قال تعالى (( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون )) صدق الله العظيم
نستقبل شهر رمضان الفضيل هذا العام ، بنفحات إيمانية عطره ، فرمضان الفضيل يقوي العزيمة ، ويحرك مشاعر الإيمان في قلوبنا
ويجعلنا في تواصل مع ربنا عز وجل ، فمنه نتعلم الإخاء والصبر، وصفاء القلوب ، وفيه نصل أرحمنا وأقاربنا ، فتقوى علاقاتنا بهم ، فأهلا بك يا شهر الطاعات
ومضاعفة الحسنات أهلا بك يا شهر مغفرة الذنوب والسيئات ، وشهرالعبادات
ها هو يطل علينا رمضان بخيره وبركاته ، ويحمل لنا بشائر الخير التي تمنيناها ، إلا أننا وللأسف نفهمه حسب رؤيانا وأمزجتنا ،
فلم تمضِ أيام قليلة على بدايته حتى اعددنا العدة كما نريد نحن ، لا كما يريد رب العزة ، فنلاحظ بما لا يدع مجالا للشك ان شرائح واسعة في مجتمعنا العربي
تبالغ في الإسراف والتبذير في الإعداد لهذا الشهر قال تعالى (( ان المبذرين كانواإخوان الشياطين )) فموائدنا تعج بما لذ وطاب من أصناف المأكولات التي لا تعد ولا تحصى ،
والحلويات أصناف متنوعة وأشكال متعددة ، صحون بأحجام وألوان ، وملاعق متناثرة ، وكأنها مجاعة حلت بنا !!
ساعات وساعات نقضيها في المطبخ للتحضير ، وما نلبث ان تنتهي وجبة الإفطار حتى يذهب كل ما ضاع وقتنا في الإعداد له هباءً منثوراً الى حاويات المهملات .
كيف لنا أن نعتبر الإسراف الشديد في المأكولات وغيرها في شهر رمضان وغيره، ظاهرة صحية والله سبحانه وتعالى نهانا عن الإسراف والبذخ والتبذير المبالغ فيه
في كتابه العزيز كما ذكرنا في الآية السابقة فوصفهم رب العزة بالمبذرين ، فهو حينما يأمرنا بشيء ذلك لأنه يصلحنا ويصلح به أمرنا في دنيانا وأخراتنا،
وحينما ينهانا عن شيء ذلك لأنه يضر بنا، ويضر بدنيانا وأخرانا والإسراف و التبذير سواء في الأكل أو الشرب ومن غيرهما أمر يضر بصحة الإنسان ويضر بماله
والإسراف في المأكولات والمشروبات والإنفاق يظهر كثيراً في رمضان في مجتمعاتنا العربية ، لاعتقاد خاطئ ، أن ذلك يأتي تعويضاً للحرمان من المأكل والمشرب طوال اليوم ‘
وإنفاق المال في شراء الكثير من أصناف الطعام والمشروبات والحلوى، ربما أيضاً لتتميز عادات المسلم في رمضان عن غيره من سائر الأيام،
وهذا جهل كبير بحقيقة هذا الشهر الكريم ، وما ينبغي على المسلم أن يسلكه فيه، إن النصيحة التي من الممكن ان نوجهها الى
المسلمين هي عدم التفريط وعدم الإفراط في تناول الطعام في ليالي رمضان لان بدنك أيضا له عليك حق، والتزام الوسطية والاعتدال في ذلك والإكثار من قراءة القرآن الكريم،
والصلاة والعبادة وعدم الإفراط في السّهر في الأندية وغيرها وكفى تبعية وتقليداً أعمى ، ويجب الا ننسى أن احد أسباب الكارثة التي حلت بنا اليوم هي
البطر والإفراط في الاستهلاك والتبذير والبعد عن الدين .
وهنا اتساءل ألم يفرض رب العزة رمضان حتى نتذكر الفقراء والمساكين وعائلات الشهداء والأسرى ونشعر بألمهم ؟؟؟
الم يكن في جوعنا طول اليوم حكمة ربانية ؟؟
وفي النهاية أقول اتقوا الله أيها الصائمون في صيامكم ، واجعلوا رمضان زهدا وتقشف لربكم وأوطانكم ... ولا تكونوا إخوان الشياطين.