالعناصر الغذائية الأساسية من بروتينات ونشويات ودهنيات، بالإضافة للفيتامينات والأملاح والتي تؤخذ من مصادرها المختلفة كما سبق أن ذكرنا، ويجب الاهتمام بتقليل الأملاح للحوامل.
إذا كانت المرأة حاملا في الأشهر الثلاثة الأولى حتى 21 أسبوعا ننصح بعدم الحج، لأنها فترة تكوين الجنين وتخلق أعضائه الداخلية، فنخشى عليك العدوى ببعض الأمراض المنتشرة بين الحجيج مثل «التهاب السحايا والانفلونزا، الكوليرا، التيفوئيد، الالتهاب الكبدي» بالإضافة لذلك لا تستطيعين أخذ التطعيمات الوقائية كباقي الحجيج.
وفي الأشهر الثلاثة الأخيرة (82 أسبوعا ـ 04 أسبوعا) حيث يزداد وزن الجنين والأم فتشعر ببطء في الحركة، والأكل، والشراب مما قد يسبب لها فقد السوائل والجفاف والأهم من هذا تعرضها لاحتمال ولادة مبكرة مما يسبب ضررا على الأم والجنين بعدم توافر إسعافات طوارئ في الوقت المناسب.
إذا كانت حاملا في الأشهر الثلاثة الباقية (21 أسبوعا - 62 أسبوعا) لا مانع من الحج ولكن لا تستطيع أخذ التطعيمات المقررة.
في هذه الفترة تستطيع الأم الحامل عمل مناسك الحج الرئيسية، وإذا كانت هناك مشاعر يمكن تكليف المحرم بها، فيفضل عدم القيام بها حتى تتفادى الازدحام الشديد والاختلاط المكثف.
تغذية للحجاج
في هذه الفترة تكثر حالات التسمم الغذائي الناتج عن تلوث الغذاء وذلك:
لتناول الأغذية الفاسدة والمياه الملوثة.
أكل الوجبات وشرب السوائل المحضرة بواسطة الباعة المتجولين.
ترك الأغذية مكشوفة لفترات طويلة فتكون عرضة للذباب والحشرات.
عدم غسل الخضراوات والفواكه جيدا.
والابتعاد عن تناول السلطات المحضرة مسبقا من المايونيز وسلطات البيض أو الدجاج أو التونة، حيث تكون أكثر عرضة للتلوث أو الفساد.
وتجنب الأطعمة التي تكون سريعة الفساد إذا تركت فترة بعد الطهي مثل الأسماك أو الدجاج أو الكبسة.
استخدام أدوات طهي صدئة.
رش المبيدات الحشرية في أماكن الطعام.
عدم العناية بالنظافة الشخصية ونظافة الأظفار.
عدم غسل اليدين بعد استعمال المرحاض.
مما لاشك فيه أن نسبة الإصابة بالنزلات المعوية تزيد في موسم الحج، حيث إن العديد من الظروف تكون هناك أكثر. فمثلا الزحام وعملية حفظ الغذاء وعدم توافر بعض الوسائل الأساسية تكون سببا لانتشار الجراثيم والفيروسات، والتي يمكن أن يكون الغذاء والماء والهواء سببا في ذلك وخصوصا أن الطعام الملوث أو الأدوات الملوثة يكون لها تأثير بحدوث مثل هذه المشاكل.
ومن الأعراض المصاحبة لهذه النزلات هو التقيؤ أو الإسهال، وقد يلاحظ الحاج بدء الإصابة بألم في البطن أو ارتفاع درجة الحرارة، وهذه الأعراض تؤدي مع الأسف للإصابة بالجفاف خصوصا عند كبار السن وعند الأطفال وهذا الجفاف إذا استمر الإسهال وفقدان السوائل سوف يؤثر على صحة وسلامة الحاج، حيث قد يصاب بتدهور سريع في صحته لذلك فإن متابعة هذه الحالات أمر مطلوب ومن أهم النصائح في هذا الأمر الاهتمام بالنظافة الشخصية وغسل اليدين بشكل جيد ويجب على الحاج الابتعاد عن استهلاك الأغذية التي يشك في نظافتها، وكذلك يجب عليه الانتظام في الغذاء والحرص على أن تكون الوجبة المتناولة متوازنة وأن يتأكد كذلك من نظافة وسلامة المياه المستخدمة، وفي حالة حدوث إسهال أو ارتباك معوي أثناء الحج فيجب على الحاج الإكثار من السوائل والحرص على استهلاك خضار مسلوقة (جزر وكوسة وبطاطس) كذلك الحرص على استهلاك الزبادي والبعد عن الأغذية الدسمة، كذلك لابد من الحرص على زيارة الطبيب للتأكد من أنه لا يحتاج إلى مضادات حيوية أو أدوية أو خافض للحرارة.
لذا ينصح الحاج بالاهتمام بنظافة الطعام الذي يتناوله سواء قام هو بإعداده أو اشتراه من المطاعم الموجودة في المكان الذي يقيم فيه، وذلك باتباع الطرق والإرشادات الصحية السليمة وتحضير وإعداد الأطعمة مع الاهتمام بالنظافة خاصة في تحضير الغذاء.
كما نعرف أن مناسك الحج تتطلب الكثير من الحركة كالطواف والسعي ورمي الجمرات والانتقال بين بقاع المشاعر المقدسة والتنقل، وغالبا يكون مشيا على الأقدام وفي جو مناخي صعب وفيه يتعرض الحاج للشمس لمدة طويلة، لذلك يجب على الحاج تناول وجبات غذائية تساعده على الحفاظ على توازن الطاقة في الجسم والإكثار من شرب السوائل وخصوصا الماء للاحتفاظ بكمية سوائل الجسم تعوض الفاقد منه أثناء التعرض للشمس لمدة طويلة مع الحرص على عدم التعرض للإمساك خلال فترة الحج، وذلك بتناول الفواكه والخضراوات الطازجة ، بعد غسلها جيدا ، الغنية بالفيتامينات والأملاح المعدنية والألياف الطبيعية التي تجنب الفرد الإمساك، وتناول التمور مع منتجات الألبان (زبادي، أجبان، لبن) يمد الإنسان بوجبة غذائية عالية القيمة الغذائية سهلة الهضم، كما يوفر الوقت وجهد الطهي، وتناول الخبز وخاصة الأسمر لأنه يمد الجسم ببعض الفيتامينات والألياف والطاقة.
وعموما ومما سبق يتضح أهمية الكشف السريري لكل شخص يرغب في أداء الحج لمعرفة أهم الاحتياطات الواجب اتخاذها ومعرفة إذا كان هناك حدوث أي حالة صحية يجب التأكد منها ومعالجتها مثل الإصابة بالسكري أو الضغط وسلامة القلب.
وبالنسبة لمريض السكري
إن مرضى السكري هم الأكثر تعرضا لضربات الشمس نتيجة نقص السوائل في الجسم والهبوط في نسبة السكر في الدم مما يؤدي أحيانا إلى حدوث غيبوبة ويفضل هنا بالنسبة لمريض السكري حمل قطع الحلوى في أي مكان يذهب إليه وتناولها عن الإحساس بالجوع أو الصداع أو الدوخة أو زيادة ضربات القلب. وعلى المريض الذي يعاني من زيادة نسبة السكر في الدم الالتزام بحمية غذائية وأخذ العلاج حسب تعليمات الطبيب وتناول كمية مناسبة من السوائل أو اصطحاب جهاز قياس السكر إذا أمكن.
مما لاشك فيه أن على مريض السكري الحرص على مستوى الدم لديه لأن أكثر المشاكل التي تحدث له من خلال انخفاض مستوى السكر في الدم ومن أهم هذه العوامل التي تؤدي إلى عدم ثبات هذا المستوى هو عدم تناول الوجبات الغذائية بانتظام، كما يجب مراعاة جرعات الأنسولين الموصى بها، كذلك فإن مريض السكري يجب أن يتأكد من سلامة الأنسولين الذي يأخذه وأن يحفظه في مكان بارد أو في صندوق به ثلج، للتأكد من عدم انخفاض مفعوله لأنه مثل أي مادة بروتينية قد تتأثر بارتفاع درجة الحرارة، على مريض السكر إذا نوى الحج أن يجري فحصا شاملا قبل السفر وخلال السفر (الحج) وكذلك فإن زيادة المجهود البدني) الحركة والتنقل داخل المشاعر لها ارتباط بانخفاض مستوى السكر في الدم وفي حالة انخفاض معدل السكر في الدم فإن على الحاج تناول عصير فواكه أو قطعة حلوى حتى لا يتضاعف الوضع ويجب على المريض التأكد من نوعية الأعراض التي تحدث له في حالة انخفاض مستوى السكر، حيث إنها تختلف من شخص لآخر فهي يمكن أن تكون التعرق الشديد خصوصا الوجه واليدين كذلك في حالة حدوث رعشة في الشفة أو ضعف عام وفتور.
ومن أعراض ارتفاع السكر في الدم الشعور بالعطش والشعور بالجوع وجفاف وكذلك كثرة التبول فعلى مريض السكر متابعة مستوى نسبة السكر في الدم للحد من أي مشاكل قد تنتج من عدم توازن معدل السكر في الدم ويفضل أن يبدأ الحاج يومه وقبل تناول أي غذاء بأن يقيس معدل السكر في دمه، ومن خلال هذا المعيار أن يتناول الغذاء الذي وصف له من اختصاصي التغذية أو الطبيب، وكذلك لابد من التأكد من الجرعات التي سوف يأخذها خلال اليوم حسب الغذاء المتناول وحسب التنقل والنشاط وكذلك حسب معدل السكر في الدم لأن تركيز السكر يختلف ويتغير من يوم لآخر.
يجب على مريض السكري اتباع حميته قبل أداء الفريضة حيث يجب إن تحتوي الوجبة على العناصر الأساسية مثل الكربوهيدرات ـ الخبز الأسمر القمح الكامل، وكذلك الخضراوات والتي يجب أن يكثر منها (الطماطم، الخيار، والجزر) فهذه الخضار مفتوحة للحاج المصاب بالسكري فهي غنية بالألياف الغذائية والفيتامينات.
أما الفواكه والعصائر فيجب أن تكون بمعدلات مناسبة وحصص لا تزيد عن أربع حصص يوميا فالحصة الواحدة أو الوجبة الواحدة من الفواكه تكون مثلا برتقالة، تفاحة، نصف كأس عصير 4 تمرات فقط، وعدم تناول السكريات البسيطة كالحلويات والمشروبات الغازية والكيك، كما أن الحليب منزوع الدسم من أهم السوائل لصحة الحاج، يجب عليه التأكد من شرب السوائل بشكل جيد حتى وإن لم يشعر بالعطش وأن يبتعد عن الأماكن المزدحمة وقليلة التهوية والبعد عن الأماكن مرتفعة درجات الحرارة وأن يكون دائما مع من يعرفه حتى إذا أصيب بأعراض ارتفاع أو انخفاض السكر في الدم أن يقوم من يعرفه (قريب أو صديق) بعمل اللازم وإعطائه مصدرا للسكريات حتى لا ينخفض السكر في الدم، كذلك ينصح المريض بالسكري أن يحمل بطاقة تعريفية بذلك حيث يتم إسعافه بشكل سليم وبشكل صحيح إذا حدثت له أي مضاعفات لا قدر الله.
على الحاج المريض بزيادة الدهون بالدم أن يحذر الإصابة بتصلب الشرايين الذي ينتج من ترسب الدهون على جدران الشرايين، والتي قد تصل إلى حد التقلص خاصة شرايين القلب والرأس والأطراف، وإصابة القلب تؤدي إلى الذبحة الصدرية، ويراعى في الغذاء بعض الأطعمة التي تخلو من الدهون، ويفضل السمك الخالي من الدسم، الدجاج بدون جلد، الحليب ومشتقاته (قليل أو خالي الدسم) والإكثار من الخضراوات والفواكه والخبز الأسمر والزيوت النباتية فقط.
والتقليل من المكسرات بأنواعها، اللحوم الدسمة، صفار البيض، الثمار المجففة والحلويات العربية (البقلاوة والكنافة.. إلخ).
الحاج المريض بالتهاب جدار المعدة والقرحة
تلعب العوامل النفسية والتوتر وعدم الانتظام بمواعيد الطعام وأكل المواد الحريفة دورا كبيرا في التهاب غشاء المعدة لذلك فإن النظام الغذائي مهم جدا ويفضل أن يتناول المريض الماء الفاتر ومغلي زهور البابونج وحساء الخضر، أيضا الجبن الأبيض قليل الأملاح والخبز المحمص بعد مضغه جيدا، وينصح بشرب النعناع أو البابونج، والقاعدة العامة ألا يفرط في الطعام وملء المعدة.
بالنسبة للقرحة يمكن اعتبارها صورة أسوأ من التهاب غشاء المعدة، ولذلك يجب الحذر والتشدد على اتباع النظام الغذائي خاصة أثناء الحج، وكما سبق أن ذكرنا في التهاب غشاء المعدة يراعى للمصابين بالقرحة ألا تكون المأكولات ساخنة جدا أو باردة جدا عند تناولها وأن توزع المأكولات على خمس وجبات، ويراعى عدم ملء المعدة وأفضل المأكولات اللبن الحليب، حساء الخضر (شربة الخضار) خاصة الكوسة والجزر، الخشاف.
ويجب على المصاب بالقرحة ألا يكثر من المأكولات التي تحتوي على البصل والثوم لأنها تهيج الغشاء المعدي، أيضا البقوليات ذات القشرة مثل الفول، الفاصوليا، البسلة والبيض المسلوق جيدا يجب الامتناع عنها.
الحاج المصاب بتصلب الشرايين والنظام الغذائي
يجب أن يهتم بنظامه الغذائي حتى لا يدخل في مشكلة الإصابة بالذبحة الصدرية (القلبية)، وهي عبارة عن اضطراب مفاجئ في أحد شرايين القلب وربما أكثر من شريان واحد يمنع وصول الدم إلى العضلة بالقلب، ونظرا لخطورة ذلك لابد من الإشارة إلى أعراض الذبحة القلبية، وهي:
يشعر المريض بألم حاد في الجهة اليسرى من أعلى ويمتد هذا الألم إلى الظهر ويمتد إلى اليد اليسرى وأطراف الأصابع اليسرى ويصاحب ذلك هبوط ضغط الدم وربما غيبوبة.
وهنا يجب وضع المريض في السرير ممدا مع تجنب تحريكه، وفك جميع الأحزمة حتى ينتقل إلى المستشفى.
والحاج المصاب بتصلب الشرايين عليه عدم تناول الدهون والشحوم وأكل الخضر والفواكه والألبان قليلة الدسم واللحوم البيضاء المشوية.
الحاج المصاب بضغط الدم والنظام الغذائي
إن هناك قواعد عامة هي
تقليل الأملاح بالغذاء وتقليل الدهون بالمأكولات والامتناع عن التدخين؛ حيث إن النيكوتين يساعد على ترسيب الكولسترول على جدران الشرايين، وهو ما يزيد من ارتفاع ضغط الدم. ويسمح بشرب الحليب قليل أو خالي الدسم، وشوربة الخضار قليلة الملح، الفواكه الطازجة.
وبالنسبة لغذاء الحاج وأمراض الكلى (المزمن/ الحصوات)
إن مريض الكلى المزمن هو تطور للالتهاب الحاد بالكلى.. ولابد من حرص الحاج المريض بالتهاب الكلى المزمن على مراعاة النظام الغذائي كي يحافظ على نفسه أثناء الحج، وأعراض المريض بأمراض الكلى المزمن تختلف طبقا لحدتها وهي عموما تكون ارتفاع ضغط الدم، وتورم بالقدمين وتحت الجفنين، قلة التبول مع بعض المتغيرات بالدم.
وعلى الحاج أن يأكل الجبن الأبيض غير المالح، النشويات المسلوقة قليلة الملح، الخضر مثل الجزر والكوسة، الخس، الباذنجان، الفواكه الطازجة والمسلوقة على أن تتوزع على خمس وجبات، ويجب تقليل الملح أي أقل من 3 جرامات يوميا حتى يختفي التورم بالعينين والقدمين.
بالنسبة للحجاج الذين يعانون من حصوات بالكلى أو الحالب، فإن النظام الغذائي مهم جدا لهم؛ لأن نوعية الطعام والشراب تعد سببا رئيسيا في تكوين الحصوات، وهناك مبادئ غذائية عامة ومهمة:
يجب تناول الماء والسوائل بنسبة كبيرة تصل إلى ثلاثة لترات يوميا.
تخفيف الوزن وعدم الشراهة والإسراف بالأكل.
الحج مناسبة جيدة لممارسة رياضة المشي.
مرض السكر والحج والنظام الغذائي الأمثل
إن نظام التغذية مهم لمريض السكر.. وتزداد هذه الأهمية للحاج المريض، لأنه يقوم بمجهود ذهني وعضلي أثناء مراسم الحج... وهو نظام ضروري لا يغني عنه الدواء. والغاية في النظام الغذائي لمريض السكر هي تقليل وخفض المواد السكرية والنشوية مع عدم نقص النسب من البروتينات والفيتامينات، وينصح بأكل المأكولات الغنية بالسكريات المعقدة (الحبوب الكاملة).
أما بالنسبة للحوامل والمرضعات
تتعرض المرأة الحامل والمرضع لزيادة في حاجاتها الغذائية؛ وذلك للمحافظة على صحتها وصحة جنينها.. وتزيد متطلبات الحامل الغذائية كلما قاربت على اكتمال الحمل، وحج المرأة وهي حامل أو مرضع يزيد من حاجاتها إلى الاهتمام بالتغذية لكونها تبذل مجهودا بدنيا أثناء شعائر الحج... وعموما فإنه لابد من وضع اعتبارات أساسية في هذا الشأن من حيث عمر المرأة، مدة الاهتمام بالعناصر الغذائية الأساسية من بروتينات ونشويات ودهنيات، بالإضافة للفيتامينات والأملاح والتي تؤخذ من مصادرها المختلفة كما سبق أن ذكرنا، ويجب الاهتمام بتقليل الأملاح للحوامل.
إذا كانت المرأة حاملا في الأشهر الثلاثة الأولى حتى 21 أسبوعا ننصح بعدم الحج، لأنها فترة تكوين الجنين وتخلق أعضائه الداخلية، فنخشى عليك العدوى ببعض الأمراض المنتشرة بين الحجيج مثل «التهاب السحايا والانفلونزا، الكوليرا، التيفوئيد، الالتهاب الكبدي» بالإضافة لذلك لا تستطيعين أخذ التطعيمات الوقائية كباقي الحجيج.
وفي الأشهر الثلاثة الأخيرة (82 أسبوعا ـ 04 أسبوعا) حيث يزداد وزن الجنين والأم فتشعر ببطء في الحركة، والأكل، والشراب مما قد يسبب لها فقد السوائل والجفاف والأهم من هذا تعرضها لاحتمال ولادة مبكرة مما يسبب ضررا على الأم والجنين بعدم توافر إسعافات طوارئ في الوقت المناسب.
إذا كانت حاملا في الأشهر الثلاثة الباقية (21 أسبوعا - 62 أسبوعا) لا مانع من الحج ولكن لا تستطيع أخذ التطعيمات المقررة.
في هذه الفترة تستطيع الأم الحامل عمل مناسك الحج الرئيسية، وإذا كانت هناك مشاعر يمكن تكليف المحرم بها، فيفضل عدم القيام بها حتى تتفادى الازدحام الشديد والاختلاط المكثف.