ذكي إلى درجة الدهاء.. مناور إلى درجة الخديعة.. مطيعًا إلى درجة الممالأة.. ناعمًا إلى درجة الالتواء.. طموحًا إلى درجة الجشع.. هادئًا إلى درجة التربص.. مرنًا إلى درجة التقلب.. لماحًا إلى درجة اكتشاف مكان الضعف في نفوس البشر.
صفات يراها الراحل، محمود عوض، في كتابه «من وجع القلب»، تنطبق على معاوية بن أبي سفيان أو «جلالة الملك معاوية»، الذي أراد حكم المسلمين لكنه لم يكشف عن نيته وقرر الإفصاح عن كفاءته حتى تحين له لحظة مناسبة.
ويحكي «عوض» في كتابه عن طموح «معاوية»، فيقول: «هو مندوب خليفة المسلمين، عثمان بن عفان في الولاية على الشام، وفي الواقع أن معاوية تولى المنصب منذ سنوات طويلة بقرار من عمر بن الخطاب بحكم مكانته وكفاءته».
وفي التاريخ تتعدد الروايات حول الوقت المحدد لدخول «معاوية» إلى الدين الإسلامي لكنها تتفق على إعلانه الأمر وقت فتح النبي محمد مكة.
وبعد فتح مكة يسلك «معاوية» طريقه السياسي إلى أن يصبح واليًا على الشام، و«طوال حكم عمر بن الخطاب كان الجهاد كله ضد العدو الخارجي، لهذا برز معاوية وأصبحت مزاياه مضافة إلى المسلمين، بينما عيوبه محسوبة ضد عدو المسلمين»، ويضيف «عوض»: «كان عمر شديدًا في الحق.. قويًا في الشخصية.. محاسبًا لمرؤوسيه.. عادلًا مع رعيته.. لهذا أبرز معاوية مزاياه وأجل طموحه».
لكن طموح «معاوية» بدأ مع قريبه وصهره عثمان بن عفان، الذي بويع ليصبح الخليفة الجديد للمسلمين، لكن بطانته من الولاة عجلوا بنهاية حكمه إلى أن استيقظ الناس في المدينة المنورة على مقتل «ذي النورين».
ويدخل «معاوية» إلى المشهد، مصارعًا رابع خلفاء المسلمين، علي بن أبي طالب، وكل منهما يحمل رسالة محددة.
«علي» في نظر «عوض»: «رجل يعيش متأخرًا عن عصره، يمثل الدين والضمير والصدق والحق والمبدأ والشرعية»، بينما «معاوية»، وفقًا لرأيه: «رجل يمثل الدنيا والقوة والثروة والأمر الواقع»، بينما يصفه «العقاد» في كتابه «معاوية بن أبي سفيان» بـ«الداهية».
لم يتقدم «معاوية» إلى طلب خلافة المسلمين صراحة بل قرر الوصول إليها عن طريق ضرورة أخذ حق عثمان بن عفان، الذي قُتل، مستغلًا قرابته له فقرر أن يكون متحدثًا باسمه بعد مماته، بينما «علي» يسعى إلى جانب الكشف عن القاتل الحقيقي إلى كسب اعتراف المسلمين بحكمه.
يبدأ كل طرف في تجميع أنصاره، وتنشق الأمة بين فريقين، الأول يدافع عن «شرعية الخلافة»، والثاني يدافع عن «كشف المتسبب في قتل عثمان»، بينما يصف «عوض» المشهد، بقوله: «من هنا بدأت أول حرب أهلية في تاريخ الإسلام».
تمركز جيش «علي» في العراق بينما احتضنت الشام جيش «معاوية» وتبقى مصر المفتاح لترجيح كفة على الأخرى، فيدرك «بن أبي سفيان» الأمر، فيقرر أن يكسب قيس بن سعد، والي مصر، إلى صفه، فبعث إليه رسالة جاء فيها: «تب إلى الله يا قيس.. فإذا استطعت أن تكون ممن يطالبون بدم عثمان فافعل، وتابعنا على أمرنا، ولك سلطان العراقين إذا ظهرت ما بقيت، ولمن أحببت من أهلك الحجاز مادام لي سلطان، وسلني ما شئت فإني أعطيك، واكتب لي برأيك».
رشوة يعرضها «معاوية» على والي مصر، الواقعة في الغرب، وتدين بالولاء لـ«علي»، بينما العراق في الشرق، فإذا تحركا معًا سيقع «بن أبي سفيان» بين كماشة البلدين.
لكن «قيس» داهية هو الآخر فلم يبعث بـ«رد مُريح» إلى «معاوية»، فلم يقل له إذا كان سيقف إلى جواره أم سيكون ضده.
وكان رد «معاوية» أن عاود الكتابة إلى «قيس» لكن بنبرة تحمل التهديد والوعيد، فكشف «قيس» عما في نفسه فقرر مساندة «علي».
وتحرك «معاوية» بدهائه، وأشاع بين الناس أن «قيس» انضم لصفوفه، وخاطب تابعيه في العراق، طالبًا منهم أن ينشروا هذا النبأ حتى يفقد «علي» الثقة في واليه بمصر، والنتيجة: نجحت خطة «معاوية»، بعدما قرر «علي» عزل واليه «قيس».
ويمكن تفسير سبب ولع «معاوية» بالوصول إلى السلطة بما ذكره «العقاد» عنه، حيث أشار إلى عشقه قراءة سير الملوك المنقولة من كتب اليونانيين والفرس، آنذاك، ولأنه رجل سياسة فيمكن الحكم عليه بنوع حلفائه ومعاونيه، فيقول «عوض»: «من الآن فصاعدًا لن ترى حوله داخل السلطة سوى أناس من نفس عقليته وتفكيره»، فهو في نظره يسعى نحو أهم شيء من أحلامه: «عبادة السلطة».
سعى «معاوية» إلى ضم «أصحاب المصلحة» مثله ليكونوا إلى جواره، الأمر، الذي دفع عمرو بن العاص، والي مصر السابق، إلى سؤال ولديه أن يشيرا عليه لمن ينضم: «علي أم معاوية؟».
وكان جواب الولاء من عمرو بن العاص لـ«معاوية»: «والله أنت لا تقاتل عليًا ولا علي يقاتلك تنافسًا على دخول الجنة.. إنكما تتقاتلان على الدنيا.. فأطعمنا مما تأكل لكي نناضل عنك نضال من يريد الأكل».
يضرب عمرو بن العاص بـ«سيف معاوية» فيقرر حفظ ماء وجهه في معركة «صفين»، 36 هجريًا، بعدما أظهر جيش «علي» تفوقه، فيلجأ إلى المصحف ليكون حكمًا بينهما، وتدور مفاوضات مدتها 6 أشهر، فيتفق الطرفان على منع خطر الحرب الأهلية بـ«خلع علي ومعاوية».
يتكلم أبوموسى الأشعري، ممثل «علي»، معلنًا النبأ، بينما يكمل عليه عمرو بن العاص، فيقول: «أما صاحبكم فقد خلع صاحبه أما أنا فأخلع أيضًا صاحبه وأثبت صاحبي»، فيعود الصراع إلى نقطة الصفر.
وتعود مصر للمشهد، بعدما عين «علي» واليًا جديدًا يدعى، «الأشتر»، فيلجأ «معاوية» إلى حيلة مفادها قتل «الأشتر» مسمومًا، بعدما استعان بخدمة أحد شيوخ القبائل في مقابل ألا يدفع أي ضريبة من ماله طوال حياته.
ولعب «معاوية» بحيلة أخرى، طالبًا من أنصاره الدعاء على «الأشتر» في كل صلاة إلى أن وصل نبأ موته، فكان رد الناس وقتها أن «معاوية مستجاب الدعاء صاحب كرامات وربما من أولياء الصالحين»، وفقًا لرواية «عوض».
يموت «علي» مقتولًا بينما يدخل ابنه «الحسن» في اتفاق مع «معاوية»، ليصبح الأخير حاملًا للقب «الخليفة».
وقتها قال «الحسن»: «إما أن يكون حق رجل كان أحق به مني فأخذ حقه، وإما أن يكون حقي فتركته لصلاح أمة محمد وحقن دمائها»، وبعدها يموت مسمومًا فتتوجه أصابع الاتهام إلى «معاوية».
يصبح الحكم لـ«معاوية» ويقرر في احتفالية، عام 56 هجريًا، مبايعة ابنه «يزيد» ليكون خليفة من بعده، فيرسم أحد الحاضرين المشهد، رافعًا سيفه وهو يقول: «أمير المؤمنين هو هذا (يشير إلى معاوية).. فإن هلك فهذا (ويشير إلى يزيد).. فمن أبى فهذا (يشير على سيفه)».
وبعد المشهد السابق، يكتب «عوض» عن ملامح حكم «معاوية»: «الخلافة الآن في يده، وهي وراثية في أسرته من بعده، إنها خلافة نشأت وتستمر بحق القوة المسلحة، من قبل هذا فأهلًا به وهو آمن على نفسه وعياله، ومن اختلف فلرقبته السيف».
صفات يراها الراحل، محمود عوض، في كتابه «من وجع القلب»، تنطبق على معاوية بن أبي سفيان أو «جلالة الملك معاوية»، الذي أراد حكم المسلمين لكنه لم يكشف عن نيته وقرر الإفصاح عن كفاءته حتى تحين له لحظة مناسبة.
ويحكي «عوض» في كتابه عن طموح «معاوية»، فيقول: «هو مندوب خليفة المسلمين، عثمان بن عفان في الولاية على الشام، وفي الواقع أن معاوية تولى المنصب منذ سنوات طويلة بقرار من عمر بن الخطاب بحكم مكانته وكفاءته».
وفي التاريخ تتعدد الروايات حول الوقت المحدد لدخول «معاوية» إلى الدين الإسلامي لكنها تتفق على إعلانه الأمر وقت فتح النبي محمد مكة.
وبعد فتح مكة يسلك «معاوية» طريقه السياسي إلى أن يصبح واليًا على الشام، و«طوال حكم عمر بن الخطاب كان الجهاد كله ضد العدو الخارجي، لهذا برز معاوية وأصبحت مزاياه مضافة إلى المسلمين، بينما عيوبه محسوبة ضد عدو المسلمين»، ويضيف «عوض»: «كان عمر شديدًا في الحق.. قويًا في الشخصية.. محاسبًا لمرؤوسيه.. عادلًا مع رعيته.. لهذا أبرز معاوية مزاياه وأجل طموحه».
لكن طموح «معاوية» بدأ مع قريبه وصهره عثمان بن عفان، الذي بويع ليصبح الخليفة الجديد للمسلمين، لكن بطانته من الولاة عجلوا بنهاية حكمه إلى أن استيقظ الناس في المدينة المنورة على مقتل «ذي النورين».
ويدخل «معاوية» إلى المشهد، مصارعًا رابع خلفاء المسلمين، علي بن أبي طالب، وكل منهما يحمل رسالة محددة.
«علي» في نظر «عوض»: «رجل يعيش متأخرًا عن عصره، يمثل الدين والضمير والصدق والحق والمبدأ والشرعية»، بينما «معاوية»، وفقًا لرأيه: «رجل يمثل الدنيا والقوة والثروة والأمر الواقع»، بينما يصفه «العقاد» في كتابه «معاوية بن أبي سفيان» بـ«الداهية».
لم يتقدم «معاوية» إلى طلب خلافة المسلمين صراحة بل قرر الوصول إليها عن طريق ضرورة أخذ حق عثمان بن عفان، الذي قُتل، مستغلًا قرابته له فقرر أن يكون متحدثًا باسمه بعد مماته، بينما «علي» يسعى إلى جانب الكشف عن القاتل الحقيقي إلى كسب اعتراف المسلمين بحكمه.
يبدأ كل طرف في تجميع أنصاره، وتنشق الأمة بين فريقين، الأول يدافع عن «شرعية الخلافة»، والثاني يدافع عن «كشف المتسبب في قتل عثمان»، بينما يصف «عوض» المشهد، بقوله: «من هنا بدأت أول حرب أهلية في تاريخ الإسلام».
تمركز جيش «علي» في العراق بينما احتضنت الشام جيش «معاوية» وتبقى مصر المفتاح لترجيح كفة على الأخرى، فيدرك «بن أبي سفيان» الأمر، فيقرر أن يكسب قيس بن سعد، والي مصر، إلى صفه، فبعث إليه رسالة جاء فيها: «تب إلى الله يا قيس.. فإذا استطعت أن تكون ممن يطالبون بدم عثمان فافعل، وتابعنا على أمرنا، ولك سلطان العراقين إذا ظهرت ما بقيت، ولمن أحببت من أهلك الحجاز مادام لي سلطان، وسلني ما شئت فإني أعطيك، واكتب لي برأيك».
رشوة يعرضها «معاوية» على والي مصر، الواقعة في الغرب، وتدين بالولاء لـ«علي»، بينما العراق في الشرق، فإذا تحركا معًا سيقع «بن أبي سفيان» بين كماشة البلدين.
لكن «قيس» داهية هو الآخر فلم يبعث بـ«رد مُريح» إلى «معاوية»، فلم يقل له إذا كان سيقف إلى جواره أم سيكون ضده.
وكان رد «معاوية» أن عاود الكتابة إلى «قيس» لكن بنبرة تحمل التهديد والوعيد، فكشف «قيس» عما في نفسه فقرر مساندة «علي».
وتحرك «معاوية» بدهائه، وأشاع بين الناس أن «قيس» انضم لصفوفه، وخاطب تابعيه في العراق، طالبًا منهم أن ينشروا هذا النبأ حتى يفقد «علي» الثقة في واليه بمصر، والنتيجة: نجحت خطة «معاوية»، بعدما قرر «علي» عزل واليه «قيس».
ويمكن تفسير سبب ولع «معاوية» بالوصول إلى السلطة بما ذكره «العقاد» عنه، حيث أشار إلى عشقه قراءة سير الملوك المنقولة من كتب اليونانيين والفرس، آنذاك، ولأنه رجل سياسة فيمكن الحكم عليه بنوع حلفائه ومعاونيه، فيقول «عوض»: «من الآن فصاعدًا لن ترى حوله داخل السلطة سوى أناس من نفس عقليته وتفكيره»، فهو في نظره يسعى نحو أهم شيء من أحلامه: «عبادة السلطة».
سعى «معاوية» إلى ضم «أصحاب المصلحة» مثله ليكونوا إلى جواره، الأمر، الذي دفع عمرو بن العاص، والي مصر السابق، إلى سؤال ولديه أن يشيرا عليه لمن ينضم: «علي أم معاوية؟».
وكان جواب الولاء من عمرو بن العاص لـ«معاوية»: «والله أنت لا تقاتل عليًا ولا علي يقاتلك تنافسًا على دخول الجنة.. إنكما تتقاتلان على الدنيا.. فأطعمنا مما تأكل لكي نناضل عنك نضال من يريد الأكل».
يضرب عمرو بن العاص بـ«سيف معاوية» فيقرر حفظ ماء وجهه في معركة «صفين»، 36 هجريًا، بعدما أظهر جيش «علي» تفوقه، فيلجأ إلى المصحف ليكون حكمًا بينهما، وتدور مفاوضات مدتها 6 أشهر، فيتفق الطرفان على منع خطر الحرب الأهلية بـ«خلع علي ومعاوية».
يتكلم أبوموسى الأشعري، ممثل «علي»، معلنًا النبأ، بينما يكمل عليه عمرو بن العاص، فيقول: «أما صاحبكم فقد خلع صاحبه أما أنا فأخلع أيضًا صاحبه وأثبت صاحبي»، فيعود الصراع إلى نقطة الصفر.
وتعود مصر للمشهد، بعدما عين «علي» واليًا جديدًا يدعى، «الأشتر»، فيلجأ «معاوية» إلى حيلة مفادها قتل «الأشتر» مسمومًا، بعدما استعان بخدمة أحد شيوخ القبائل في مقابل ألا يدفع أي ضريبة من ماله طوال حياته.
ولعب «معاوية» بحيلة أخرى، طالبًا من أنصاره الدعاء على «الأشتر» في كل صلاة إلى أن وصل نبأ موته، فكان رد الناس وقتها أن «معاوية مستجاب الدعاء صاحب كرامات وربما من أولياء الصالحين»، وفقًا لرواية «عوض».
يموت «علي» مقتولًا بينما يدخل ابنه «الحسن» في اتفاق مع «معاوية»، ليصبح الأخير حاملًا للقب «الخليفة».
وقتها قال «الحسن»: «إما أن يكون حق رجل كان أحق به مني فأخذ حقه، وإما أن يكون حقي فتركته لصلاح أمة محمد وحقن دمائها»، وبعدها يموت مسمومًا فتتوجه أصابع الاتهام إلى «معاوية».
يصبح الحكم لـ«معاوية» ويقرر في احتفالية، عام 56 هجريًا، مبايعة ابنه «يزيد» ليكون خليفة من بعده، فيرسم أحد الحاضرين المشهد، رافعًا سيفه وهو يقول: «أمير المؤمنين هو هذا (يشير إلى معاوية).. فإن هلك فهذا (ويشير إلى يزيد).. فمن أبى فهذا (يشير على سيفه)».
وبعد المشهد السابق، يكتب «عوض» عن ملامح حكم «معاوية»: «الخلافة الآن في يده، وهي وراثية في أسرته من بعده، إنها خلافة نشأت وتستمر بحق القوة المسلحة، من قبل هذا فأهلًا به وهو آمن على نفسه وعياله، ومن اختلف فلرقبته السيف».
منتديات عرب مسلم | منتدى برامج نت | منتدى عرب مسلم | منتديات برامج نت | منتديات مثقف دوت كوم | منتديات برامج نت العربية | منتديات العرب | منتدى برامج نت المجانية | إعلانات مبوبة مجانية | إعلانات مجانية | اعلانات مبوبة مجانية | اعلانات مجانية | القرآن الكريم | القرآن الكريم قراءة واستماع | المكتبة الصوتية للقران الكريم mp3 | مكتبة القران الكريم mp3 | ترجمة القرآن | القرآن مع الترجمة | أفضل ترجمة للقرآن الكريم | ترجمة القرآن الكريم | Quran Translation | Quran with Translation | Best Quran Translation | Quran Translation Transliteration | تبادل إعلاني مجاني