لا يندر أن يحس البعض، لاسيما صيفاً، بإنتفاخ
في قدميه، أو إحداهما، أو يتجاوزهما لكي يشمل أسفل الساقين أيضاً، وربّما الساقين بأكملهما. وهذا الإنتفاخ مزعج في حد ذاته، وأيضاً موجع في حالات كثيرة. فما أسبابه، وكيف يمكن تخفيف تبعاته؟
أسباب تضخم القدمين، أو الطرفين السفليين عموماً، وإنتفاخهما، متباينة ومتعددة. لكن أوّل ما ينبغي الإنتباه إليه: هل التضخم متناظر في الجانبين، بمعنى هل هو متساوٍ في القدمين، أو الطرفين كليهما وفي الموقعين نفسيهما، أم أنّه يطال جانباً أكثر من الآخر بشكل واضح؟
فعموماً، يحصر الأخصائيون ثلاثة أنواع أساسية من إنتفاخ القدمين، بحسب الأسباب المؤدّية إلى الإنتفاخ. وتلك الأسباب تحدد وجود تناظر في الإنتفاخ، أم لا. وأنواع الإنتفاخ الثلاثة هي الآتية:
1- جراء كدمة أو صدمة.
2- بسبب وجود ماء محبوس.
3- إثر إنسداد في الأوعية الدموية أو إضطراب في النظام اللمفاوي.
- الإنتفاخ جراء كدمة أو صدمة:
في هذه الحال، لا يوجد تناظر في الإنتفاخ، أي أن التورّم يشمل قدماً واحدة فقط، أو ساقاً واحدة، أو ربّما مفصلاً واحداً، في أحد الجانبين. وعموماً، يعي المصاب أنّ الإنتفاخ آتٍ من كدمة أو صدمة معيّنة. لكن، في بعض الحالات، قد تكون الصدمة قديمة، ما يجعل الربط بين الأمرين عسيراً. وأكثر الحالات إنتشاراً، هي تلك الناجمة عن التواء كاحل القدم، مثلاً جراء التعثر أثناء السير. إذ عقب تلاشى الوذمة التي تحصل في البداية، يمكن أن يظهر ورم موجع بعض الشيء. وبسبب التقلبات المناخية، لاسيّما عودة موسم الحَر، أو جرّاء بذل جهد كبير، لا يستبعد أن يعود الإنتفاخ، ربّما أشهر من ظهوره الأوّل، مفضياً إلى آلام جديدة.
أمّا في حال وجود فسخ في أحد المفاصل، أو إلتهاب مفصلي، فمن الممكن، طوال سنوات، أن يستمر الإنتفاخ في الظهور، ثمّ الإختفاء، ثمّ الظهور مجدداً بعد أشهر، وهكذا دواليك. ويكون الإنتفاخ على شكل إلتهاب في تلك الحالات.
- الإنتفاخ بسبب حبس الماء:
حين يحجز الجسم كميات من الماء، لا يندر أن يؤدي وجود الماء المحبوس إلى إنتفاخ الطرفين السفليين. وهذا النوع من الإنتفاخ أقل وجعاً من غيره، إلا إذا كانت كمية الماء المستبقى كبيرة جدّاً، ما لا يحصل إلا نادراً. ومن خصائص هذا النوع من التورم: إن كبست على الإستسقاء الموضعي (الوذمة) بإصبعك كبساً قوياً، فإن آثار الإصبع تبقى ظاهرة. وتظهر تلك الوذمات بشكل خاص في أسفل الطرفين السفليين، أي منطقة القدم وربّما أسفل الساق، لكنها قد تطال الظهر في حال رقود المصاب في السرير مدة طويلة.
والأسباب الأهم لحبس الماء، ما يفضي إلى الإستسقاء الموضعي، (ظهور وذمات)، تتمثل في الآتي:
- العجز الكلوي.
- عجز القلب.
- تشمُّع الكبد.
- سوء التغذية.
- العجز الكلوي:
للعجز الكلوي، بدوره، أسباب عديدة، منها: أحد تداعيات الإصابة بالسكري، إن لم يُعالج بشكل جيِّد، أو إلتهاب أحد الشرايين، أو تعرض الكليتين لإصابة جرثومية، أو وجود مرض "ذاتي الحضانة" (بمعنى أنّ الجسد يفرز أجساماً مضادة تتجه نحو الكليتين، ثمّ يجرى القضاء على تلك الأجسام المضادة). في أي حال، يظل إيجاد سبب العجز الكلوي عسيراً على الطبيب، وإن كانت بعض أنواعه قابلة للعلاج. وعن علاقته بإنتفاخ القدمين، تنصب الآلية، بإختصار، على الآتي: تصبح الكليتان عاجزتين عن التخلص من بقايا كلوريد الصوديوم (ملح الطعام)،
ما يؤدي إلى بقاء جزيئاته في الجسم. وهذه تستقطب معها جزيئات ماء. فمثلما هو معروف، "يحبس" الملح الماء في الجسم (لذا، يُكثر سكان المناطق الحراة والجافة تناول الملح أكثر من سكان البلدان الباردة، توخياً للحفاظ على الماء في الجسم). في أي حال، فإن تلك الكميات الفائضة من الماء هي التي تؤدي إلى إنتفاخ القدمين، وربّما الساقين، والبطن، وأحياناً حتى الرئتين (ما يمثل الحالات الأكثر خطورة).
- عجز القلب:
في معظم الحالات، يصيب عجز القلب أشخاصاً مصابين أصلاً بمرض قلب آخر، معروف ومُشخَّص. وعلى الأكثر، يكون العجز تاماً، بمعنى يطال الجانبين الأيسر والأيمن من القلب، كليهما معاً. لكنه قد يصيب أيضاً، وبشكل أكثر خبثاً وتخفياً (صعب الكشف)، أشخاصاً مصابين بإنسداد دموي رئوي، أو بضيق تنفس حاد. في تلك الحالات، يخص العجز القلبي الجانب الأيمن من القلب فقط (البطين الأيمن والأذين الأيمن).
أمّا علاقة عجز القلب بإنتفاخ القدمين، فتتمثل في آلية بسيطة: عجز القلب يعيق عمل الكليتين إعاقة وظيفية. وتلك الإعاقة، بدورها، تفضي أيضاً إلى عدم تمثيل ملح الطعام، والأملاح الأخرى، تمثيلاً تاماً وسليماً، ما يؤدي إلى بقائها، بالتالي حبس الماء، ثمّ الإستسقاء الموضعي، وإنتفاخ الطرفين السفليين. إلى ذلك، بسبب عجز القلب، يتضخم إفراز هرمون يدعى "أدوستيرون". وهذا الهرمون، مثل الملح، له خاصية حبس الماء في الجسد، ما يفضي إلى مفاقمة الوضع.
- تشمُّع الكبد:
ينصب تشمع الكبد على تدمير خلايا هذا العضو الحيوي، وتصلبها. هكذا، يصبح مرور الدم في الكبد بطيئاً وعسيراً. وهذا التباطؤ، بدوره، يؤدي إلى عجز كلوي (مثلما هي الحال مع العجز القلبي، الذي يؤثر أيضاً في وظيفة الكليتين). وهنا أيضاً، يتضخم إفراز هرمون "أدوستيرون"، الذي يحبس الماء، ما يسهم في ظهور إنتفاخ القدمين. هكذا نرى أن تشمع الكبد، عدا عن تداعياته الصحية الخطيرة في حد ذاتها، يؤدي بشكل غير مباشر إلى مفاقمة تورم القدمين. ومن المعروف أن تناول الكحول هو السبب الأوّل في تشمع الكبد.
- سوء التغذية:
تلعب البروتينات دوراً أساسياً في حجز الماء ضمن تركيبة الدم، ومنع تسربه إلى الأنسجة العضلية (وفق الظاهرة الفيزيائية المسمَّاة "ضغط التناضح"). والجسم ينتج البروتينات عبر الكبد. لذا، من أجل عمل جيِّد للكبد، ينبغي أن تكون التغذية كافية وسليمة، ومتوازنة. فبخلاف ذلك، يضطرب عمل الكبد، فيضمحل إنتاج البروتينات، ما يؤدي إلى تسرب الماء من الدم إلى الأنسجة العضلية، بالتالي ظهور حالات إستسقاء موضعي، وإنتفاخ القدمين.
وصحيح أن سوء التغذية يشمل بلداناً وطبقات معيّنة، لكن الآلية المتسبب فيها، مثلما هي موصوفة أعلاه، تظهر أيضاً في حالات الأطوار النهاية لتشمع الكبد، أو العجز الكلوي، أو عجز القلب. وكلها، مثلما ذكرنا، تؤدي إلى إنتفاخ القدمين، وفق الآليات المشروحة أعلاه.
- إنسداد الأوعية والإضطراب اللمفاوي:
في حالة إنسداد أوعية دموية، تكون الوذمات غير متناظرة بين القدمين أو الساقين، بعبارة أخرى تظهر في ساق أو قدم أكثر من الأخرى. والإنسداد يعقب، بدوره، إصابة بدوالي الساقين، التي تؤدي إلى تردي أوعيتهما الدموية الشعرية، وعجزها عن "تصعيد" الدم نحو القلب مجدداً، ما يؤدي إلى تسربه عبر جدران الأوعية. وهذا التسرب يفضي إلى توقف كمية من الدم والماء في الطرفين السفليين، الذي يؤدي، بدوره، إلى إستسقاء موضعي وإنتفاخ القدمين.
أمّا الإنتفاخ جراء إضطراب في النظام اللمفاوي، فهو من الحالات النادرة جدّاً. وينجم عادة عن صعوبة عودة اللمف إلى القلب بسبب وجود عائق ما. ومن المنظور الطبي، تعد إجراءات تشخيص تلك الحالات، وتحديد العائق، عسيرة وشائكة وبطيئة.
* لتخفيف إنتفاخ القدمين:
- إلجأ إلى الجلوس وخلع الحذاء.
- ينفع رفع القدمين ووضع الساقين على مكان أعلى، بغية تنشيط الدورة الدموية.
- ضع قدميك في طشت أو وعاء ماء بارد لمدة ربع ساعة، ما يولد شعوراً بالإرتياح وتخفيف ألم الإنتفاخ.
- خفف من تناول ملح الطعام.
- تجنب الأحذية الضيقة. وصيفاً، من الأفضل الإنتعال أو لبس أحذية مفتوحة (صنادل).
- تناول طعاماً متوازناً ومنوعاً، ومارس يومياً الحد الأدنى من رياضة خفيفة (المشي، مثلاً). فتنشيط الدورة الدموية خير مضاد لتموضع الماء في القدمين.
* لماذا تنتفخ القدمان في الطائرة:
أثناء رحلة طويلة بالطائرة، يخلع المسافر أحياناً حذاءه للإسترخاء، وبعد الهبوط، حين يحاول لبسه مجدداً، يجد صعوبة، فيتساءل: "هل صغر حذائي أثناء الرحلة، أم أن قدمي كبرتا؟" الشق الثاني هو الصحيح. فالأحذية لا تنكمش في الجو مثلما تنكمش الملابس في الغسيل. فلماذا إذن تتورم القدمان أثناء الطيران؟ هل بسبب الضغط العالي في الأعالي؟ أم كرد فعل على سرعة الطائرة؟
لا هذا ولا ذاك. فبحسب الأطباء، تنتفخ قدما الراكب جراء وضعية جلوسه. إذ يظل ساكناً لمدة طويلة، بينما المقعد مصمم بحيث تكون الساقان عموديتين على أرضية الطائرة، بزاوية قائمة مع الفخذين. وهذه عوامل تَعوق سَرَيان الدم، الذي يهبط إلى أسفل بفعل الجاذبية، ويستقر في أوعية القدمين الدموية، رافعاً حجميهما.
والحل الوحيد: المشي لتنشيط الدورة الدموية. لكن، لا تقدِّم شركات الطيران حلبات ركض أو متنزهات على متن طائراتها. لذا، ينبغي الإكتفاء ببضع خطوات من وقت إلى آخر في الممر الضيق. وقد يقول قائل إن وضعية الجلوس نفسها تحصل في السينما أيضاً، فلماذا لا تنتفخ القدمان هناك. والجواب: الفرق في مدة الجلوس. فمَن يشاهد فيلماً يستغرق 15 ساعة؟ بينما
تدوم بعض الرحلات مثل تلك المدة، وربّما أكثر
في قدميه، أو إحداهما، أو يتجاوزهما لكي يشمل أسفل الساقين أيضاً، وربّما الساقين بأكملهما. وهذا الإنتفاخ مزعج في حد ذاته، وأيضاً موجع في حالات كثيرة. فما أسبابه، وكيف يمكن تخفيف تبعاته؟
أسباب تضخم القدمين، أو الطرفين السفليين عموماً، وإنتفاخهما، متباينة ومتعددة. لكن أوّل ما ينبغي الإنتباه إليه: هل التضخم متناظر في الجانبين، بمعنى هل هو متساوٍ في القدمين، أو الطرفين كليهما وفي الموقعين نفسيهما، أم أنّه يطال جانباً أكثر من الآخر بشكل واضح؟
فعموماً، يحصر الأخصائيون ثلاثة أنواع أساسية من إنتفاخ القدمين، بحسب الأسباب المؤدّية إلى الإنتفاخ. وتلك الأسباب تحدد وجود تناظر في الإنتفاخ، أم لا. وأنواع الإنتفاخ الثلاثة هي الآتية:
1- جراء كدمة أو صدمة.
2- بسبب وجود ماء محبوس.
3- إثر إنسداد في الأوعية الدموية أو إضطراب في النظام اللمفاوي.
- الإنتفاخ جراء كدمة أو صدمة:
في هذه الحال، لا يوجد تناظر في الإنتفاخ، أي أن التورّم يشمل قدماً واحدة فقط، أو ساقاً واحدة، أو ربّما مفصلاً واحداً، في أحد الجانبين. وعموماً، يعي المصاب أنّ الإنتفاخ آتٍ من كدمة أو صدمة معيّنة. لكن، في بعض الحالات، قد تكون الصدمة قديمة، ما يجعل الربط بين الأمرين عسيراً. وأكثر الحالات إنتشاراً، هي تلك الناجمة عن التواء كاحل القدم، مثلاً جراء التعثر أثناء السير. إذ عقب تلاشى الوذمة التي تحصل في البداية، يمكن أن يظهر ورم موجع بعض الشيء. وبسبب التقلبات المناخية، لاسيّما عودة موسم الحَر، أو جرّاء بذل جهد كبير، لا يستبعد أن يعود الإنتفاخ، ربّما أشهر من ظهوره الأوّل، مفضياً إلى آلام جديدة.
أمّا في حال وجود فسخ في أحد المفاصل، أو إلتهاب مفصلي، فمن الممكن، طوال سنوات، أن يستمر الإنتفاخ في الظهور، ثمّ الإختفاء، ثمّ الظهور مجدداً بعد أشهر، وهكذا دواليك. ويكون الإنتفاخ على شكل إلتهاب في تلك الحالات.
- الإنتفاخ بسبب حبس الماء:
حين يحجز الجسم كميات من الماء، لا يندر أن يؤدي وجود الماء المحبوس إلى إنتفاخ الطرفين السفليين. وهذا النوع من الإنتفاخ أقل وجعاً من غيره، إلا إذا كانت كمية الماء المستبقى كبيرة جدّاً، ما لا يحصل إلا نادراً. ومن خصائص هذا النوع من التورم: إن كبست على الإستسقاء الموضعي (الوذمة) بإصبعك كبساً قوياً، فإن آثار الإصبع تبقى ظاهرة. وتظهر تلك الوذمات بشكل خاص في أسفل الطرفين السفليين، أي منطقة القدم وربّما أسفل الساق، لكنها قد تطال الظهر في حال رقود المصاب في السرير مدة طويلة.
والأسباب الأهم لحبس الماء، ما يفضي إلى الإستسقاء الموضعي، (ظهور وذمات)، تتمثل في الآتي:
- العجز الكلوي.
- عجز القلب.
- تشمُّع الكبد.
- سوء التغذية.
- العجز الكلوي:
للعجز الكلوي، بدوره، أسباب عديدة، منها: أحد تداعيات الإصابة بالسكري، إن لم يُعالج بشكل جيِّد، أو إلتهاب أحد الشرايين، أو تعرض الكليتين لإصابة جرثومية، أو وجود مرض "ذاتي الحضانة" (بمعنى أنّ الجسد يفرز أجساماً مضادة تتجه نحو الكليتين، ثمّ يجرى القضاء على تلك الأجسام المضادة). في أي حال، يظل إيجاد سبب العجز الكلوي عسيراً على الطبيب، وإن كانت بعض أنواعه قابلة للعلاج. وعن علاقته بإنتفاخ القدمين، تنصب الآلية، بإختصار، على الآتي: تصبح الكليتان عاجزتين عن التخلص من بقايا كلوريد الصوديوم (ملح الطعام)،
ما يؤدي إلى بقاء جزيئاته في الجسم. وهذه تستقطب معها جزيئات ماء. فمثلما هو معروف، "يحبس" الملح الماء في الجسم (لذا، يُكثر سكان المناطق الحراة والجافة تناول الملح أكثر من سكان البلدان الباردة، توخياً للحفاظ على الماء في الجسم). في أي حال، فإن تلك الكميات الفائضة من الماء هي التي تؤدي إلى إنتفاخ القدمين، وربّما الساقين، والبطن، وأحياناً حتى الرئتين (ما يمثل الحالات الأكثر خطورة).
- عجز القلب:
في معظم الحالات، يصيب عجز القلب أشخاصاً مصابين أصلاً بمرض قلب آخر، معروف ومُشخَّص. وعلى الأكثر، يكون العجز تاماً، بمعنى يطال الجانبين الأيسر والأيمن من القلب، كليهما معاً. لكنه قد يصيب أيضاً، وبشكل أكثر خبثاً وتخفياً (صعب الكشف)، أشخاصاً مصابين بإنسداد دموي رئوي، أو بضيق تنفس حاد. في تلك الحالات، يخص العجز القلبي الجانب الأيمن من القلب فقط (البطين الأيمن والأذين الأيمن).
أمّا علاقة عجز القلب بإنتفاخ القدمين، فتتمثل في آلية بسيطة: عجز القلب يعيق عمل الكليتين إعاقة وظيفية. وتلك الإعاقة، بدورها، تفضي أيضاً إلى عدم تمثيل ملح الطعام، والأملاح الأخرى، تمثيلاً تاماً وسليماً، ما يؤدي إلى بقائها، بالتالي حبس الماء، ثمّ الإستسقاء الموضعي، وإنتفاخ الطرفين السفليين. إلى ذلك، بسبب عجز القلب، يتضخم إفراز هرمون يدعى "أدوستيرون". وهذا الهرمون، مثل الملح، له خاصية حبس الماء في الجسد، ما يفضي إلى مفاقمة الوضع.
- تشمُّع الكبد:
ينصب تشمع الكبد على تدمير خلايا هذا العضو الحيوي، وتصلبها. هكذا، يصبح مرور الدم في الكبد بطيئاً وعسيراً. وهذا التباطؤ، بدوره، يؤدي إلى عجز كلوي (مثلما هي الحال مع العجز القلبي، الذي يؤثر أيضاً في وظيفة الكليتين). وهنا أيضاً، يتضخم إفراز هرمون "أدوستيرون"، الذي يحبس الماء، ما يسهم في ظهور إنتفاخ القدمين. هكذا نرى أن تشمع الكبد، عدا عن تداعياته الصحية الخطيرة في حد ذاتها، يؤدي بشكل غير مباشر إلى مفاقمة تورم القدمين. ومن المعروف أن تناول الكحول هو السبب الأوّل في تشمع الكبد.
- سوء التغذية:
تلعب البروتينات دوراً أساسياً في حجز الماء ضمن تركيبة الدم، ومنع تسربه إلى الأنسجة العضلية (وفق الظاهرة الفيزيائية المسمَّاة "ضغط التناضح"). والجسم ينتج البروتينات عبر الكبد. لذا، من أجل عمل جيِّد للكبد، ينبغي أن تكون التغذية كافية وسليمة، ومتوازنة. فبخلاف ذلك، يضطرب عمل الكبد، فيضمحل إنتاج البروتينات، ما يؤدي إلى تسرب الماء من الدم إلى الأنسجة العضلية، بالتالي ظهور حالات إستسقاء موضعي، وإنتفاخ القدمين.
وصحيح أن سوء التغذية يشمل بلداناً وطبقات معيّنة، لكن الآلية المتسبب فيها، مثلما هي موصوفة أعلاه، تظهر أيضاً في حالات الأطوار النهاية لتشمع الكبد، أو العجز الكلوي، أو عجز القلب. وكلها، مثلما ذكرنا، تؤدي إلى إنتفاخ القدمين، وفق الآليات المشروحة أعلاه.
- إنسداد الأوعية والإضطراب اللمفاوي:
في حالة إنسداد أوعية دموية، تكون الوذمات غير متناظرة بين القدمين أو الساقين، بعبارة أخرى تظهر في ساق أو قدم أكثر من الأخرى. والإنسداد يعقب، بدوره، إصابة بدوالي الساقين، التي تؤدي إلى تردي أوعيتهما الدموية الشعرية، وعجزها عن "تصعيد" الدم نحو القلب مجدداً، ما يؤدي إلى تسربه عبر جدران الأوعية. وهذا التسرب يفضي إلى توقف كمية من الدم والماء في الطرفين السفليين، الذي يؤدي، بدوره، إلى إستسقاء موضعي وإنتفاخ القدمين.
أمّا الإنتفاخ جراء إضطراب في النظام اللمفاوي، فهو من الحالات النادرة جدّاً. وينجم عادة عن صعوبة عودة اللمف إلى القلب بسبب وجود عائق ما. ومن المنظور الطبي، تعد إجراءات تشخيص تلك الحالات، وتحديد العائق، عسيرة وشائكة وبطيئة.
* لتخفيف إنتفاخ القدمين:
- إلجأ إلى الجلوس وخلع الحذاء.
- ينفع رفع القدمين ووضع الساقين على مكان أعلى، بغية تنشيط الدورة الدموية.
- ضع قدميك في طشت أو وعاء ماء بارد لمدة ربع ساعة، ما يولد شعوراً بالإرتياح وتخفيف ألم الإنتفاخ.
- خفف من تناول ملح الطعام.
- تجنب الأحذية الضيقة. وصيفاً، من الأفضل الإنتعال أو لبس أحذية مفتوحة (صنادل).
- تناول طعاماً متوازناً ومنوعاً، ومارس يومياً الحد الأدنى من رياضة خفيفة (المشي، مثلاً). فتنشيط الدورة الدموية خير مضاد لتموضع الماء في القدمين.
* لماذا تنتفخ القدمان في الطائرة:
أثناء رحلة طويلة بالطائرة، يخلع المسافر أحياناً حذاءه للإسترخاء، وبعد الهبوط، حين يحاول لبسه مجدداً، يجد صعوبة، فيتساءل: "هل صغر حذائي أثناء الرحلة، أم أن قدمي كبرتا؟" الشق الثاني هو الصحيح. فالأحذية لا تنكمش في الجو مثلما تنكمش الملابس في الغسيل. فلماذا إذن تتورم القدمان أثناء الطيران؟ هل بسبب الضغط العالي في الأعالي؟ أم كرد فعل على سرعة الطائرة؟
لا هذا ولا ذاك. فبحسب الأطباء، تنتفخ قدما الراكب جراء وضعية جلوسه. إذ يظل ساكناً لمدة طويلة، بينما المقعد مصمم بحيث تكون الساقان عموديتين على أرضية الطائرة، بزاوية قائمة مع الفخذين. وهذه عوامل تَعوق سَرَيان الدم، الذي يهبط إلى أسفل بفعل الجاذبية، ويستقر في أوعية القدمين الدموية، رافعاً حجميهما.
والحل الوحيد: المشي لتنشيط الدورة الدموية. لكن، لا تقدِّم شركات الطيران حلبات ركض أو متنزهات على متن طائراتها. لذا، ينبغي الإكتفاء ببضع خطوات من وقت إلى آخر في الممر الضيق. وقد يقول قائل إن وضعية الجلوس نفسها تحصل في السينما أيضاً، فلماذا لا تنتفخ القدمان هناك. والجواب: الفرق في مدة الجلوس. فمَن يشاهد فيلماً يستغرق 15 ساعة؟ بينما
تدوم بعض الرحلات مثل تلك المدة، وربّما أكثر