الفوائد الطبية
ﺃﻇﻬﺮﺕ ﺍﻟﺒﺤﻮﺙ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﺃﻥ ﻣﻮﺍﻗﻴﺖ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺗﺘﻮﺍﻓﻖ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻣﻊ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﻔﺴﻴﻮﻟﻮﺟﻲ ﻟﻠﺠﺴﻢ ، ﻣﻤﺎ ﻳﺠﻌﻠﻬﺎ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻀﺒﻂ ﺇﻳﻘﺎﻉ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﺠﺴﻢ ﻛﻠﻪ .
ﻭﻗﺪ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ " ﺍﻻﺳﺘﺸﻔﺎﺀ ﺑﺎﻟﺼﻼﺓ ﻟﻠﺪﻛﺘﻮﺭ " ﺯﻫﻴﺮ ﺭﺍﺑﺢ " : ﺇﻥ ﺍﻟﻜﻮﺭﺗﻴﺰﻭﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻫﺮﻣﻮﻥ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﻓﻲ ﺟﺴﻢ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻳﺒﺪﺃ ﻓﻲ ﺍﻻﺯﺩﻳﺎﺩ ﻭﺑﺤﺪﺓ ﻣﻊ ﺩﺧﻮﻝ ﻭﻗﺖ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻔﺠﺮ ﻭﻳﺘﻼﺯﻡ ﻣﻌﻪ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﻣﻨﺴﻮﺏ ﺿﻐﻂ ﺍﻟﺪﻡ ، ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻳﺸﻌﺮ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﻨﺸﺎﻁ ﻛﺒﻴﺮ ﺑﻌﺪ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻔﺠﺮ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ ﻭﺍﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﺻﺒﺎﺣﺎ ، ﻟﺬﺍ ﻧﺠﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻫﻮ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﺠـﺪ ﻭﺍﻟﺘﺸﻤﻴﺮ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻭﻛﺴﺐ ﺍﻟﺮﺯﻕ ، ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻴﻤﺎ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ ﻭﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ " : ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺑﺎﺭﻙ ﻷﻣﺘﻲ ﻓﻲ ﺑﻜﻮﺭﻫﺎ ،" ﻛﺬﻟﻚ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺃﻋﻠﻰ ﻧﺴﺒﺔ ﻟﻐﺎﺯ ﺍﻷﻭﺯﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻮ ﻭﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻐﺎﺯ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻣﻨﺸﻂ ﻟﻠﺠﻬﺎﺯ ﺍﻟﻌﺼﺒﻲ ﻭﻟﻸﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺬﻫﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻀﻠﻴﺔ ، ﻭﻧﺠﺪ ﺍﻟﻌﻜﺲ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻋﻨﺪ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﻀﺤﻰ ، ﻓﻴﻘﻞ ﺇﻓﺮﺍﺯ ﺍﻟﻜﻮﺭﺗﻴﺰﻭﻥ ﻭﻳﺼﻞ ﻟﺤﺪﻩ ﺍﻷﺩﻧﻰ ، ﻓﻴﺸﻌﺮ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﺎﻹﺭﻫﺎﻕ ﻣﻊ ﺿﻐﻂ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺭﺍﺣﺔ ، ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺑﺎﻟﺘﻘﺮﻳﺐ ﺑﻌﺪ ﺳﺒﻊ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﻴﻘﺎﻅ ﺍﻟﻤﺒﻜﺮ ، ﻭﻫﻨﺎ ﻳﺪﺧﻞ ﻭﻗﺖ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻈﻬﺮ ﻓﺘﺆﺩﻱ ﺩﻭﺭﻫﺎ ﻛﺄﺣﺴﻦ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺑﺚ ﺍﻟﻬﺪﻭﺀ ﻭﺍﻟﺴﻜﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭﺍﻟﺠﺴﺪ ﺍﻟﻤﺘﻌﺒﻴﻦ .
ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻳﺴﻌﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺇﻟﻰ ﻃﻠﺐ ﺳﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﺗﺮﻳﺤﻪ ﻭﺗﺠﺪﺩ ﻧﺸﺎﻃﻪ ، ﻭﺫﻟﻚ ﺑﻌﺪ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻈﻬﺮ ﻭﻗﺒﻞ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻌﺼﺮ ، ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻧﺴﻤﻴﻪ " ﺍﻟﻘﻴﻠﻮﻟﺔ " ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﻋﻨﻬﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻴﻤﺎ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ " ﺍﺳﺘﻌﻴﻨﻮﺍ ﺑﻄﻌﺎﻡ ﺍﻟﺴﺤﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ،ﻭﺑﺎﻟﻘﻴﻠﻮﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﻠﻴﻞ " ﻭﻗﺎﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ " : ﺃﻗﻴﻠﻮﺍ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ ﻻ ﺗﻘﻴﻞ " ﻭﻗﺪ ﺛﺒﺖ ﻋﻠﻤﻴﺎ ﺃﻥ ﺟﺴﻢ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻳﻤﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺑﺼﻌﻮﺑﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ، ﺣﻴﺚ ﻳﺮﺗﻔﻊ ﻣﻌﺪﻝ ﻣﺎﺩﺓ ﻛﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺔ ﻣﺨﺪﺭﺓ ﻳﻔﺮﺯﻫﺎ ﺍﻟﺠﺴﻢ ﻓﺘﺤﺮﺿﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨـﻮﻡ ، ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﺑﻌﺪ ﺳﺒﻊ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﻴﻘﺎﻅ ﺍﻟﻤﺒﻜﺮ ، ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺍﻟﺠـﺴﻢ ﻓﻲ ﺃﻗﻞ ﺣﺎﻻﺕ ﺗﺮﻛﻴﺰﻩ ﻭﻧﺸﺎﻃﻪ ﻭﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﻐﻨﻰ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻦ ﻧﻮﻡ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﻮﺍﻓﻖ ﺍﻟﻌﻀﻠﻲ ﺍﻟﻌﺼﺒﻲ ﻳﺘﻨﺎﻗﺺ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻃﻮﺍﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺛﻢ ﺗﺄﺗﻲ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﻟﻴﻌﺎﻭﺩ ﺍﻟﺠﺴﻢ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻧﺸﺎﻃﻪ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻭﻳﺮﺗﻔﻊ ﻣﻌﺪﻝ " ﺍﻷﺩﺭﻳﻨﺎﻟﻴﻦ " ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻡ ، ﻓﻴﺤﺪﺙ ﻧﺸﺎﻁ ﻣﻠﻤﻮﺱ ﻓﻲ ﻭﻇﺎﺋﻒ ﺍﻟﺠﺴﻢ ﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﻘﻠﺒﻲ ،
ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎ ﻟﺼﻼﺓ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺩﻭﺭ ﺧﻄﻴﺮ ﻓﻲ ﺗﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﺠﺴﻢ ﻭﺍﻟﻘﻠﺐ ﺑﺼﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻻﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺊ ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﺎ ﻳﺘﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﻣﺘﺎﻋﺐ ﺧﻄﻴﺮﺓ ﻟﻤﺮﺿﻰ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻟﻠﺘﺤﻮﻝ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺊ ﻟﻠﻘﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻤﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﻨﺸﻄﺔ .
ﻭﻫﻨﺎ ﻳﺘﺠﻠﻰ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﺴﺮ ﺍﻟﺒﺪﻳﻊ ﻓﻲ ﺗﻮﺻﻴﺔ ﻣﺆﻛﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺑﺎﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺣﻴﻦ ﻳﻘﻮﻝ تعالى[ ﺣﺎﻓﻈﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻠﻮﺍﺕ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ ﻭﻗﻮﻣﻮﺍ ﻟﻠﻪ ﻗﺎﻧﺘﻴﻦ ] ( ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ 238 ) ﻭﻗﺪ ﺫﻫﺐ ﺟﻤﻬﻮﺭ ﺍﻟﻤﻔﺴﺮﻳﻦ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ ﻫﻨﺎ ﻫﻲ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻌﺼﺮ ، ﻭﻣﻊ ﺍﻟﻜﺸﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﺫﻛﺮﻧﺎﻩ ﻣﻦ ﺍﺯﺩﻳﺎﺩ ﺇﻓﺮﺍﺯ ﻫﺮﻣﻮﻥ " ﺍﻷﺩﺭﻳﻨﺎﻟﻴﻦ " ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟـﻮﻗﺖ ﻳﺘﻀﺢ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﺴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ ، ﻓﺄﺩﺍﺅﻫﺎ ﻣﻊ ﻣﺎ ﻳﺆﺩﻱ ﻣﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﺳﻨﻦ ﻳﻨﺸﻂ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺗﺪﺭﻳﺠﻴﺎ ، ﻭﻳﺠﻌﻠﻪ ﻳﻌﻤﻞ ﺑﻜﻔﺎﺀﺓ ﺃﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻤﻮﻝ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﻭﺩﻭﻥ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻹﺭﻫﺎﻕ ، ﻓﺘﻨﺼﺮﻑ ﺑﺎﻗﻲ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﺠﺴﻢ ﻭﺣﻮﺍﺳﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺳﺘﻐﺮﺍﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻼﺓ ، ﻓﻴﺴﻬﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻣﻊ ﺍﻟﻬﺮﻣﻮﻥ ﺗﺄﻣﻴﻦ ﺇﻳﻘﺎﻋﻬﻤﺎ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﺃﻋﻼﻩ ﻣﻊ ﻣﺮﻭﺭ ﺍﻟﻮﻗﺖ .
ﺛﻢ ﺗﺄﺗﻲ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻓﻴﻘﻞ ﺇﻓﺮﺍﺯ " ﺍﻟﻜﻮﺭﺗﻴﺰﻭﻥ " ﻭﻳﺒﺪﺃ ﻧﺸﺎﻁ ﺍﻟﺠﺴﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﺺ ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﺤﻮﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻈﻼﻡ ، ﻭﻫﻮ ﻋﻜﺲ ﻣﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﻓﻲ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﺼﺒﺢ ﺗﻤﺎﻣﺎ ، ﻓﻴﺰﺩﺍﺩ ﺇﻓﺮﺍﺯ ﻣﺎﺩﺓ " ﺍﻟﻤﻴﻼﺗﻮﻧﻴﻦ " ﺍﻟﻤﺸﺠﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺘﺮﺧﺎﺀ ﻭﺍﻟﻨﻮﻡ ، ﻓﻴﺤﺪﺙ ﺗﻜﺎﺳﻞ ﻟﻠﺠﺴﻢ ﻭﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﻣﺤﻄﺔ ﺍﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ .
ﻭﺗﺄﺗﻲ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ ﻟﺘﻜﻮﻥ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺤﻄﺔ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﺭ ﺍﻟﻴﻮﻡ ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻳﻨﺘﻘﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺠﺴﻢ ﻣﻦ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﻭﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺇﻟﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﺍﻟﺘﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻣﻊ ﺷﻴﻮﻉ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﻭﺯﻳﺎﺩﺓ ﺇﻓﺮﺍﺯ " ﺍﻟﻤﻴﻼﺗﻮﻧﻴﻦ ،" ﻟﺬﺍ ﻳﺴﺘﺤﺐ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺃﻥ ﻳﺆﺧﺮﻭﺍ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﻗﺒﻴﻞ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻟﻼﻧﺘﻬﺎﺀ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺸﻐﻠﻬﻢ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ، ﻭﻗﺪ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﻣﺴﻨﺪ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤـﺪ ﻋﻦ ﻣﻌﺎﺫ ﺑﻦ ﺟﺒﻞ ﻟﻤﺎ ﺗﺄﺧﺮ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻦ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ ﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻭﻇﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻧﻪ ﺻﻠﻰ ﻭﻟﻦ ﻳﺨﺮﺝ " ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : ﺃﻋﺘﻤﻮﺍ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺼﻼﺓ ـ ﺃﻱ ﺃﺧﺮﻭﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺘﻤﺔ ـ ﻓﻘﺪ ﻓﻀﻠﺘﻢ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻷﻣﻢ ﻭﻟﻢ ﺗﺼﻠﻬﺎ ﺃﻣﺔ ﻗﺒﻠﻜﻢ "
ﻭﻻ ﻧﻨﺴﻰ ﺃﻥ ﻹﻓﺮﺍﺯ ﺍﻟﻤﻴﻼﺗﻮﻧﻴﻦ ﺑﺎﻧﺘﻈﺎﻡ ﺻﻠﺔ ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﻀﻮﺝ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ ﻭﺍﻟﺠﻨﺴﻲ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ، ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻧﺘﻈﺎﻡ ﺑﺎﺗﺒﺎﻉ ﺍﻟﺠﺴﻢ ﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ ﻭﻧﻈﺎﻡ ﺣﻴﺎﺓ ﺛﺎﺑﺖ ، ﻭ ﻟﺬﺍ ﻧﺠﺪ ﺃﻥ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﺄﺩﺍﺀ ﺍﻟﺼﻠﻮﺍﺕ ﻓﻲ ﺃﻭﻗﺎﺗﻬﺎ ﻫﻮ ﺃﺩﻕ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﻳﻀﻤﻦ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﺗﻮﺍﻓﻘﺎ ﻛﺎﻣﻼ ﻣﻊ ﺃﻧﺸﻄﺘﻪ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ، ﻣﻤﺎ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺃﻋﻠﻰ ﻛﻔﺎﺀﺓ ﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﺠﺴﻢ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ .
ﻭﻗﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﺍﻟﻲ
ﻣﺮﺽ ﺩﻭﺍﻟﻲ ﺍﻟﺴﺎﻗﻴﻦ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺧﻠﻞ ﺷﺎﺋﻊ ﻓﻲ ﺃﻭﺭﺩﺓ ﺍﻟﺴﺎﻗﻴﻦ ، ﻳﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﻇﻬﻮﺭ ﺃﻭﺭﺩﺓ ﻏﻠﻴﻈﺔ ﻭﻣﺘﻌﺮﺟﺔ ﻭﻣﻤﺘﻠﺌﺔ ﺑﺎﻟﺪﻣﺎﺀ ﺍﻟﻤﺘﻐﻴﺮﺓ ﺍﻟﻠﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻃﻮﻝ ﺍﻟﻄﺮﻓﻴﻦ ﺍﻟﺴﻔﻠﻴﻴﻦ ، ﻭﻫﻮ ﻣﺮﺽ ﻳﺼﻴﺐ ﻧﺴﺒﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﻀﺌﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮ ، ﺑﻴﻦ ﻋﺸﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺑﺎﻟﻤﺎﺋﺔ ﻣﻦ ﻣﺠﻤﻮﻉ ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ، ﻭﻓﻲ ﺑﺤﺚ ﻋﻠﻤﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﺗﻢ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﻋﻼﻗﺔ ﻭﻃﻴﺪﺓ ﺑﻴﻦ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﻣﺮﺽ ﺩﻭﺍﻟﻲ ﺍﻟﺴﺎﻗﻴﻦ .
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ " ﺗﻮﻓﻴﻖ ﻋﻠﻮﺍﻥ "
ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺑﻜﻠﻴﺔ ﻃﺐ ﺍﻹﺳﻜﻨﺪﺭﻳﺔ : ﺑﺎﻟﻤﻼﺣﻈﺔ ﺍﻟﺪﻗﻴﻘﺔ ﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﺼﻼﺓ ، ﻭﺟﺪ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑﻘﺪﺭ ﻋﺠﻴﺐ ﻣﻦ ﺍﻻﻧﺴﻴﺎﺑﻴﺔ ﻭﺍﻻﻧﺴﺠﺎﻡ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺑﻴﻦ ﻗﻴﺎﻡ ﻭﺭﻛﻮﻉ ﻭﺳﺠﻮﺩ ﻭﺟﻠﻮﺱ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﺠﺪﺗﻴﻦ ، ﻭﺑﺎﻟﻘﻴﺎﺱ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻟﺪﻗﻴﻖ ﻟﻠﻀﻐﻂ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﺟﺪﺭﺍﻥ ﺍﻟﻮﺭﻳﺪ ﺍﻟﺼﺎﻓﻦ ﻋﻨﺪ ﻣﻔﺼﻞ ﺍﻟﻜﻌﺐ ﻛﺎﻥ ﺍﻻﻧﺨﻔﺎﺽ ﺍﻟﻬﺎﺋﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺪﺙ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻀﻐﻂ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﺮﻛﻮﻉ ﻳﺼﻞ ﻟﻠﻨﺼﻒ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ .
ﺃﻣﺎ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﺴﺠﻮﺩ ﻓﻘﺪ ﻭﺟﺪ ﺃﻥ ﻣﺘﻮﺳﻂ ﺍﻟﻀﻐﻂ ﻗﺪ ﺃﺻﺒﺢ ﺿﺌﻴﻼ ﺟﺪﺍ ، ﻭﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻧﺨﻔﺎﺽ ﻟﻴﺲ ﺇﻻ ﺭﺍﺣﺔ ﺗﺎﻣﺔ ﻟﻠﻮﺭﻳﺪ ﺍﻟﺼﺎﺭﺥ ﻣﻦ ﻗﺴﻮﺓ ﺍﻟﻀﻐﻂ ﻋﻠﻴﻪ ﻃﻮﺍﻝ ﻓﺘﺮﺍﺕﺍﻟﻮﻗﻮﻑ .
ﺇﻥ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﺴﺠﻮﺩ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﺪﻭﺭﺓ ﺍﻟﺪﻣﻮﻳﺔ ﺑﺄﻛﻤﻠﻬﺎ ﺗﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺫﺍﺕ ﺍﻻﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﻤﻞ ﺑﻪ ﺍﻟﺠﺎﺫﺑﻴﺔ ﺍﻷﺭﺿﻴﺔ ، ﻓﺈﺫﺍ ﺑﺎﻟﺪﻣﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﻗﺎﺳﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺴﻠﻖ ﺍﻟﻤﺮﻳﺮ ﻣﻦ ﺃﺧﻤﺺ ﺍﻟﻘﺪﻣﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﻋﻀﻠﺔ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻧﺠﺪﻫﺎ ﻗﺪ ﺗﺪﻓﻘﺖ ﻣﻨﺴﻜﺒﺔ ﻓﻲ ﺳﻼﺳﺔ ﻭﻳﺴﺮ ﻣﻦ ﺃﻋﻠﻰ ﺇﻟﻰ ﺃﺳﻔﻞ ، ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺗﺨﻔﻒ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﻐﻂ ﺍﻟﻮﺭﻳﺪﻱ ﻋﻠﻰ ﻇﺎﻫﺮ ﺍﻟﻘﺪﻡ ﻣﻦ ﺣﻮﺍﻟﻲ 120 - 100) ﺳﻢ / ﻣﺎﺀ ( ﺣﺎﻝ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﺇﻟﻰ) 1.33 ﺳﻢ / ﻣﺎﺀ ( ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺴﺠﻮﺩ ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﻨﺨﻔﺾ ﺍﺣﺘﻤﺎﻻﺕ ﺇﺻﺎﺑﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﻤﺮﺽ ﺍﻟﺪﻭﺍﻟﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺪﺭ ﻓﻌﻼ ﺃﻥ ﻳﺼﻴﺐ ﻣﻦ ﻳﻠﺘﺰﻡ ﺑﺄﺩﺍﺀ ﻓﺮﺍﺋﺾ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﻧﻮﺍﻓﻠﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻨﺘﻈﻢ ﻭﺻﺤﻴﺢ .
الصلاة وتقوية العظام
ﺇﻥ ﺃﺩﺍﺀ ﺳﺒﻊ ﻋﺸﺮﺓ ﺭﻛﻌﺔ ﻳﻮﻣﻴﺎ ﻫﻲ ﻓﺮﺍﺋﺾ ﺍﻟﺼﻼﺓ ، ﻭﻋﺪﺩ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﻫﻲ ﺍﻟﻨﻮﺍﻓﻞ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻠﺘﺰﻣﺎ ﺑﺄﺩﺍﺀ ﺣﺮﻛﻲ ﺟﺴﻤﻲ ﻻ ﻳﻘﻞ ﺯﻣﻨﻪ ﻋﻦ ﺳﺎﻋﺘﻴﻦ ﻳﻮﻣﻴﺎ ، ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻭﻃﻴﻠﺔ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﺘﺮﻙ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺃﺑﺪﺍ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺳﺒﺒﺎ ﻓﻲ ﺗﻘﻮﻳـﺔ ﻋﻈﺎﻣﻪ ﻭﺟﻌﻠﻬﺎ ﻣﺘﻴﻨﺔ ﺳﻠﻴﻤﺔ ،
ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻛﻌﻼﺝ ﻧﻔﺴﻲ
ﺗﺴﺎﻋﺪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺍﻟﺨﺎﺷﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻬﺪﺋﺔ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﺇﺯﺍﻟﺔ ﺍﻟﺘﻮﺗﺮ ﻷﺳﺒﺎﺏ ﻛﺜﻴﺮﺓ ، ﺃﻫﻤﻬﺎ ﺷﻌﻮﺭ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﻀﺂﻟﺘﻪ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺿﺂﻟﺔ ﻛﻞ ﻣﺸﻜﻼﺗﻪ ﺃﻣﺎﻡ ﻗﺪﺭﺓ ﻭﻋﻈﻤﺔ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ ﺍﻟﻤﺪﺑﺮ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﺍﻟﻔﺴﻴﺢ ، ﻓﻴﺨﺮﺝ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﺻﻼﺗﻪ ﻭﻗﺪ ﺃﻟﻘﻰ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺟﻌﺒﺘﻪ ﻣﻦ ﻣﺸﻜﻼﺕ ﻭﻫﻤﻮﻡ ، ﻭﺗﺮﻙ ﻋﻼﺟﻬﺎ ﻭﺗﺼﺮﻳﻔﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺮﺏ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ،ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺗﺆﺩﻱ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺇﻟﻰ ﺇﺯﺍﻟﺔ ﺍﻟﺘﻮﺗﺮ ﺑﺴﺒﺐ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮ ﻓﻴﻬﺎ ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻡ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﺤﺮﻛﻲ ﻳﺤﺪﺙ ﺍﺳﺘﺮﺧﺎﺀ ﻓﺴﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻫﺎﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺴﻢ ، ﻭﻗﺪ ﺃﻣﺮ ﺑﻪ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻱ ﻣﺴﻠﻢ ﺗﻨﺘﺎﺑﻪ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻀﺐ ، ﻛﻤﺎ ﺛﺒﺖ ﻋﻠﻤﻴﺎ ﺃﻥ ﻟﻠﺼﻼﺓ ﺗﺄﺛﻴﺮﺍ ﻣﺒﺎﺷﺮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﺍﻟﻌﺼﺒﻲ ، ﺇﺫ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﻬﺪﺉ ﻣﻦ ﺛﻮﺭﺗﻪ ﻭﺗﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﺍﺗﺰﺍﻧﻪ ، ﻛﻤﺎ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻋﻼﺟﺎ ﻧﺎﺟﻌﺎ ﻟﻸﺭﻕ ﺍﻟﻨﺎﺗﺞ ﻋﻦ ﺍﻻﺿﻄﺮﺍﺏ ﺍﻟﻌﺼﺒﻲ .
ﺃﻳﻀﺎ ﻳﻌﻤﻞ ﺗﺮﺗﻴﻞ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺣﺴﺐ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﺘﺠﻮﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺘﻨﻔﺲ ﺧﻼﻝ ﺗﻌﺎﻗﺐ ﺍﻟﺸﻬﻴﻖ ﻭﺍﻟﺰﻓﻴﺮ ، ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺆﺩﻱ ﺑﺪﻭﺭﻩ ﺇﻟﻰ ﺗﺨﻔﻴﻒ ﺍﻟﺘﻮﺗﺮ ﺑﺪﺭﺟﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺣﺮﻛﺔ ﻋﻀﻼﺕ ﺍﻟﻔﻢ ﺍﻟﻤﺼﺎﺣﺒﺔ ﻟﻠﺘﺮﺗﻴﻞ ﺗﻘﻠﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻹﺭﻫﺎﻕ ﻭﺗﻜﺴﺐ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻧﺸﺎﻃﺎ ﻭﺣﻴﻮﻳﺔ ﻛﻤﺎ ﺛﺒﺖ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺑﺤﺎﺙ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ .
ﻭﻟﻠﺴﺠﻮﺩ ﺩﻭﺭ ﻋﻤﻴﻖ ﻓﻲ ﺇﺯﺍﻟﺔ ﺍﻟﻘﻠﻖ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ، ﺣﻴﺚ ﻳﺸﻌﺮ ﻓﻴﻪ ﺑﻔﻴﺾ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻜﻴﻨﺔ ﻳﻐﻤﺮﻩ ﻭﻃﻮﻓﺎﻥ ﻣﻦ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﻴﻘﻴﻦ ﻭﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ .
ﻭﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﺎﺑﺎﻥ ﻳﺨﺮﻭﻥ ﺳﺎﺟﺪﻳﻦ ﺑﻤﺠﺮﺩ ﺷﻌﻮﺭﻫﻢ ﺑﺎﻹﺭﻫﺎﻕ ﺃﻭ ﺍﻟﻀﻴﻖ ﻭﺍﻻﻛﺘﺌﺎﺏ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﻓﻮﺍ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺭﻛـﻦ ﻣﻦ ﺃﺭﻛﺎﻥ ﺻﻼﺓﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ .
ﻓﻮﺍﺋﺪ ﻃﺒﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ
ﻭﻣﻦ ﻓﻮﺍﺋﺪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﻘﻮﻱ ﻋﻀﻼﺕ ﺍﻟﺒﻄﻦ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻤﻨﻊ ﺗﺮﺍﻛﻢ ﺍﻟﺪﻫﻮﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺪﺍﻧﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﺮﻫﻞ ، ﻓﺘﻤﻨﻊ ﺗﺸﻮﻫﺎﺕ ﺍﻟﺠﺴﻢ ﻭﺗﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺭﺷﺎﻗﺘﻪ . ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﺑﺤﺮﻛﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﻌﺪﺩﺓ ﺗﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻷﻣﻌﺎﺀ ﻓﺘﻘﻠﻞ ﻣﻦ ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻹﻣﺴﺎﻙ ﻭﺗﻘﻲ ﻣﻨﻪ ، ﻭﺗﻘﻮﻱ ﻛﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﺇﻓﺮﺍﺯ ﺍﻟﻤﺮﺍﺭﺓ . ﻭﺿﻊ ﺍﻟﺮﻛﻮﻉ ﻭﺍﻟﺴﺠﻮﺩ ﻭﻣﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺿﻐﻂ ﻋﻠﻰ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﺃﺻﺎﺑﻊ ﺍﻟﻘﺪﻣﻴﻦ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺗﻘﻠﻴﻞ ﺍﻟﻀﻐﻂ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻣﺎﻍ ، ﻭﺫﻟﻚ ﻛﺄﺛﺮ ﺗﺪﻟﻴﻚ ﺃﺻﺎﺑﻊ ﺍﻷﻗﺪﺍﻡ ﺗﻤﺎﻣﺎ ، ﻣﻤﺎ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺎﻻﺳﺘﺮﺧﺎﺀ ﻭﺍﻟﻬﺪﻭﺀ . ﻭﺍﻟﺴﺠﻮﺩ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﻋﻮﺩﺓ ﺿﻐﻂ ﺍﻟﺪﻡ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﺪﻻﺗﻪ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺴﻢ ﻛﻠﻪ ، ﻭﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺪﻓﻖ ﺍﻟﺪﻡ ﺇﻟﻰ ﻛﻞ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﺠﺴﻢ .