يتم استقراء التاريخ البشري في العصور الغابرة التي سبقت التاريخ، من خلال علم الآثار وأبحاثه واكتشافاته، وتشير مصادر هذا العلم أنه عثر على مخلفات للإنسان وأدوات حجرية مثل الفأس اليدوية المصنوعة من حجر الصوان ،على شكل قطعة مدية من الطرف الأسفل ، ومصقولة وذات حد قاطع، كان الإنسان قد أعدها واستعملها في الصيد والقتل وقطع الأشجار، واكتشفت هذه الأدوات في المنطقة المعروفة باسم خور أبو عنجة Abou Anga في غرب النيل على مسافة كيلو متر من التقاء النيل الأبيض بالنيل الأزرق عند المقرن، في العصر الحجري القديم الذي يعد من أقدم الأزمنة قبل الميلاد، وعثر على أدوات أخرى ترجع إلى هذا العصر في المكان المعروف باسم وادي عفو Wadi Afu إلى الجنوب من أم درمان بحوالي 80 كم غربي النيل الأبيض، كما عثر في منطقة جبل الصحابة إلى الشمال من مدينة حلفا على خمسين هيكلاً عظمياً يرجع عمرها إلى /12/ ألف و /8/ آلاف سنة ق.م إلى العصر الحجري القديم الأعلى، وهذه وغيرها تشير إشارة واضحة إلى أن الإنسان في هذا العصر قد استوطن مناطق السودان المختلفة.