أيام أفضل من سائر الأيام
من المعلوم والمشاهد أننا في رمضان نجدّ ونجتهد في الطاعات والعبادات وإذا دخلت العشر الأواخر زدنا الاجتهاد فيها لأنها أفضل من الايام التي قبلها لكننا نغفل عن ايام هي أفضل من أيام العشر الأواخر من رمضان
فهل تعلم ما هذه الأيام؟ وإذا علمت ذلك هل تزيد وتجتهد في الطاعات؟
قد تندهش وتستغرب من هذا القول وتتساءل وتقول هل هناك فعلا أيام أفضل من أيام رمضان؟!!!
وليس هذا فحسب بل هي أفضل من أيام العشر الأواخر من رمضان!!!!!!!
نعم هناك أيام أفضل من ذلك كله ومع ذلك للأسف ترانا غافلون عن ذلك كله.
هذه الايام هي ايام العشر من ذي الحجة حيث أقسم الله بها في سورة الفجر قال تعالى" {وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (3)}
قال الطبري: والصواب من القول في ذلك عندنا: أنها عشر الأضحى لإجماع الحجة من أهل التأويل عليه.
وانظر الى هذا الحديث الذي يبين فضل هذه الأيام:
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام -يعني أيام العشر-قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء "رواه البخاري.
فتأمل الى عظم هذا الأجر في هذه الأيام وعظم شأن العمل فيها.قال شيخ الإسلام: أيام ذي الحجة أفضل من أيام العشر من رمضان، وليالي العشر الأواخر من رمضان من ليالي عشر ذي الحجة
وقال ابن القيم: ذلك أنه ليس من أيام أحب إلى الله من أيام عشر ذي الحجة، وأما ليالي عشر رمضان ففيها ليلة القدر، وهي خير من ألف شهر.
وقال العثيمين رحمه الله: فأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام يعني أيام العشر وقوله العمل الصالح يشمل الصلاة والصدقة والصيام والذكر والتكبير وقراءة القرآن وبر الوالدين وصلة الأرحام والإحسان إلى الخلق وحسن الجوار وغير ذلك.
كل الأعمال الصالحة.واعلم وفقك الله أن في هذه العشر يوم يسمى يوم عرفة صيامه يكفر سنة قبله وسنة بعده أي يكفر سنتين:
عن أبي قتادة رضي الله عنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم عرفة؟ قال:
"يكفر السنة الماضية والباقية" رواه مسلم واللفظ له وأبو داود والنسائي وابن ماجه والترمذي
فياله من أجر عظيم على فعل يسير فصيامك ليوم واحد يكفر سنتين وفضل الله عظيم
فاحرص حفظك الله على صيامه ولا تفرط في هذا الأجر العظيم
ويوم عرفة هو اليوم التاسع من ذي الحجة
وننبه على أن الصيام في العشر من ذي الحجة لا يكون في العاشر منه لأنه يوم عيد وصيامه محرم.
فإذا علمت رحمك الله فضل هذه الأيام العشر من ذي الحجة وأنها أفضل من باقي الأيام حتى أيام العشر الأواخر من رمضان فلا تحرم نفسك من هذا الأجر العظيم وأكثر من الأعمال الصالحة ولا تنسى صيام يوم عرفة .
ولكيلا يذهب عملنا سدى ننبه على شرطا قبول العمل وهما: الإخلاص لله عز وجل وأن نبتغي وجه الله وحده لا شريك له.
والثاني المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم بأن تكون عباداتنا موافقة لما جاء به .
أسأل الله لي ولكم العلم النافع والعمل الصالح