منتديات عرب مسلم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات عرب مسلمدخول

descriptionأمثال المؤمن والكافر Emptyأمثال المؤمن والكافر

more_horiz


قضية الإيمان بالله جل وعلا , هي القضية الأساس , التي من أجلها أرسل الله الرسل , وأنزل الكتب , وخلق الخلق , ولذلك عني النبي - صلى الله عليه وسلم - ببيان حقيقة هذا الإيمان , ونواقضه وثماره وآثاره على الإنسان في الدنيا والآخرة , وضَرَبَ الأمثال التي تبين حال المؤمن والكافر في أحاديث كثيرة , من هذه الأحاديث ما رواه الإمام مسلم في صحيحه عن كَعْب بن مالك رضي الله عنه قَال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (مثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع تفيئها الريح تصرعها مرة وتعدلها أخرى حتى تهيج ، ومثل الكافر كمثل الأرزة المجذية على أصلها لا يفيئها شيء حتى يكون انجعافها مرة واحدة).

ففي هذا الحديث مثَّل النبي صلى الله عليه وسلم المؤمن والكافر في تعرضهم لأنواع البلاء في هذه الحياة , فشبه المؤمن بالنبتة الرطبة اللينة التي تؤثر فيها الريح , فتحركها يمنة ويسرة , وتخفضها تارة وترفعها أخرى , وتظل على هذه الحال حتى تيبس وتنتهي,وهي الخامة من الزرع , ومثّل الكافر أو المنافق ـ كما في بعض الروايات ـ بالشجرة العظيمة التي لا تحركها الريح ولا تزحزحها ولا تؤثر فيها ما دامت ثابتة منتصبة ,حتى إذا أذن الله بانتهائها وفنائها أرسل عليها ريحا عاصفة قوية ,فتقلعها من الأرض دفعة واحدة , وهي شجرة الصنوبر التي تتميز بعظمها وقوتها وتحملها للظروف المناخية السيئة , كما ذكر ذلك شُرَّاح الحديث .

ومعنى الحديث أن المؤمن معرض دائما لأنواع البلاء في هذه الدنيا في بدنه وأهله وماله , كما قال الله تعالى : { ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين } (البقرة: 155) .

والله عز وجل قدر البلاء على المؤمن ليكفر عنه سيئاته ويرفع درجاته , فإنه لا يصيب المؤمن هم ولا حزن ولانصب ولا وصب , إلا كفر الله بها من خطاياه , حتى الشوكة يشاكها , وإن الرجل ليكون له عند الله المنزلة فما يبلغها بعمل , فلا يزال الله يبتليه بما يكره حتى يبلغه تلك المنزلة , كما أخبر بذلك الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم, وأما الكافر فلا يصيبه شيء من البلاء , وإن أصابه لم يُكَفَّر عنه بسبب ذلك حتى يموت على حاله , فيلقى الله بذنوبه كلها كاملة موفورة , من غير أن ينقص منها شيء .

وفي تمثيل النبي - صلى الله عليه وسلم - للمؤمن بالزرع وللكافر بالشجرة عدة لطائف، منها:

- أن الزرع ضعيف مستضعف , والشجر قوي مستكبر متعاظم , وكذلك حال المؤمن وحال الكافر , وأهل الجنة وأهل النار , كما وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة .

- ومنها أن المؤمن يمشي مع البلاء حيثما مشى به , فيلين له , ويقلِّبه يمنة ويسرة , وكلما أداره استدار معه , فلا يضره ذلك البلاء , كما أن الريح العاصفة القوية يسلم منها الزرع , لأنه يلين لها , ولا ينتصب لمواجهتها, وفيه إشارة إلى تسليم المؤمن ورضاه بأقدار الله التي تجري عليه , وأما الكافر فلكفره وتعاظمه , يتقاوى على هذه الأقدار , ويستعصي عليها , كشجر الصنوبر الذي يستعصي على الرياح , ولا يستسلم لها , حتى إذا أراد الله أن يهلكه , سلط عليه ريحا قوية جدا لا يستطيع مقاومتها , فتقلعه من أصله مرة واحدة .

- ومنها أن الزرع ينتفع به الناس بعد حصاده , فإنه يحصده أصحابه ثم يبقى منه بعد حصاده ما يلتقطه المساكين , وترعاه البهائم , وهكذا المؤمن يموت ويخلف ما ينتفع به , من علم نافع , أو صدقة جارية , أو ولد صالح ينتفع به ويدعو له , أما الكافر فإذا اقتلع من الأرض لم يبق فيه نفع ,بل ربما خلف ما يضر , فهو كالشجرة المنجعفة المقلوعة من الأرض لا تصلح إلا لوقيد النار .

ومن لطائف التمثيل أيضا أن الزرع مبارك في حبه وما يخرج منه , كما ضرب الله مثلا للحبة التي أنبتت سبع سنابل , في كل سنبلة مائة حبة , خلافا للشجر , فإن كل حبة غرست منه لا تزيد على إنبات شجرة واحدة .

وكما أن هذا الحب الذي يخرج من الزرع , هو مؤونة الآدميين , وغذاء أبدانهم , وسبب حياتهم, فكذلك الإيمان , هو قوت القلوب , وغذاء الأرواح , وسبب حياتها , ومتى ما فقدته القلوب ماتت , وموت القلوب لا يرجى معه حياة أبدا , بل هو هلاك الدنيا والآخرة .

ومن اللطائف التي أفادها التمثيل في هذا الحديث أن الزرع وإن كان ضعيفا في نفسه إلا أنه يتقوى بما حوله ويعتضد به , بخلاف الشجر العظام فإن بعضها لا يشد بعضا , وكذلك حال المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم , كالبنيان وكالجسد الواحد , إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر , ولذلك ضرب الله تعالى مثل النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه بالزرع لهذا المعنى فقال سبحانه : { ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه } (الفتح: 29) فشبهت الآية النبي صلى الله عليه وسلم وبعثته بالزرع لكثرة عطائه وخيره ، وشبهت أصحابه بشطأ الزرع الذي يتقوى الزرع به ويستغلظ ،حتى يعتدل ويستقيم .

فهذا الحديث العظيم فيه تسلية للمؤمن عما يصيبه من محن وابتلاءات في هذه الحياة , فينبغي على العبد أن يستسلم لقضاء الله وقدره , وأن يعلم أن كل ما يصيبه في الدنيا ففيه الخير له , فإن أصابته سراء فشكر كان خيرا له وإن أصابته ضراء فصبر كان خيرا له .

descriptionأمثال المؤمن والكافر Empty_da3m_3

more_horiz
سلمت يداااك
أمثال المؤمن والكافر 4
أمثال المؤمن والكافر 65ac4dc3fe0dc965e4ad9017e1342ada


منتديات عرب مسلم | منتدى برامج نت | منتدى عرب مسلم | منتديات برامج نت | منتدى المشاغب | منتدى فتكات | منتديات مثقف دوت كوم | منتديات العرب | إعلانات مبوبة مجانية | إعلانات مجانية | اعلانات مبوبة مجانية | اعلانات مجانية | القرآن الكريم | القرآن الكريم قراءة واستماع | المكتبة الصوتية للقران الكريم mp3 | مكتبة القران الكريم mp3 | ترجمة القرآن | القرآن مع الترجمة | أفضل ترجمة للقرآن الكريم | ترجمة القرآن الكريم | Quran Translation | Quran with Translation | Best Quran Translation | Quran Translation Transliteration | تبادل إعلاني مجاني
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد