منتديات عرب مسلم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات عرب مسلمدخول

descriptionالمملكة الأردنية الهاشمية Emptyالمملكة الأردنية الهاشمية

more_horiz
الأردن (رسميًا: الْمَمْلَكَةُ الْأُرْدُنِيَةُ الْهَاشِمِيَة) هي دولة عربية تقع في جنوب غرب آسيا، تتوسط الشرق الأوسط بوقوعها في الجزء الجنوبي من منطقة بلاد الشام، والشمالي لمنطقة شبه الجزيرة العربية. تحدها كل من سوريا من الشمال، فلسطين من الغرب، العراق من الشرق، وتحدها شرقًا وجنوبًا المملكة العربية السعودية، كما تطل على خليج العقبة في الجنوب الغربي، حيث تطل مدينة العقبة على البحر الأحمر، ويعتبر هذا المنفذ البحري الوحيد للأردن. سميت بالأردن نسبة إلى نهر الأردن الذي يمر على حدودها الغربية.يُعتبر الأردن بلداً يجمع بين ثقافات ولهجات عربية مختلفة بشكل ملفت، ولا تفصله أي حدود طبيعية عن جيرانه العرب سوى نهر الأردن ونهر اليرموك اللذين يشكلان على التوالي جزءاً من حدوده مع فلسطين وسوريا. أما باقي الحدود فهي امتداد لبادية الشام في الشمال والشرق وصحراء النفوذ في الجنوب، ووادي عربة إلى الجنوب الغربي. تتنوع التضاريس بالأردن بشكل كبير، وأهم جباله جبال عجلون في الشمال الغربي، وجبال الشراة في الجنوب، أعلى قمة تلك الموجودة على جبل أم الدامي 1854 متر، وأخفض نقطة في البحر الميت والتي تعتبر أخفض نقطة في العالم.أسّس الأمير عبد الله بن الحسين عام 1921، إمارة شرق الأردن بمساعدة المملكة المتحدة وكانت خاضعة آنذاك لحكم المملكة المتحدة في منطقة فلسطين الانتدابية، استقلت عام 1946 ونودي بالأمير عبد الله ملكًا عليها، فعُرفت منذ ذلك الحين باسم المملكة الأردنية الهاشمية. النظام بالمملكة الأردنية الهاشمية هو نظام ملكي دستوري مع حكومة تمثيلية. الملك يمارس سلطته التنفيذية من خلال رئيس الوزراء ومجلس الوزراء، الذي في الوقت نفسه، هو مسؤول أمام مجلس النواب (المنتخب) ومجلس الأعيان (المُعَّين من قبل الملك) الذين يشكلان السلطة التشريعية للدولة. هناك أيضاً السلطة القضائية المستقلة. الأردن عضو مؤسس في جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي. يُعد الأردن دولة ذات سيادة ملكية دستورية، ومع ذلك فإن الملك يتمتع بسلطات تنفيذية وتشريعية واسعة.يشار إلى الأردن مرارًا وتكرارًا على أنه "واحة استقرار" في منطقة مضطربة، نظرًا لأنه لم يتأثر في الغالب بأحداث العنف التي اجتاحت المنطقة في عام 2010. ومع ذلك، فإن سكان البلاد يعانون من معدلات عالية نسبيًا من البطالة والفقر.

المملكة الأردنية الهاشمية 256px-Flag_of_Jordan.svg

أصل التسمية
سميت الأردن نسبة إلى نهر الأردن. تتألف كلمة جوردان (Jordan) من "جور" و"دان" فهي جمع لاسم رافد النهر المقدس المار بالأردن جور (بانياس) ورافده دان (اللدان) فيصبح الاسم جوردان ويوردان في بعض اللغات، أصبحت مع الزمن أوردان وأردن، وأطلق العرب عليه اسم الأردن، وقد عرفت المنطقة المجاورة لنهر الأردن من منبعه إلى مصبه على الجانبين باسم "الأردن" واسم "فلسطين" على حد سواء. وتعني كلمة "الأردن" الشدة والغلبة وقيل أن الأردن أحد أحفاد نوح.

ويذكر قاموس الكتاب المقدس أن الأُرْدُنّ اسم عبري معناه الوارد المنحدر، وهو أهم أنهار فلسطين. الاسم الإغريقي للأردن هو يوردانيم (jordanem) وجوردن (Jordan) ومعناها المنحدر أو السحيق. وأطلق اليونان والرومان على بلاد الأردن لفظ ثيم الأردن وهو مسمى عسكري حيث كانت الأردن مقرا لمقاطعة عسكرية، كما أطلق الفاتحون العرب على مناطق الشام اسم الأجناد، وكان من بينها جند الأردن الذي كان يضم جزءا من جنوبي لبنان، وشمالي فلسطين، وكذلك أجزاء من سوريا. أما مسمى شرقي الأردن؛ فقد عرف لأول مرة في العهد الصليبي، وأن أول تسمية بهذا المعنى نقلها وليم الصوري، مؤرخ مملكة بيت المقدس اللاتينية، فقد أطلق عليها ultra jordanem وذكر أنها تشمل بلاد؛ جلعاد، وعمون، ومؤاب، ويطلق عليها أحيانا اسم ترانس جوردن trans Jordan التي تعني بلاد ما وراء النهر، عبر الأردن، أو شرقي الأردن أيضا، وعندما أسس الملك عبد الله بن الحسين الإمارة الأردنية أطلق على البلاد اسم إمارة الشرق العربي ثم استقلت الإمارة تحت اسم إمارة شرق الأردن. بعد ذلك أصبحت تعرف باسم المملكة الأردنية الهاشمية، والمملكة لأن نظام الحكم فيها ملكي، والهاشمية نسبة إلى بني هاشم لأن ملوك الأردن أصولهم من هاشم الجد الأكبر للرسول محمد.

التاريخ
عاش الإنسان على أرض الأردن في فترات متعددة تمثلت منذ العصر الحجري القديم (500.000-14000) قبل الميلاد والعصر الحجري الأوسط (14000-8000) قبل الميلاد حيث عثر على فؤوس يدوية ثنائية الوجه مصنوعة من الصوّان والبازلت، وكان جو الأردن ماطرًا دائمًا ويعيش الإنسان على صيد الحيوانات البرية وجامعاً النباتات البرية.

في العام 2018 أعلن باحثون عن عثور بقايا متفحمة لخبز تم إعداده قبل 14500 عام في موقع شمال شرق الأردن، والذي تبين لاحقاً أنه الأقدم في العالم
، أي قبل ما يزيد عن أربعة آلاف عام من اكتشاف الزراعة. ويشكل هذا "الحدث الاستثنائي" دافعا للعلماء إلى البحث عن علاقة ارتباط بين إنتاج الخبز ونشأة الزراعة.استمرّ نشاط الإنسان والعيش على أرض الأردن وصولاً إلى العصر الحجري الحديث المبكر (8000-6000) قبل الميلاد والعصر الحجري الحديث اللاحق (6000-4500) قبل الميلاد حيث شهدت البلاد بعض التطورات في جوانب متعددة من الحياة. عاشت ممالك كبرى على هذا الجزء من الأرض مثل مملكة الأنباط التي كانت عاصمتها البتراء، المؤابيين والأدوميون والبيزنطيون والرومان. ما زالت آثار الأمبراطورية الإسلامية ظاهرة للعيان، وآثار الامبراطورية العثمانية كذلك. وافقت الأمم المتحدة يوم 25 مايو 1946 بعد نهاية الانتداب البريطاني الاعتراف بالأردن كمملكة مستقلة ذات سيادة.

الفترة القديمة
كانت الأردن ومنذ أقدم العصور مأهولة بالسكان بشكل متواصل. وتعاقبت عليها حضارات متعددة، وقد استقرت فيها الهجرات السامية التي أسست تجمعات حضارية مزدهرة في شماله وجنوبه وشرقه وغربه، فقد شهدت الأردن توطُّن حضارات وقيام ممالك كبرى صبغت بقوتها تاريخ تلك الحقب. سكن شعب العموريين الذين هم أشقاء الكنعانيين في الأردن، واتخذ الكنعانيون فلسطين بلداً لهم وسمِّيت أرض كنعان، بينما سُمِّيت الأردن تحت عناوين عدة، حسبما نجده في أسفار العهد القديم نفسها: الاسم العام هو بلاد عبر الأردن (Trans Jordan)، أما الأسماء الأخرى للأردن فقد كانت تسمى على اسم الممالك التي كانت تسكنها، والاسم الخاص هو المناطق الجغرافية وهي مكونات البلاد التي قامت بها هذه الممالك، وسمِّيت كل مملكة وشعبها باسم تلك المنطقة مثل الأدوميون (نسبة إلى أدوم) والمؤابيون (نسبة إلى مؤاب)، والحشبونيين (نسبة إلى حشبون ـ حسبان الحالية)، والعمونيون (نسبة إلى ربة عمون ـ عمان الحالية). والباشانيون (نسبة إلى باشان وهي بيسان الحالية). ومملكة الأنباط نسبة إلى اسمهم وليس إلى اسم المكان. فقد جاءت هذه القبائل العربية مهاجرة من جزيرة العرب وحطّت رحالها في أرض الأردن واستوطنت كل واحدة منها دياراً يفصلها عن الأخرى معالم طبيعية وكانت العلاقة بينهم ودية، وكانت هذه القبائل قد ظهرت في الأردن منذ حوالي ألفي سنة قبل الميلاد، في وقت واحد تقريباً.

فقد سكنه الأدوميون وكانت عاصمتهم بصيرا التي تقع حالياً في محافظة الطفيلة، ومملكة المؤابيون التي كانت عاصمتها ديبون شمال وادي الموجب، ثم انتقلت إلى قبر حارسة (الكرك) زمن الملك ميشع. كانت الكرك وذيبان العاصمتين الرئيسيتين لهم وكان الإله لكموش أهم إله عند المؤابيين، وكان ميشع أعظم ملك من ملوكهم الذي دوّن انتصاراته وإنجازاته على حجر ذيبان. وقد تعاقب على احتلالها فيما بعد كل من الآشوريين، والبابليين، وصارت مملكة مؤاب ولاية بابلية زمن الملك نبوخذ نصر.
لفائف البحر الميت في عمان، الأقدم في التاريخ. تبين بثلاث لغات نشوء اليهودية والمسيحية.

كانت عمون أو ربة عمون المعروفة الآن بعمان عاصمة للدولة العمونية، وكان العمونيون يتمركزون في شمال ووسط الأردن وتحتفظ عمان بموقع العاصمة القديمة. أسس العمونيون دولتهم حوالي سنة 1250 ق.م، وعاشوا حياة البداوة وكونوا دولة قوية امتدت حدودها من الموجب جنوباً إلى سيل الزرقاء شمالاً ومن الصحراء شرقاً إلى نهر الأردن غرباً. وبحكم موقع عمان الجغرافي الاستراتيجي طمع فيها الغزاة فتعرضت مملكة العمونيين للغزو والدمار لكنها كانت تضمد جراحها وتعيد بناء مدنها. وكان "طوبيا العموني" آخر ملك حكم دولة العمونيين وارتبط اسمه بآثار عراق الأمير وقصر العبد في وادي السير. بالنسبة لمنطقة عمان فقد كانت معمورة في العصر الحديدي (1200 ق.م-330 ق.م) وتميزت هذه الفترة باستخدام العجلة لصناعة الفخار، وفي هذا العصر شهدت المنطقة تطورا في استخدام الحديد في صناعة الأسلحة والأدوات المنزلية. وبرز جبل القلعة في عمان مقر عاصمة العمونيين. وما زالت بقايا قصور العمونيين ماثلة في جبل القلعة، منها جدران الأسوار، والآبار المحفورة في الصخر الجيري. كما عُثر في جبل القلعة على أربعة تماثيل لملوك العمونيين تعود إلى القرن الثامن ق.م، ووجدت تماثيل أخرى في ضواحي عمان في خربة الحجاز وأبو علندا وعرجان.
بعد سقوط العاصمة الآشورية نينوى، ثارت جميع الشعوب التي كانت تخضع للآشوريين، ففر آخر ملوك آشور (أباليت) إلى حران، وأصبحت السيطرة للبابليين بعد الآشوريين الذي سرعان ما حاولوا الاستحواذ على شرقي المتوسط ومنها شرقي الأردن، فتآلف ملوك مؤاب وعمون وصور وصيدا لصد هجمات بابل، إلا أن الملك البابلي نبوخذ نصر تمكن من الانتصار عليهم والوصول إلى القدس سنة 586 ق م، ثم تمكن من إخضاع صيدا ومؤاب وعمون، فيما بقي محاصرا صور لمدة ثلاث عشرة سنة، إلى أن أخضعها. وقد سبى نبوخذ نصر عددًا كبيرًا من اليهود من القدس وفلسطين إلى بابل، إلا أن بابل ما لبثت أن سقطت في أيدي الفرس سنة 540 ق م. وبقيت الأردن تحت حكم الفرس إلى أن جاء الإسكندر الأكبر عام 333 ق م، وأنتصر على داريوس ملك الفرس وبسط النفوذ اليوناني على الأردن والبلدان المجاورة. بعد وفاة الإسكندر انقسمت الإمبراطورية اليونانية إلى ثلاثة أجزاء: فكانت مصر من نصيب البطالمة، أما بلاد الشام فكانت من نصيب السلوقيين، إلا أن بطليموس تمكن عام 312 ق م من ضم جنوبي بلاد الشام أي الأردن وفلسطين لتصبح جزءا من دولة البطالمة الذين يتمركزون في مصر، حيث أولاها اليونانيون أهمية كبرى، إذ صارت من ممتلكات بطليموس المصري، حيث أعيد بناؤها، وأطلقوا اسماً جديداً عليها وهو: فيلادلفيا بدلاً من ربة عمون. بقي اليونانيون في عمان مدة تقارب مائة عام بعد هذا الاحتلال حتى طردهم منها الأنباط التي نشات مملكتهم بعد استيلائهم على دولة الأدوميين، حيث وصلت حدود مملكة الأنباط من خليج العقبة إلى نهر اليرموك ومن وادي السرحان في البادية شرقاً إلى نهر الأردن وغور الأردن غرباً.

العرب الأنباط والرومان والبيزنطيون
تعتبر مملكة الأنباط مملكة عربية سادت ثم بادت، وكانت تقع شمال الجزيرة العربية على طريق البخور التجاري الذي يمتد من المحيط الهندي إلى موانئ فلسطين وسوريا، وحدودها حدود المملكة الأردنية الهاشمية الآن تقريبا. انتعشت مملكة الأنباط قبل الميلاد بقرون حتى نهاية القرن الأول وتحديدا سنة 106. تعد البتراء المقاطعة الرئيسية أو العاصمة التي يشير اسمها إلى كل جبل مقدس يصعب صعوده، ومعناها في العربية صخر أو حجر، ويطلق عليها العرب اسم الرقيم، وهي تقع اليوم في وادي موسى. أما بقية المدن أو المقاطعات في مملكة الأنباط فهي: الحجر أو "مدائن صالح"، وأم الجِمال المبنية من الحجر الأسود الناري، والنقب. أن النبط اسم لقوم، وليس اسمًا لمنطقة، يعتبر الآلة ذوالشرى على رأس مجموعة الآلهة، فهو الرب الأكبر الذي اتسم بطبيعة كوكبية متمثلة بالشمس، واشتهرت عبادة الإله ذوالشرى ولا سيما في مدينة البتراء، ومنها انتشرت عبادته إلى سائر الأنحاء.احتلت روما عام 63 ميلادي الأردن وسوريا وفلسطين وبقيت المنطقة تحت السيطرة الرومانية طيلة أربعمائة عام. وضمت مملكة الأنباط إلى الإمبراطورية الرومانية على يد القائد الروماني تراجان.

في تلك الأثناء تشكل اتحاد المدن العشر (الديكابوليس) خلال الحقبة الهلنستية وكان اتحاداً اقتصادياً وثقافياً فدرالياً. وضم الاتحاد إليه المدن اليونانية مثل فيلادلفيا (عمان)، جراسيا (جرش)، وجدارا (أم قيس)، وبيلا وأرابيلا (إربد) ومدن أخرى في فلسطين وجنوب سورياً. اتسمت هذه الحقبة الزمنية بالاستقرار والسلام وحدثت عدة تطورات هامة في البينة التحتية. شهدت الأردن أثناء الحكم البيزنطي أعمالاً إنشائية كثيرة إذ أن مدناً بنيت خلال العهد الروماني واستمرت في ازدهارها وازدادت أعداد السكان في المنطقة زيادة كبيرة، كذلك أصبحت المسيحية ديناً مقبولاً في المنطقة. سكن شمال الأردن في تلك الفترة قبائل عربية تدعى الغساسنة، والذين وجد البيزنطيون فيهم حلفاء أقوياء يمكن الاعتماد عليهم في الصراع ضد الفرس الساسانيين الذين دأبوا على تهديد الولايات البيزنطية الشرقية، لذلك زادوا من صلاحيات الغساسنة ليتمكنوا من تكوين دولة حدودية لكن ضمن نطاق الدولة الرومانية ومن ثم البيزنطية، وكانوا حلفاء الروم فاشتركوا معهم في حروبهم مع الفرس وحلفائهم المناذرة.
خريطة فسيفسائية في مادبا، وهي أقدم خريطة وصفت الأراضي المقدسة.

حكم الغساسنة ستمائة سنة أي من أوائل القرن الأول الميلادي إلى ظهور الإسلام وكان أول ملوكهم "جفنة بن عمرو"، وامتد سلطانهم على قسم كبير من بلاد الشام مثل تدمر والرصافة في وسط سوريا والبلقاء والكرك في الأردن وإلى البحر، وكانت عاصمتهم بالجابية في الجولان.

لعل أكثر ما يبين درجات الحضارة التي شهدتها بعض المدن الأردنية في فترة البيزنطيين مثل مادبا، عدد الكنائس المزينة بالفسيفساء الرائعة التي خلفها البيزنطيون، وتحوي في داخلها أثمن وأروع اللوحات الفسيفسائية في العالم وأهمها خريطة مادبا الشهيرة التي تعود إلى القرن السادس الميلادي، وفي أقدم خريطة للأراضي المقدسة، والقدس بشكل خاص، وتشمل الخريطة الأماكن الواقعة بين بيبلوس (جبيل) ودمشق شمالاً إلى ثيبة في مصر جنوباً ومن البحر الأبيض غرباً إلى عمان والبتراء شرقاً. في عام 542 قضى الطاعون على معظم سكان الأردن وقضى الاحتلال الساساني عام 614 على من تبقى منهم. وكان الساسانيون قد احتلوا الأردن وفلسطين وسوريا طيلة خمس عشر عاماً إلى أن استرجع الإمبراطور هرقل المنطقة برمتها عام 629 ميلادية لكنه لم يبقَ فيها طويلاً أمام تقدم الزحف الإسلامي، فكان هذا أول احتكاك بين العرب والروم حيث وجه النبي محمد غزوة مؤتة (بقيادة زيد بن حارثة) ولكنها تعرضت للهزيمة. ثم تبعتها حملة تبوك التي خرج فيها النبي محمد بنفسه ولكنه لم يحدث فيها صدام خطير بين الطرفين. قبيل وفاة الرسول كان قد جهز حملة بقيادة أسامة بن زيد لمحاربة الروم، لكنه توفي قبل أن تبدأ الحملة. واصل المسلمون حملاتهم على بلاد الشام فتم توجيه عدد من الجيوش لفتحها منها جيش إلى الأردن وفلسطين ودمشق وقنسرين. واستطاع أبو عبيدة بن الجراح السيطرة على بصرى ثغر الشام الشرقي سنة 624. ورغم محاولات البيزنطيين استعادة السيطرة عليها لكنهم فشلوا بعد معركة أجنادين. أثارت هزيمة الروم في أجنادين حفيظة هرقل فقرر إرسال جيش لاستردادها، فعبر الجيش نهر الأردن وتقابل مع جيش المسلمين عند نهر اليرموك ودارت معركة عنيفة بين الطرفين هي معركة اليرموك، انتهت باثار عنيفة على الدولة البيزنطية، فبعد الخسارة في المعركة خسرت الدولة الأراضي الواقعة شرق نهر الأردن، ثم استسلمت دمشق بعد مقاومة. وبدأت المدن البيزنطية في الشام تتابع في السقوط الواحدة تلو الأخرى، فسقطت القدس ثم أنطاكيا ثم سوريا الشمالية كلها بيد المسلمين.

الحكم العربي الإسلامي
بقيت الأردن تخضع للحكم الروماني حتى الفتح الإسلامي لبلاد الشام وإنهاء الحكم البيزنطي على يد العرب المسلمين القادمين من شبه الجزيرة العربية. أثناء الحكم الإسلامي خضعت المنطقة والتي تتألف من بلاد الشام إلى قطاعات عسكرية (تسمى أجناد) في عهد الخليفة عمر بن الخطاب فقسم بلاد الشام إلى قطاعات عديدة سمي كلا منها جند، ومن ضمنها جند الأردن. بعد وفاة الخليفة عمر، تولى الخلافة بعده عثمان بن عفان، الذي استمر حكمه إلى عام 33هـ 656م، وقد بقي معاوية في زمن عثمان واليا على الشام حيث كان قد عينه عمر بن الخطاب واليا على الشام عام 640 بعد وفاة أخاه يزيد بن أبي سفيان. وبعد مقتل عثمان انتخب علي بن أبي طالب خليفة للمسلمين لكن معاوية رفض مبايعته واستمرت الحروب بين الفريقين حتى قتل عبد الرحمن بن ملجم المرادي الخليفة علي بن أبي طالب، بعدها بايع الناس ابنه الحسن، إلا أنه تنازل عن الخلافة لمعاوية.
رسم جداري من قصر عمرة.

أسس معاوية بن أبي سفيان الدولة الأموية وجعل عاصمتها دمشق، ونظراً لقرب الأردن من عاصمة الحكم الإسلامي ولتمتعها بموقع جغرافي متميز باتت على مفترق طرق الحجاج القاصدين الديار المقدسة في مكة والمدينة. وأزدهرت الحياة في الأردن، وبنيت المدن والقصور مثل قصر الحلابات وقصر الحرانة وقصر المشتى وقصر عمرة وغيرها. وبقى الأمويين حتى تم القضاء على دولتهم عام 749 على يد أبي العباس الملقب بالسفاح. وسميت بهذا الاسم نسبة إلى العباس عم الرسول محمد.
قلعة صلاح الدين في عجلون، إستخدمها المسلمون لصد هجمات الصليبيين.

وكان أول عمل قام به أبو العباس السفاح هو نقل مقر الخلافة من دمشق إلى بغداد.
وبانتقال عاصمة الخلافة إلى بغداد أصبح موقع الأردن هامشياً مقارنة مع الخلافة السابقة. وهجرت بالتالي قصور الصحراء التي بناها الأمويون لممارسة الصيد ولتكون بذلك محطات تقف عندها القوافل التجارية وقوافل الحجاج المتوجهة للديار المقدسة فيما بعد. وعندما شهد القرنين العاشر والحادي عشر ازدياد نفوذ الفاطميين الذين حكموا مصر وأستولوا عام 969 على الأردن. في بداية القرن الثاني عشر الميلادي تعرضت بلاد الشام لهجمات الحملات الصليبية الشرسة والتي ألقت الأردن في أتون نيران حرب مستعرة. بنى الملك بالدوين الأول خطاً من القلاع في عمود الأردن الفقري بهدف حماية الطرق المؤدية للقدس. ثم وحد بالدوين الأول سوريا ومصر تحت حكمه. لكن صلاح الدين الأيوبي أخرج الصليبين من القدس عام 1187 ميلادي بعد أن هزمهم في معركة حطين مما حرر البلاد من الوجود الأجنبي وخلصت الأردن من السيطرة الأجنبية. ازدهرت الأردن في العهد الأيوبي والمملوكي وأتحد مع مصر وسوريا واحتل موقعاً بارزاً بين جاراته. وأعيد بناء حصونه وخاناته كي ينزل فيها الحجاج وهم في طريقهم إلى مكة والمدينة ومن أجل تعزيز منعة طرق التجارة والأتصالات. كذلك أزدهرت في الأردن في هذا العهد وفي وادي الأردن بالذات حيث أنشأت محطات تنقية السكر المدارة بواسطة الماء. تعرضت المنطقة لهجمة جديدة للتتار في عام 1401 ميلادية، مما تسبب إضافة لضعف الحكومات وانتشار الأمراض في بعض المناطق إلى ضعف المنطقة كلها. وما لبث الأتراك العثمانيون أن هزموا المماليك عام 1516 وبهذا أصبحت الأردن جزءا من الدولة العثمانية وبقيت هكذا طيلة 400 عام. تزخر البادية الشرقية للأردن والمناطق الجبلية الوسطى بالمعالم التاريخية في العصور الإسلامية المختلفة، حيث اتخذت الآثار والقصور الحصينة والقلاع والأبراج معالم مضمخة بروائح التاريخ. حيث يوجد عديد من القلاع التي بنيت على مر العصور لتكون موطن أمن وأمان للدفاع عن البلاد. فهناك قلعة الأزرق التي تعود إلى عهد الرومان والعرب، وقلعة الربض طراز الفن المعماري عند المسلمين العرب، وكان الهدف من بنائها رصد تحركات الصليبيين من حصن كوكب الهواء واستغلال مناجم الحديد في جبال عجلون التي تسمى مغارة وردة. وإبقاء الطرق التجارية مع دمشق وشمال سوريا. وهناك أيضا قلعتا الكرك وقلعة الشوبك، وتعودان إلى فترة الحروب الصليبية، وتقعان في مناطق جبلية وعرة وفيهما الأروقة وأبراج والاستحكامات التي تدل على طراز الفنون الحربية في القرون الوسطى. بالإضافة إلى تلك القلاع، توجد قلاع أخرى في العقبة والحسا والقطرانة شاهدة على العصور المختلفة في التاريخ الإسلامي.

العهد العثماني
دخلت الأراضي الأردنية تحت الحكم العثماني في أعقاب هزيمة المماليك أمام العثمانيين عام 1516 في معركة مرج دابق، وبقيت الأردن جزءا من هذه الإمبراطورية من عام 1516 حتى عام 1918. وضعت البلاد العربية تحت الحكم العثماني المباشر وتمتعت سورية بالحكم الذاتي. فعين السلطان واليا عليها جان بردي الغزالي، لكنه بعد وفاة السلطان سليم أعلن نفسه واليا على بلاد الشام، واستقل بها عن الدولة العثمانية، فارسل العثمانيون جيشا لم يقدر عليه، فاستسلم وأعدم في 1521. وبهذا عادت بلاد الشام تحت إدارة الولاة العثمانيين وخضعت مباشرة للباب العالي. وقسمت الدولة العثمانية بلاد الشام إلى ثلاث ولايات هي؛ دمشق، حلب، وطرابلس. وكانت الأردن تتبع لدمشق. أرسل والي مصر محمد علي باشا في سنة 1831 ابنه إبراهيم باشا إلى بلاد الشام على رأس قوة تمكنت من الانتصار على الجيش العثماني والسيطرة على بلاد الشام. كان حكم محمد علي إصلاحيا وقد اهتم بالتعليم وحاول فرض الضرائب وتنظيمها. لكنه ما لبث وأن خرج منها تحت التهديد، بعد أن اجتمعت كلا من بريطانيا، روسيا والنمسا والدولة العثمانية عام 1840، وهددوه بانتزاع مصر منه عنوة إن لم يسحب جيشه من بلاد الشام، فانسحب عام 1841 وفرض عليه البقاء داخل مصر والسودان فقط. بشكل عام عانى الأردن من الإهمال الذي أصاب تطور بنيته التحتية في العهد العثماني وكان ذلك يتعلق بعدة جوانب منها الأعمال الإنشائية للدولة العثمانية والتي كانت تقام إذا كانت ذات مدلول ديني فقط وبناء على هذا بنت قصر القطرانة لأنه يحمي قوافل الحجاج أما معظم المدارس والمستشفيات والحمامات والآبار ودور الأيتام فبقيت مهملة جداً. وكانت أهم الأعمال والمشاريع الإنشائية في ذلك الزمن مشروع إنشاء خط سكة حديد الحجاز الذي كان يبدأ من دمشق حتى المدينة المنورة. لكن أصبحت سكة الحديد أداة مفيدة لنقل الجيوش العثمانية والتموين خلال الحرب العالمية الأولى لتصل قلب الأراضي الحجازية، وبالتالي تعرضت السكة لهجمات عديدة وجهت إليها خلال الثورة العربية الكبرى، لتبدئ مرحلة جديدة في تاريخ الأردن، والمنطقة بأسرها.

التاريخ المعاصر
أعلنت الحرب العالمية الأولى في تموز 1914 بين الحلفاء ودول المحور، وفي أكتوبر 1914 دخلت الدولة العثمانية الحرب إلى جانب ألمانيا، حين قام أسطولها بقصف الموانئ الروسية على البحر الأسود. أعلنت روسيا الحرب على الدولة العثمانية في 2 أكتوبر 1914 وبعد ثلاثة أيام أعلنت إنجلترا وفرنسا الحرب على الدولة العثمانية. قام الإتحاديون بتطبيق سياسة التتريك والطورانية، على الأسس العنصرية، وكانت هذه إساءة لحكم الشعوب الخاضعة للدولة العثمانية، ومنهم العرب حيث أنه اعتمد القومية التركية وتخلى عن الإسلام الجامع بين الأتراك والعرب، وقام الإتحاديون بعزل السلطان عبد الحميد الثاني سنة 1909 نهائياً، وهو صديق العرب ومقرِّبهم إليه والمعتمد عليهم في مواجهة أطماع القادة التُّرك المتعصبين، مما جعل العرب ينقمون عليهم عامة، وخاصة بعد تبنيهم سياسة تتريك الشعوب غير التركية في دولتهم. طلب العرب من الدول العثمانية منحهم الاستقلال الذاتي وجعل اللغة العربية لغة رسمية في الولايات العربية وذلك لحصر التجنيد في الشبان العرب وذلك كما جاء في مقررات المؤتمر العربي في باريس عام 1913 ولكن العثمانيون رفضوا تلبية مطالب العرب. في هذه الأثناء كان الوطنيون العرب الذين أسَّسوا جمعياتهم القومية، وخاصة العربية الفتاة على اتصال مع الشريف الحسين بن علي بواسطة ابنه فيصل بن الحسين الذي تقابل مع القوميون العرب في دمشق، واتفق معهم على قيام الثورة بقيادة والده، وكان الهدف ممَّا سُمَّي بميثاق دمشق، تأسيس دولة عربية واحدة من جبال طوروس إلى البحر العربي ومن البحر الأحمر حتى الخليج العربي يكون الشريف حسين رئيسها. وحدث ذلك بينما كان جمال باشا يعدم الوطنيين ومنهم الضباط العرب. بدأت مفاوضات ومراسلات الحسين من خلال مراسلات حسين مكماهون (1916) التي تمَّ الاتفاق فيها على قيام ثورة على تركيا تدعمها بريطانيا وتعترف باستقلالها وتحميها، وتمدُّها بالمال والسلاح، مقابل اشتراك العرب في الحرب إلى جانب الحلفاء ضد الأتراك، كما وعد البريطانيين العرب بالاعتراف باستقلال العرب. انطلقت الثورة العربية من مكة في 10 حزيران 1916, وأعلن الشريف الحسين بن علي الجهاد المقدس ضد الأتراك في عهد السلطان محمد رشاد الخامس وسار جيشه من الحجاز إلى الشام، واحتل مكة والطائف وجدة ثم المدينة المنورة، كانت قبيلة الحويطات في جنوبي الأردن أول من لبى نداء الثورة من الأردنيين، إذ اتصل شيخها عودة أبو تايه بالأمير فيصل، قائد الجيش العربي الشمالي، وأعلن انضمام قبيلته إلى الثورة. وتوجه إلى دمشق لكن ما لبث وأن دخلت بقيادة الأمير فيصل بن الحسين في مطلع أكتوبر من عام 1918، وهكذا ارتبط مصير الأردن في تلك المرحلة من العهد الفيصلي بما كان يجري من أحداث في بلاد الشام والشرق العربي كله. فعيّن الجنرال إدموند ألنبي علي رضا الركابي رئيسًا لحكومة مؤقتة على بلاد الشام يوم 1 أكتوبر 1918، وعندما وصل فيصل إلى دمشق ثبّت الركابي في منصبه رئيسًا للوزراء، وغادر لزيارة حمص وحماة وحلب، ثم انتدبه والده لتمثيله في مؤتمر الصلح المنعقد في باريس بعد انتصار الحلفاء في الحرب، فغادر سوريا في نوفمبر 1918 تاركًا أخاه زيد بن الحسين نائبًا عنه للأمور البروتوكولية، ورضا الركابي للإدارة الفعلية. خلال زيارة فيصل الأول إلى باريس أصيب بخيبة أمل جمّة إذ بات واضحًا أن الحلفاء لن يرضوا إقامة الدولة العربية الكبرى، بالرغم من وعود بالاستقلال التي منحت للشريف حسين ضربت إتفاقية سايكس بيكو التي أتفق عليها الإنكليز والفرنسيون عرض الحائط بتلك الوعود، وبكل ما جاء في مراسلاته مع مكماهون. كما ثبت أن سايكس بيكو حقيقة وليس إشاعات كما ردد الإنكليز خلال الحرب، أما الطامة الكبرى فهو وعد بلفور، الذي اضطر فيصل للاعتراف به بموجب اتفاق وقعه تحت الضغط مع حاييم وايزمان.

 سوريا الكبرى والانتداب البريطاني على شرق الأردن
في 10 حزيران/يونيو 1919 وصلت لجنة كينغ كراين إلى يافا وزارت مدنًا كثيرة في فلسطين والأردن ولبنان وسوريا وتلقت 1800 عريضة عليها ثلاثمائة ألف توقيع، والتقت الأمير فيصل في دمشق يوم 2 تموز/يوليو وكذلك أعضاء المؤتمر السوري العام. أنهت اللجنة أعمالها في 28 آب/أغسطس 1919، وقدّمت تقريرها إلى الحلفاء فلم يأخذوا بأي من بنوده. مكث تقرير اللجنة سريًا حتى نشرته إحدى الصحف الأمريكية عام 1922 واشتمل التقرير على:

أن تعتبر بلاد الشام دولة واحدة، لأن ذلك يتفق مع رغبات الشعب واللغة والاقتصاد والثقافة والعادات وأن يمنح لبنان حكمًا ذاتيًا ضمن هذه الدولة، أن يكون نظام الحكم ملكيًا دستوريًا على رأسه فيصل بن الحسين، وإيقاف برنامج الهجرة اليهودية إلى فلسطين. في 7 آذار/مارس 1920 اجتمع المؤتمر السوري العام وأصدر بيان الاستقلال، ورفض في بيانه أي تقسيم للبلاد، وأكّد على تعاونها مع العراق وبايع المؤتمر فيصل بن الحسين ملكًا دستوريًا على سوريا باسم "فيصل الأول"، كذلك فقد أقرّ المؤتمر الحكم الذاتي لجبل لبنان واللامركزية الإدارية لسائر المناطق. جاءت هذه الخطوة من طرف واحد، أي من دون موافقة الحلفاء المسبقة، وكان القنصل البريطاني في دمشق قد نصح فيصل الأول وكذلك المؤتمر السوري العام بتأجيل إعلان الاستقلال لما بعد مؤتمر سان ريمو.

أعدت الحكومة البريطانية صك الانتداب على شرق الأردن حيث استبعدت الأراضي شرق نهر الأردن من جميع الأحكام التي تتناول الولاية على المستوطنات اليهودية، ومن نصوص صك الانتداب على فلسطين.
طالب الأمير في زيارة قام بها إلى لندن في تشرين الأول 1922 باستقلال شرق الأردن استقلالاً تاماً، واستمرت المفاوضات مدة طويلة استقالت في أثنائها الحكومة برئاسة علي رضا الركابي، وتألفت حكومة جديدة برئاسة مظهر رسلان في شباط 1923. وقد حاولت الوزارة الجديدة استئناف المفاوضات مع بريطانية من أجل الاستقلال، ولكن بلا طائل. وفي 25 أيار 1923 قام هربرت صموئيل، المندوب السامي البريطاني في فلسطين، بناء على أوامر حكومته بزيارة عمان وألقى البيان التالي: «شريطة موافقة عصبة الأمم، فإن حكومة جلالته البريطانية سوف تعترف بوجود حكومة مستقلة في شرق الأردن تحت حكم سمو الأمير عبد الله بن الحسين، شريطة أن تكون تلك الحكومة دستورية، وأن تمكن حكومة جلالته البريطانية من إيفاء التزاماتها الدولية المتعلقة بتلك البلاد». وهكذا عدّ الأردن هذا البيان اعترافًا من جانب بريطانيا باستقلاله وتم في 11 نيسان 1921 تأسيس أول حكومة أردنية برئاسة رشيد طليع، سمِيّت أول خمس حكومات بمجلس المستشارين. وفي عهد الحكومة الخامسة أصبح اسمها مجلس الوكلاء. وتشكّلت الحكومتان السادسة والسابعة تحت اسم مجلس النظار، فيما تشكلت الثامنة تحت اسم المجلس التنفيذي. واستبدل اسم المجلس التنفيذي باسم مجلس الوزراء اعتبارا من الحكومة التاسعة، في أربعينيات القرن العشرين.

الاستقلال
يوم 25 مايو 1946 وافقت الأمم المتحدة بعد نهاية الانتداب البريطاني الاعتراف بالأردن كمملكة مستقلة ذات سيادة. أعلن البرلمان الأردني الملك عبد الله الأول ملك عليها، الذي استمر في الحكم حتى تم اغتياله في عام 1951 بينما كان يغادر المسجد الأقصى في القدس.أصبحت الأردن عضوا مؤسسا لجامعة الدول العربية في عام 1945، وكدولة مستقلة، فإنها انضمت إلى الأمم المتحدة في عام 1955. أعلن الملك الحسين في سنة 1956 تعريب قيادة الجيش بإعفاء كلوب باشا من منصبه كقائد للجيش الأردني، وتسليمها إلى ضباط أردنيين. وبعدها تم إلغاء المعاهدة الانجلو-أردنية (الأردنية البريطانية) في 13 ـ 3 ـ 1957, فقد كفل هذا العمل على التأكيد الكامل لسيادة الأردن كدولة مستقلة استقلالا تاما.
المؤتمر الوطني الأردني عام 1930.

صدر عام 1947 قرار تقسيم فلسطين إلى دولتين يهودية وأخرى عربية، وبعد انسحاب القوات البريطانية من فلسطين وإعلان قيام دولة إسرائيل عام 1948، دخلت الأردن الحرب مع إسرائيل إلى جانب الدول العربية، واستطاعت الأردن أن تحافظ على القدس وعلى جزء كبيرة من أراضى الضفة الغربية. وفي عام 1949 عقد مؤتمراً بأريحا حضره عدد من وجهاء فلسطين أعلن فيه ضم الضفة الغربية إلى المملكة الأردنية، وتم انتخاب مجلس نواب جديد وقسمت مقاعده مناصفة بين الضفتين.
وفي العام التالي أغتيل الملك عبد الله الأول أثناء دخوله بوابة المسجد الأقصى لصلاة يوم الجمعة.في عام 1951 خلف الأمير طلال والده في الحكم، لكنه لم يستمر طويلا في الحكم بسبب وضعه الصحي. وكان من أهم إنجازاته إصدار دستور عام 1952، والذي يعمل به إلى اليوم. خلف الملك الحسين بن طلال والده، ولأنه لم يبلغ سوى 17 عامًا، استلم مجلس وصاية على العرش وحينما أتم الثامنة عشر من عمره تولى سلطاته الدستورية في 11 آب 1953. تم توقيع اتفاق بين الأردن والمملكة العربية السعودية في 10 آب/اغسطس 1965 حصل بموجبه تبادل أراضي بين الجانبين، حيث حصلت السعودية عل مساحة 7000 كيلومترا مربعا من الأراضي الأردنية مقابل حصول الأردن على 19 كيلومترا لتوسيع خطه الساحلي على خليج العقبة، بالإضافة إلى 6000 كيلومتر مربع من الأراضي في المناطق الداخلية.

حروب 1967، 1973، الكرامة، وأحداث أيلول
دخلت الأردن الحرب مع إسرائيل سنة 1967، وخسرت فيها القدس والضفة الغربية، ونزح آلاف الفلسطينيين من الضفة إلى الأردن. وفي 21 آذار 1968 عبرت القوات الإسرائيلية الحدود الأردنية لاحتلال الضفة الشرقية لنهر الأردن لأسباب تعتبرها إسرائيل إستراتيجية. وقد عبرت النهر فعلاً من عدة محاور مع عمليات تجسير وتحت غطاء جوي كثيف. فتصدت لها قوات الجيش العربي الأردني على طول جبهة القتال من أقصى شمال الأردن إلى جنوب البحر الميت بقوة. وفي قرية الكرامة اشتبكت القوات العربية الأردنية بالاشتراك مع الفدائيين الفلسطينيين وسكان تلك المنطقة في قتال شرس بالسلاح الأبيض ضد الجيش الإسرائيلي في عملية استمرت قرابة الخمسين دقيقة. واستمرت المعركة أكثر من 16 ساعة، مما اضطر الإسرائيليين إلى الانسحاب الكامل من أرض المعركة تاركين وراءهم ولأول مرة خسائرهم وقتلاهم دون أن يتمكنوا من سحبها معهم. وتمكن الجيش الأردني في هذه المعركة من تحقيق النصر والحيلولة دون تحقيق إسرائيل لأهدافها. شهدت الفترة التالية لحرب عام 1967 تصاعدا في عدد عناصر ونشاط الفصائل الفلسطينية (الفدائيين) داخل الدولة الأردنية، حتى أضحت دولة داخل دولة تهدد سيادة القانون في الأردن، فحدث التصادم بين الجيش الأردني والفصائل الفلسطينية في أيلول من عام 1970، وانتهى بطرد الفصائل الفلسطينية من الأردن إلى لبنان وسميت هذه الأحداث بأحداث أيلول. اندلعت الحرب في يوم 6 تشرين الأول عام 1973 بين مصر وسوريا من جهة وإسرائيل من جهة أخرى، فقام الأردن بإرسال لواء مدرع إلى الجبهة السورية ليؤمن الحماية ضد أي اختراق للقوات الإسرائيلية للجبهة الأردنية والالتفاف على القوات السورية من الخلف. في مؤتمر قمة الرباط 1974 وافقت الأردن على أن تصبح منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني. وفي عام 1988 أعلن الملك الحسين بن طلال قرار فك الارتباط الإداري والقانوني مع الضفة الغربية وتم استبعاد النواب عن الضفة الغربية من مجلس النواب.

معاهدة السلام

في عام 1991، وافق الأردن، إلى جانب كلا من سوريا، لبنان، والعرب ممثلين بالفدائيين الفلسطينيين على المشاركة في مفاوضات سلام مباشرة مع إسرائيل في مؤتمر مدريد برعاية الولايات المتحدة والإتحاد السوفياتي. وتم التوقيع على معاهدة إنهاء القتال مع إسرائيل في 25 يوليو 1994. ونتيجة لذلك، أبرمت معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية في 26 أكتوبر 1994. وكون الملك حسين علاقات جيدة مع إسرائيل، منذ التوقيع على معاهدة السلام معهم. تلقى الملك حسين العلاج من مرض السرطان لفترة طويلة في الولايات المتحدة، ولدى عودته إلى الأردن نقل ولاية العهد من شقيقه الأمير حسن إلى ابنه البكر عبد الله. توفي الملك حسين في سنة 1999، وخلفه ابنه عبد الله الثاني. تجدد الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين بسبب قيام شارون بزيارة المسجد الأقصى، فعلى إثر هذه الزيارة اندلعت الانتفاضة الفلسطينية الثانية في أيلول/سبتمبر 2000، سعت الأردن وبذلت جهدها لحل الخلاف بين الطرفين، وأن يبقى في سلام مع جميع جيرانه. كان أخر توتر رئيسي بين الأردن وإسرائيل في أيلول/سبتمبر 1997، عندما قام اثنين من عملاء إسرائيل بمحاولة تسميم خالد مشعل، الزعيم البارز في حماس الفلسطينية، بعد دخولهم الأردن بجوازات سفر كندية. حتى وصلت الأمور بتهديد الملك حسين بقطع العلاقات الدبلوماسية، وإجبار إسرائيل على إحضار الترياق المضاد للسم وإطلاق سراح العشرات من الأردنيين والفلسطينيين من سجونها، بمن فيهم الزعيم الروحي لحماس الشيخ أحمد ياسين، الذي اغتالته إسرائيل في أوائل عام 2004، بقصف استهدفه داخل قطاع غزة. في 9 نوفمبر 2005، شهد الأردن ثلاثة تفجيرات إرهابية في ثلاث فنادق في عمان، قتل فيها ما لا يقل عن 57 شخصا وجرح 115. وأعلن تنظيم القاعدة في العراق بقيادة أبو مصعب الزرقاوي مسؤوليته عن الهجوم. انطلقت موجة من المظاهرات والمسيرات الاحتجاجية من مختلف أنحاء الأردن مطلع عام 2011م متأثرة بموجة الاحتجاجات العربية العارمة التي اندلعت في الوطن العربي مطلع عام 2011. كان من الأسباب الرئيسة لهذه الاحتجاجات تردي الأحوال الاقتصادية وغلاء الأسعار وانتشار البطالة وظاهرة الفساد وتسلط الأجهزة الأمنية على الشعب الأردني ودورها في صنع القرار. وقد بدأت هذه المَسيرات يوم 14 يناير/كانون الثاني 2011 بعد صلاة الجُمعة واستمرت في الأسابيع التالية. حاليا يثار موضوع انضمام الأردن والمغرب إلى مجلس التعاون الخليجي. في 17 أكتوبر 2011، كلف الملك عبد الله الثاني عون الخصاونة، القاضي السابق في محكمة العدل الدولية في لاهاي، بتشكيل حكومة جديدة، خلفا لحكومة معروف البخيت، التي قبل الملك استقالتها. كما أصدر مرسوما آخر بتعيين اللواء المتقاعد، فيصل الشوبكي السفير الأردني لدى المغرب، مديرا لدائرة المخابرات العامة، خلفا للمدير السابق محمد الرقاد، الذي تم ترفيعه إلى رتبة فريق أول، وتعيينه عضوا في مجلس الأعيان. قدم رئيس الوزراء القاضي الدولي عون الخصاونة استقالته في 26 نيسان 2012 وهو في زيارة لتركيا بعد ستة أشهر من تكليفه بهذا المنصب. وقد قبلها الملك عبد الله الثاني وكلف فايز الطراونة بتشكيل حكومة جديدة وهو رئيس وزراء أسبق في الفترة بين عامي 1998 و1999، شهد عهده وفاة الملك الحسين بن طلال وانتقال السلطة للملك عبد الله الثاني.


الجغرافيا
تقع الأردن بين خطي طول 59° إلى 31° شرقاً وبين دائرتي عرض 34.52° إلى 39.15° شمالاً. تبلغ مساحتها 89.213 كيلو متر² (34.445 ميل²): منها 88.884 كم² (34.318 ميل²) يابسة، ومساحة المناطق المائية 329 كم (127 ميل²). يأتي موقع الأردن بين دول المشرق العربي والجزيرة العربية، يحده من الشمال الجمهورية العربية السورية بحدود طولها 375 كم، ومن الشرق والجنوب المملكة العربية السعودية بحدود 744 كم، وتقع الجمهورية العراقية إلى شرقه بحدود 181 كم، بينما تحده من الغرب الضفة الغربية وأراضي السلطة الوطنية الفلسطينية بحدود 97 كم، وإسرائيل بحدود 238 كم. وبهذا تكون أطول حدود له مع السعودية، كما أنها الدولة العربية التي لديها أطول حدود مع إسرائيل. يبلغ طول شريطه الساحلي 26 كم، وتمتد مياهه الإقليمية إلى مسافة ثلاثة أميال بحرية. رغم صغر حجم الأردن لكن تضاريسه و طبوغرافيته تعكس تنوعه المناخي.


يتبع ،،

descriptionالمملكة الأردنية الهاشمية Emptyرد: المملكة الأردنية الهاشمية

more_horiz
التضاريس
يتكوَّن معظم سطح الأردن، بشَكلٍ عام، من نجدٍ صحراوي، في الشرق، وأراضٍ مرتفعة، في الغرب، ويفصل وادي الأخدود العظيم، بين الضفتين الشرقية والغربية لنهر الأردن، ويتألف سطح الأردن، من ثلاثة أقاليم، هي: المُنخفَض الأُخدوديّ، لوادي الأُردن (أخدود وادي الأردن)، والمُرتفَعات الجبليّة، وهضبة البادية الصحراويّة:

منطقة وادي الأردن
يمتَدّ هذا المنخفض بأراضي الأردن مسافة 370 كم، من مصَب نهر اليرموك، حتى خليج العقبة. ويَجري نهر الأردن، في جزء من هذا المنخفض، ليصُب في البحر الميت. ويتفاوَت اتّساع المنخفض، على جانِبَي نهر الأردن، ما بين خمسة كيلومترات، شماليّ العقبة، و35 كم، على دائرة عَرض أريحا. ويتراوَح في مستوى قاعه، ما بين منسوب 800 متراً، دون مستوى سطح البحر أعمق نقطة، لقاع البحر الميت، إلى منسوب 240 متراً، فوق مستوى سطح البحر، في أواسط وادي عربة. ويُعرَف السَّهل الفيضي لنهر الأردن، بأم الزَّوْر، ويفصِل ما بين مستوى الزَّور، والغور حافة من الأراضي الرديئة، تُعرَف باسم الكَتار، أمّا أراضي الغور، فإنها تمتد، من الشمال، إلى الجنوب، مَحصورةٌ بين الحوافّ الجبَليّة لوادي الأردن، والكَتار. وتجري مجموعةٌ من الأوديَة الجانبيّة، التي ترفُد نهر الأردن، عبْر أراضي وادي الأردن، قادِمةً من المُرتفعات الجبَليّة، ومكوِّنةً دالاتٍ مروَحيّة، تتفاوَت، في مساحتها، وأهمّيّتها. ويشتمل وادي الأردن، على أكبر المساحات المَرويّة، في الأردن.

المرتفعات الجبلية
تشكل المرتفعات الجبلية في الأردن فاصلاً طبيعياً بين وادي الأردن والصحراء الشرقية. وتتكوَّن من هضبةٍ، تتخلّلها السلاسِل، والقِمَم، والقِباب الجبلية وتمتد، ما بين نهر اليرموك، شمالاً، والحدود الأردنية السعودية، جنوباً. يبلغ متوسِّط ارتفاع هذه الهضبة الجبلية، حوالي 1200 مترٍ، فوق مستوى سطح البحر، وتنحدِر تدريجيا. نَحو الشرق، لتتَّصِل بالهضبة الصحراوية في حين أن الجزء الأعظم منها، ينحدِر بشدة، نحو وادي الأردن، في الغرب. تشتمِل المُرتفعات الجبليّة، على وحداتٍ إقليميّة، من الشمال، إلى الجنوب هي مناطِق عجلون والبلقاء والكرك ومعان، على التوالي. أما منطقة عجلون، فيبلغ متوسِّط ارتفاعها 850 متراً، فوق مستوى سطح البحر، ويتَّخِذ جزؤها الجنوبي، شَكل القِباب، مُتمثِّلاً في قبّة عجلون، والبلقاء، والكرك، ومعان، على التوالي، بينما يُشكِّل جزؤها الشمالي، سهول إربد. وأمّا منطقة البلقاء فيبلغ متوسِّط ارتفاعها 925 متراً، فوق مستوى سطح البحر، وتبرُز قبّة السلط في الجزء الشمالي منها، بينما تمتَد سهول مادبا المتموِّجة، في الجزء الجنوبي منها. أمّا منطقة الكرك، فيبلغ متوسِّط ارتفاعها، عن مستوى سطح البحر، 1150 متراً، وهي في جزئها الجنوبيّ، أكثر ارتفاعاً، منها في الجزء الشمالي، وينبسِط سطح الأرض، في الأجزاء الوُسطى منها، حيث تقوم القُرى والمدُن، المحيطة بالأراضي الزراعيّة. وأما منطقة معان، فيبلغ متوسِّط ارتفاعها عن مستوى سطح البحر، حوالي 1300 مترٍ، وتنحدِر مرتفعات الشراة فيها، بشِدّةٍ، نحو وادي عربة، في الغرب. وأشهر قمم جبال الشراة، جبل مبرك، 1734 متراً، وجبل هارون، 1336 متراً، في الجنوب الغربي، من البتراء. وتوجد قمّة جبل رم، 1754 متراً، في هضبة حسمي، بمنطقة معان. كما تضم جبل أم الدامي 1854 متر، وهو أعلى جبل في الأردن، وادي رم، ويسمى أيضاً وادي القمر نظراً لتشابه تضاريسه مع تضاريس القمر، وجبل نبو الذي يرتفع 680 مترا عن سطح البحر. يعتقد أن على الجبل وجدت مدينة نبو التي تبعد عن عمان 41 كيلومتراً وتبعد 10 كم إلى الغرب من مدينة مادبا. تطل منطقة جبل نبو على البحر الميت ووادي الأردن.

منطقة البادية
وتسمى أيضا الصحراء الشرقية، أو هضبة البادية الصحراوية وهي الامتداد الشرقي، لهضبة المرتفعات الجبلية، في الأردن، والامتداد الشمالي للهضبة، في المملكة العربية السعودية، وهي الجزء الجنوبي، من هضبة بادية الشام. والهضبة بصفةٍ عامّة، ذات أرضٍ متموِّجة، ومع ذلك، فإنها لا تَخلو، من وجود بعض السّلاسِل الجبَليّة، في الأجزاء الجنوبيّة الغربيّة، وبخاصّة جنوبي معان، كما توجد بها بعض المنخفَضات، والقيعان، والأودية الطّوليّة، مثل منخفَض الجَفر، وقاع الدّيسي، ووادي السرحان. وتحتَلّ صحراء الحماد، مساحاتٍ واسِعة من الهضبة، بينما تنتشِر الأراضي الرّمليّة، في هضبة حسمي، بالجنوب، والحرّات البازلتية، في الجهة الشماليّة الشرقيّة، من البادية.. وهذه المنطقة تشكل 75 بالمائة من المساحة الإجمالية للأردن.

السهول
أهم السهول حَوْران (سهل حوران) هي المنطقة الشمالية من الأردن وأهمها لواء الرمثا والتي تمتد جغرافيا إلى جنوب سوريا درعا، وهي عبارة عن سهل لذلك تسمى سهل حوران وقد قامت عليه الكثير من الحضارات منذ القدم فقد كانت أرضاً خصبة.

المناخ
مناخ الأردن هو مزيج من مناخي حوض البحر الأبيض المتوسط والصحراء القاحلة، حيث يسود مناخ حوض المتوسط في المناطق الشمالية والغربية من البلاد، بينما يسود المناخ الصحراوي في غالبية البلاد. وبشكل عام، فإن الطقس حار وجاف في الصيف ولطيف ورطب في الشتاء. هناك تنوع مناخي في الأردن حيث يسود المناخ المداري الجاف في وادي الأردن، مناخ الاستبس الدافئ الذي يسود في المرتفعات الجبلية، مناخ البحر المتوسط الذي يسود في المرتفعات الجبلية كذلك، مناخ البحر المتوسط البارد الذي يسود في قمم الجبال العالية مثل عجلون، مناخ الأستبس على السفوح الشرقية، المناخ الصحراوي الجاف في البادية الشرقية. تتراوح معدلات درجات الحرارة السنوية بين 12-15 درجة مئوية (54-77 فهرنهايت)، وتصل في حدها الأعلى صيفا إلى الأربعينات (105-115 ف) في المناطق الصحراوية. ويتراوح معدل سقوط الأمطار من 50 ملم (1.97 إنش) سنويا في الصحراء إلى حوالي 580 ملم (22.8 إنش). في المرتفعات الشمالية تتساقط الثلوج على فترات قليلة على معظم المرتفعات الجبلية في شمال ووسط وجنوب المملكة وتكون غزيرة جدا ومتراكمة في بعض الأحيان.

الطبيعة
تحتضن محمية ضانا أكثر من 800 نوع نباتي، ثلاثة من هذه الأنواع لا يمكن ايجادها في أي مكان في العالم سوى في محمية ضانا. سجل العلماء في الأردن نحو 78 نوعًا من الثدييات، تنتمي لسبع رتب و26 عائلة، وتضم هذه القائمة: المفترسات (آكلات اللحوم) مثل الضبع المخطط، الذئب، ابن آوى الذهبي بالإضافة إلى أنواع مختلفة من الثعالب والقطط البرية.العاشبات (أكلات النباتات) مثل الوعل النوبي، المها العربية وأنواع مختلفة من الغزلان، والقوارض والخفافيش التي تعتبر الأكثر عددًا بين الثدييات حيث تشكل ثلثي مجموعها. يوجد في الأردن خمسة أنواع من البرمائيات و97 نوعاً من الزواحف. أكثر من نصف هذه الأنواع من السحالي ويقارب عددها 55 نوع بينما تم تسجيل 37 نوع من الافاعي سبع منها سامة. ورغم أن الزواحف في الأردن غير مهددة بشكل كبير، إلا أن هنالك 14 نوع منها تعتبر نادرة، ويعتقد أن هنالك 2 إلى 4 أنواع تعرضت فعلا للانقراض.

يعتبر الأردن من أهم ممرات الطيور المهاجرة، بسبب وقوعها على حافة حفرة الانهدام وتقطع الطيور آلاف الكيلو مترات سنويا في مواسم الهجرةً مرورا بالأردن ويبلغ عدد أنواع الطيور المسجلة في الأردن نحو 425 نوعاً، تتوزع على 58 عائلة (حسب دراسة ايان أندروز 1995)، أكثر من 300 منها مهاجرة، 95 محلية. وتزور 111 نوعا من هذه الطيور المسجلة المملكة في الشتاء، في حين تزور 63 نوعا منها المملكة في الصيف، وتمر 202 نوعا على المملكة أثناء هجرتها، و83 نوعا ضالة الطريق. يتكاثر في الأردن عدد من الطيور المهددة عالمياً مثل العويسق والنعار السوري، كما أن هنالك العديد من الأنواع المهددة التي تم تسجيلها في الأردن خلال مواسم الهجرة وفصل الشتاء، وتشمل ملك العقبان، والعقاب الأرقط الصغير، وطائر القطقاط الاجتماعي. علما أن القائمة تضم 15 نوعا مهددا و21 على لائحة الاتفاقية الدولية لحظر الإتجار بالأنواع المهددة. الأردن غني بتنوعه النباتي إذ سجل العلماء مايزيد عن 2500 من النباتات الوعائية والتي تنتمي بدورها إلى 152 عائلة وتشكل ما مجمله 1% من النباتات المسجلة في العالم. يوجد في الأردن ما يقارب 100 نوع من النباتات المستوطنة أي ما نسبته 2.5% من مجموع النباتات المسجلة عالميا وهي نسبة عالية مقارنة بالمعايير العالمية. كما يوجد 349 نوعا نادرا، منها 76نوعا مهددا بالانقراض و 18 نوعا مدرجة على القوائم العالمية للأنواع المهددة بالانقراض حسب (IUCN) الاتحاد الدولي لصون الطبيعة. خليج العقبة هو موطن لبعض من خيرة الحياة البحرية في الشرق الأوسط، بينما الشعب المرجانية لا مثيل لها في العالم. يحتوي خليج العقبة مجموعة كبيرة من الحياة البحرية، مثلا قنديل البحر، خيل البحر، خيار البحر، سرطان البحر، الروبيان، قنافذ البحر، والعديد من أنواع الأسماك والديدان التي تحفر بيوتها في قاع البحر الرملي.

ويمكن الإطلاع على مجموعة متنوعة من الأعشاب البحرية في المياه الضحلة. ولعل من أهم عناصر الجذب للغواصين في خليج العقبة هو الشعاب المرجانية الملونة، خصوصا تلك الموجودة في الجزء الجنوبي من الساحل الأردني، وهناك نحو 100 نوعا من المرجان الحجري. يوجد بصورة رئيسية في المياه الضحلة الطحالب التي تتطلب الضوء لعملية البناء الضوئي، هناك عدة مئات من أنواع الأسماك جعلت بيوتها بين الشعاب، وتعيش من خلال التغذي على بعض الطحالب التي تنمو على الشعاب المرجانية.

وللأردن رموز وطنية نباتيا وحيوانيا، هي: السوسنة السوداء التي تمثل الزهرة الوطنية، الملول الذي يمثل الشجرة الوطنية، المها العربية يمثل الحيوان الوطني، والعصفور الوردي يمثل الطائر الوطني.

المملكة الأردنية الهاشمية 300px-Reem-Lavan001
المها العربية، الحيوان الوطني

المملكة الأردنية الهاشمية 300px-Iris_255
السوسنة السوداء، الزهرة الوطنية

المملكة الأردنية الهاشمية 300px-Quercia_vallonea_Tricase_3
الملول، الشجرة الوطنية

المملكة الأردنية الهاشمية 300px-Carpodacus_erythrinus_Haukipudas_20120519_04
العصفور الوردي، الطائر الوطني

سياحة وحضارة
بنيت عمّان - عاصمة البلاد، أصلا على سبعة تلال، ولكن تجدها الآن انتشرت على تسع عشرة تلة. ويمكن وصفها بأنها مدينة المتناقضات، فهي تمزج بين القديم والحديث، وقد تركت العديد من الحضارات بصماتها فيها. لا تزال عمان تنمو باطراد، فضواحيها تتمد وسكانها في تزايد مستمر. منازلها فاخرة ومتباعدة، في عام 1921 عندما اختارها الأمير عبد الله كعاصمة لم تكن إلا بلدة صغيرة لكنها اليوم مدينة كبرى. حاليا يمكن رؤية الكثير من بقايا العصور القديمة: قلعة عمان الموجودة على جبل القلعة، ما تبقى من معبد هرقل، القصر الأموي، كنيسة بيزنطية، متحف الآثار. أسفل التل يمكن زيارة المسرح الروماني الذي يتسع لستة آلاف متفرج وكذلك المسجد الحسيني. عمان الحديثة تحتوي على العديد من وسائل الترفيه المتفاوتة من مراكز التسوق الحديثة إلى الأسواق الشعبية في وسط المدينة. إلى أقصى الجنوب تقع العقبة، وهي المكان الوحيد في الأردن المطل على البحر. تقع العقبة على الطرف الشمالي للبحر الأحمر، مياهها صافية والحياة البحرية فيها وفيرة. كما أن البحر الأحمر موطن لأكثر من 140 نوعا من أنواع الشعاب المرجانية وعدد لا يحصى من الأسماك الملونة. الطقس بالقرب من خليج العقبة رائع على مدار العام. حتى في خضم الشتاء، فإن درجة الحرارة تحوم حول 20 درجة مئوية. متوسط درجة حرارة المياه يتراوح من 22,5 درجة مئوية في فصل الشتاء إلى 26 درجة مئوية في الصيف. هذه الظروف تجعل العقبة واحدة من أكثر المناطق جذبا لرياضة السباحة والغطس تحت الماء في العالم. كما أن العقبة معروفة بشواطئها الرملية الجميلة.

السياحة هي واحدة من أهم القطاعات في الاقتصاد الأردني. تصل عائدات السياحة إلى نحو 3 مليارات دولار, وفي عام 2009 زار الأردن 3.5 مليون سائح من مختلف الدول. أماكن الجذب السياحية للأردن تضم زيارة المواقع التاريخية، مثل البتراء الشهيرة (موقع اليونسكو للتراث العالمي اعتبرها منذ عام 1985، واحدة من عجائب الدنيا السبع الجديدة في العالم)، ونهر الأردن، جبل نيبو مادبا، والعديد المساجد والكنائس في القرون الوسطى، بالإضافة إلى المواقع الطبيعية غير الملوثة، (مثل وادي رم والمنطقة الجبلية الشمالية في الأردن بشكل عام)، فضلا على المواقع الثقافية والدينية والتقليدية.

كما يقدم الأردن السياحة العلاجية، بالاخص في منطقة البحر الميت، وفي مناطق أخرى عدة حيث تتوافر كل مقومات العلاج الطبيعي من مياه حارة غنية بالأملاح، إلى طين بركاني. وصولا إلى ممارسة رياضة المشي والغوص في الشعاب المرجانية في العقبة. بالإضافة إلى ذلك، يشتهر الأردن في السياحة البيئية، حيث قامت الجمعية الملكية لحماية البيئة بإنشاء وإدارة سبع محميات طبيعية في الأردن والهدف من وراء ذلك تشجيع السياحة البيئية والمحافظة على الثروة الحيوانية النادرة؛ (مثل المها والنعام والغزلان والايل).

إن تاريخ الأردن وحضارته طاعنة في القدم، فقد استوطن البشر الأردن منذ أوائل العصر الحجري، وعلى مر العصور مرّت على البلاد عدّة حضارات أبرزها: الأنباط، الفرس، الإغريق، الرومان، المماليك، والعثمانيين وكذلك العرب. تُعدّ البتراء وجرش أبرز الشواهد التاريخية والحضارية في الأردن. تقع البتراء في منطقة جبلية تجمع بين الطبيعة الأخاذة والعمارة النبطية حيث يمكن العثور على مسارح، ومعابد وواجهات ومقابر وأديرة ومنازل منحوتة تماما في الصخر الوردي، وقد وضعت اليونسكو البتراء على قائمة التراث العالمي، كما أدرجت كأحد عجائب الدنيا السبع الجديدة. إلى الشمال من عمان تقع مدينة جرش، التي يشار إليها أحيانا باسم بومبي الشرق. جرش كانت جزءا من حلف الديكابولس الروماني، وإحدى مدنه العشر. تعتبر إحدى أفضل المدن الرومانية المحفوظة خارج إيطاليا. فشوارعها المرصوفة، وحماماتها، ومسارحها، وساحاتها، وأقواسها لا تزال قائمة كما كانت منذ آلاف السنين، ولم يتغير فيها الكثير. في مدينة قويلبة (أبيلا) أقيمت هياكل الرومان وكنائس البيزنطيين ومساجد العرب المسلمين بين حقول القمح وأشجار الزيتون. وقد دلت الحفريات أن هذا الموقع كان مأهولا منذ خمسة آلاف سنة. وبقي عامرا بالناس منذ ذلك الحين وحتى الوقت الحالي. تتميز مدينة أم الجمال بأبنيتها الفخمة التي تعطي مثالا فريدا متميزا من الحضارات القديمة وفيها تكثر بقايا المنازل التي شيدت من الحجر البازلتي الأسود، وكذلك الكنائس والمعسكرات والقلاع الرومانية. وعلى مسافة عشرين دقيقة بالسيارة، إلى الغرب من جرش، توجد قلعة الربض الشهيرة، كما يوجد آثار عراق الأمير إلى الغرب من عمان، وهي تعود إلى القرن الثاني قبل الميلاد، فيها يشاهد الزائر دارة من الطراز اليوناني، وقد تم تجديد بنائها.

المواقع الأثرية
من أهم المواقع الأثرية في البلاد: البتراء، وهي موطن العرب الأنباط، المدينة نحتت كاملا في الجبال. تقع البتراء على بعد 262 كيلومترا إلى الجنوب من عمان، وهي واحدة من أهم مواقع الجذب السياحي في الأردن. كما أنها واحدة من أهم الوجهات السياحية لزعماء العالم. هناك أيضا جرش، وهي مدينة الآثار الرومانية، ذات التراث الحضاري العريق، وإحدى المدن الأثرية القليلة في العالم التي حافظت على كل معالمها حتى اليوم. تقع على بعد خمسين كيلومترا إلى الشمال من عمان. وإلى الغرب منها تقع عجلون الشهيرة بقلعتها التاريخية (قلعة الربض) من على سطح هذه القلعة يمكن رؤية مشهد يأسر الألباب لجماله وروعته. أما إلى أقصى الشمال من البلاد، فتقع أم قيس، والتي تقع على تله مرتفعه بالقرب من مدينة إربد. وتشرف ام قيس التي عرفت قديم باسم (جدارا) وكانت إحدى مدن الديكابولوس العشر على بحيرة طبريا وهضبة الجولان، ونهر اليرموك. تعتبر من أبرز المواقع السياحية في الأردن وتشتهر بمدرجاتها ومبانيها اليونانية والرومانية. أما إلى الجنوب من البلاد، فتقع الكرك، والتي تحتوي على قلعة مهمة تعود لزمن صلاح الدين، والمعروفة باسم قلعة الكرك، التي بناها الصليبيون لتكون نقطة اتصال استراتيجية متوسطة بين قلعة الشوبك والقدس، خلال فترة سيطرتهم على الطريق السلطاني الذي انتشرت القلاع على الهضاب المرتفعة المطلة عليه. وفي القلعة ممرات سرية تحت الأرض تقود إلى قاعات محصنة، أما أبراج القلعة فإنها تمنح الناظر من خلالها مشهدا طبيعيا خلابا للمنطقة المحيطة. قام صلاح الدين بتحريرها بعد هزيمة الصليبين في معركة حطين.

وتضم البادية الأردنية والمنطقة الجنوبية قصور صحراوية وقلاع يتمثل فيها التاريخ بكل تفاصيله، ومن أهم هذه القصور والقلاع: قصر عمرة الأموي الذي يعتبر تحفة فنية معمارية إسلامية نادرة في قلب الصحراء، ويشتهر بقبته الرائعة وزخارفه الجميلة، والرسوم المشغولة بطريقة الفريسكو التي تمثل مشاهد من رحلات الصيد والحيوانات التي وجدت في المنطقة في تلك الحقبة. وكذلك قصر الحرانة الذي يقع على بعد (65) كيلومتراً شرقي عمان فهو من أهم الآثار الأموية المصانة حتى الآن، وقصر الحلابات الذي يقع على بعد (25) كيلومتراً من الزرقاء، وتدل الشواهد الأثرية على أن أصل بنائه كان نبطياً، أما آثاره الظاهرة فتعود إلى العصر الروماني، حيث بنيت مع قلاع أخرى لضمان حماية الطرق الشرقية. أما قصر المشتى القريب من مطار الملكة علياء الدولي في عمان فهو قصر فسيح يتميز بالعقود والقناطر. وعلى بعد(95) كيلومتراً من عمان يقع قصر الطوبة، وهو قصر ضخم أنشئ من الآجر المشوي بالنار. وتقع بالقرب من الزرقاء في المنطقة الشرقية قلعة الأزرق التي تعود إلى عهد والرومان، وهي مبنية بالكامل من الحجر البازلتي الأسود، وتطل أسوارها على واحة الأزرق التي كانت فيما مضى محطة رئيسة للقوافل، أما قلعة الكرك فقد أنشئت على الدرب السلطاني الذي يمر عبر جنوب الأردن، وقد بناها الصليبيون وحررها صلاح الدين ووسعها المماليك، وهي مرتبطة تاريخياً بالحروب الصليبية، وتقع في قلب مدينة الكرك. وكذلك قلعة الشوبك، التي تعود إلى ذات الفترة التاريخية، وكان الصليبيون يسمونها (مونتريال) أي الجبل الملكي، وفي القلعتين الكثير من الأروقة والسراديب، وأبراج الاستحكامات، التي تدل على طراز الفنون الحربية في القرون الوسطى.

المملكة الأردنية الهاشمية 900px-Umm_Qais_Galilee-Golan_panorama
آثار أم قيس شمال الأردن، مشرفة على بحيرة طبريا وشمال فلسطين وهضبة الجولان المُحتلة

المحميات الطبيعية
تعتبر البيئة الأردنية بيئة غنية ومتنوعة، حيث تتمتع المملكة بالثراء الطبيعي، الذي يجمع بين البادية والريف، وتتعانق فيه الصحراء مع الحقول الخضراء. وتبعاً لهذا التنوع البيئي تتنوع الحياة والكائنات الحية، النباتية والحيوانية. وقد تأسست المحميات الطبيعية للحفاظ على الأنواع النادرة من الحيوانات البرية، وحمايتها من الانقراض.

ومن أهم تلك المحميات، محمية ضانا الطبيعية التي تغطي مرتفعات الطفيلة وتمتد لغاية وادي عربة، وتمتد على مساحة 308 كيلومتراً مربعاً، ومحمية الشومري التي أنشئت هذه المحمية عام 1975 قرب الأزرق في الصحراء الشرقية، وتبلغ مساحتها 22 كيلومتراً مربعاً، ومحمية الموجب التي تقع على طول البحر الميت وتمتد لمرتفعات الكرك. تبلغ مساحتها 220 كيلومتراً مربعاً، وتعيش فيها أنواع مختلفة من الحيوانات والنباتات البرية والطيور. بالإضافة إلى محمية الأزرق التي تقع هذه المحمية في واحة الأزرق في الصحراء الشرقية، على مساحة تبلغ 21 كيلومتراً مربعاً. وتعتبر ممراً للطيور المهاجرة ما بين أوروبا وآسيا وإفريقيا.

المملكة الأردنية الهاشمية 400px-WadiMujib-Canyon
وادي الموجب


المملكة الأردنية الهاشمية Azraq

محمية الأزرق في شرق الأردن

السياحة العلاجية
تصل عوائد السياحة العلاجية في الأردن إلى 700 مليون دولار أمريكي في العام، حسب تصريحات البنك الدولي فالأردن هي الأولى في المنطقة والخامسة على مستوى العالم في هذا المجال. هناك عدد من المستشفيات الحكومية والخاصة في عمّان، التي يرتادها المرضى العرب من دول الخليج العربي والعراق واليمن ودول المغرب العربي. وأن ما يجذب المرضى هو إجراءات تخفيض الأسعار والجودة العالية عن العلاج في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية. والساحة الطبية في عمّان تتميز بمهارة وخبرة متميزة في مجال أمراض وجراحة القلب وكذلك تطبيق الكثير من الجراحات الدقيقة فيما يخص العيون والكلى والرئتين.

ويعتبر الأردن واحداً من البلاد التي يختلط فيها الاستشفاء من أمراض الجسد مع الترويح عن النفس. وذلك بفضل نعمة كبيرة أنعم الله بها على الأرض الأردنية حيث تتوافر كل مقومات العلاج الطبيعي من مياه حارة غنية بالأملاح، إلى طين بركاني، إلى طقس معتدل وطبيعة خلابة، الأمر الذي جعلها منتجعات علاجية يؤمها الكثير من طالبي الاستشفاء من الأمراض المختلفة ومن أهم هذه المنتجعات العلاجية: حمامات عفرا وينابيع الحمة وحمامات ماعين.

تتنوع طرق استخدام المياه المعدنية الساخنة، التي تمتاز بخصائص استشفائية، من "الدش بالرشق، حمام الفقاقيع، حمام الجاكوزي، السرير المائي، إلى الحمامات المتناوبة للقدمين".وثمة قسم للعلاج بالطين المأخوذ من البحر الميت الذي اثبت فوائده العلاجية، فضلا عن قسم العلاج بالكهرباء مكملا للعلاج بالمياه والتمارين الطبية، فضلا عن خدمة العلاج الفيزيائي (فيزيوثيرابي) لاسيما تحت الماء على أيدي فيزيائيين متخصصين. العلاج عبر استنشاق البخار المتصاعد من المياه المعدنية يساعد على شفاء الأمراض الصدرية لا سيما لدى المدخنين المزمنين تبيّن أيضا أن العلاج بالمياه الساخنة يفيد في حالات خاصة منها "أمراض الروماتيزم المزمنة وآلامه، وتشنج العضلات، وآلام الظهر، وأمراض الأوعية الدموية والأوردة الدوالي، الأمراض الجلدية، تنشيط الجسم بصورة عامة من الإرهاق العصبي والنفسي، إفراز الغدد الصماء والتهاب الجيوب الأنفية المزمنة". وتشكل حمامات ماعين محطة هامة على خريطة السياحة في محافظة مادبا وضواحيها، وهو يزدهر خاصة في فصل الشتاء بسبب مناخه الدافئ على تخوم الأغوار بين الجبال ومياهه الساخنة.


أَيَعْجِزُ أحدُكم ، أن يكسِبَ كُلَّ يومٍ ألفَ حسَنَةٍ ؟ يُسَبِّحُ اللهَ مائَةَ تسبيحَةٍ ؛ فَيَكْتُبُ اللهُ لَهُ بَها ألفَ حسَنَةٍ ، ويَحُطُّ عنه بِها ألْفَ خَطِيئَةٍ
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد