تعتبر زيارة القبور من الأمور المهمة في الدين الإسلامي، حيث اختلف الفقهاء في الأفعال التي يجب القيام بها عند زيارة القبور، ومن بين الأحكام التي حدث فيها اختلاف هو حكم وضع اليد على القبر فهو يعتبر من الأفعال التي حولها جدال كبير بين الفقهاء والعلماء، حيث يرى البعض أن هذا الفعل يعبر عن الاحترام والتواصل مع المتوفى، بينما يرى البعض الآخر أنه نوع من أنواع البدع، ولذلك سوف نسلط الضوء على هذا الحكم بالاعتماد على الأحاديث النبوية وآراء الفقهاء المعتمدين.
حكم وضع اليد على القبر
كما جاء في بعض الروايات؛ فإنه يُستحب وضع اليد على القبر في أي مكان عليه بشرط أن يكون واضع اليد مستقبلًا للقبلة وذلك يكون فقط بعد دفن الميت.
كما ورد أيضًا أنه يُستحب غمز الكف في تراب القبر وتفريج الأصابع وذلك بعد رشه بالماء بعد دفن الميت.
الرواية الأولى/ نضح القبر بالماء بعد الدفن ووضع اليد عند رأسه
عن زرارة رضي الله عنه أنه قال: إن أبي عبد الله قال: "إذا فرغت من القبر فانضحه ثم ضع يدك عند رأسه وتغمز كفك عليه بعد النضح".
وفي رواية أخرى عن زرارة عن أبي جعفر أنه قال: "وإذا حُثي عليه التراب وسُوِّي قبره؛ فضع كفك على قبره عند رأسه؛ وفرِّج أصابعك واغْمز كفك عليه بعد ما يُنضحُ بالماء".
وأيضًا عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله رضي الله عنهما؛ أنه سأله عن موضع الرجل يده على القبر، فقال له: "صنعه رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابنه بعد النضح"، قال عبد الرحمن وسألته أيضًا كيف أضع يدي على قبور المسلمين؟ فكان الجواب أنه أشار بيده إلى الأرض ووضعها عليها ثم رفعها وهو مقابل القبلة.
ولا تدل هذه الرواية على وجوب هذا الفعل؛ ولكنه يحدث فقط بعد الدفن و النضح على القبر بالماء، فذلك ما دلت عليه الرواية من فعل النبي صلى الله عليه وسلم على قبر ابنه إبراهيم.
الرواية الثانية/ وضع اليد على القبر والدعاء لصاحب القبر
وذلك في رواية محمد بن مسلم أنه قال كنت مع أبي جعفر رضي الله عنه في جنازة أحد أصحابنا، فلما دفنوه؛ قام أبو جعفر إلى قبره فحثا عليه بكفه مما يلي رأسه ثلاثًا، ثم بسط كفه على القبر وقال: "اللهم جافِ الأرض عن جنبيه وأَصْعِد إليك روحه ولَقِّه منك رضوانًا وأَسْكِن قبره من رحمتك ما تغنيه به عن رحمة من سواك" ثم مضى.
الرواية الثالثة/ لمن لم يدرك الصلاة على المتوفى
وهي رواية محمد بن إسحاق حيث إنه قال لأبي الحسن الرضا: "شيء يصنعه الناس عندنا فهم يضعون أيديهم على القبر إذا دُفن الميت"؛ فقال له: "إنما ذلك لمن لم يدرك الصلاة عليه فأما من أدرك الصلاة فلا".
رأي دار الإفتاء في حكم وضع اليد على القبر
حينما سأل أحد الأشخاص عن حكم وضع اليد على القبر؛ كان الرد من دار الإفتاء إنها قالت أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن المشي على القبر، أو الجلوس عليه، أو الاتكاء عليه، وذلك احترامًا لحرمة المتوفى واحترامًا لكرامته، لأن حرمة المتوفى كحرمة الشخص الحي.
وذلك كما جاء في الحديث التالي: عن أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لئن يجلس أحدُكم على جمرة فتُحْرَق ثيابَه فَتَخْلُص إلى جِلدِه؛ خيرٌ له مِن أَن يَجلِس علِى قَبر" صحيح مسلم
وأيضًا عن عقبة بن عامر الجُهني رضي الله عنه قال: "لئن أمشي على جمرةٍ أو سيفٍ، أو أَخْصِف نعلي برجلي أَحَب إليَّ مِن أَن أَمشِي عن قبر مسلم، وما أبالي أَوَسَط القبور قَضيتُ حَاجَتي أو وسط السوق" أخرجه ابن ماجه
وكذلك عن عمارة بن حزم رضي الله عنه قال: "رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسًا على قبر -وفي رواية أخرى متكئًا على قبر- فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "أَنْزِلْ من القبر لا تؤذِ صاحب القبر ولا يؤذيك" أخرجه الإمام أحمد
رأي الفقهاء في حكم وضع اليد على القبر
وعليه فقد اختلف الفقهاء على تفسير هذا النهي الموجه من النبي صلى الله عليه وسلم؛ وكان الاختلاف كالتالي:
الحنابلة والشافعية والحنفية وأيضًا جماعة من السلف مثل إبراهيم النخعي، مكحول الهذلي، محمد بن سيرين، والحسن البصري أنهم قالوا أن النهي مكروه على العموم سواء كان المشي أو الجلوس على القبر، لما فيه من الاستخفاف بالمتوفى وعدم الحفاظ على حرمته.
بينما رأى جانب آخر من الفقهاء وهم المالكية وبعض متأخري الحنفية أن النهي فقط يكون عن الجلوس لقضاء الحاجة، بينما يجوز المرور أو الجلوس على القبر فيما عدا ذلك، واستدلوا على ذلك بما ورد عن جلوس بعض الصحابة على القدر مثل سيدنا علي بن أبي طالب وعبد الله بن عمر بن الخطاب وزيد بن ثابت رضي الله عنهم جميعًا.
ما هو حكم وضع علامة على القبر أو الكتابة عليه؟
نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الكتابة على القبر أو البناء عليه سواء كان مسجدًا أو قبة، بل يُرفع القبر قدر شبر تقريبًا ويُترك على حاله لكي يُعرف أنه قبر، لأن هذا من أسباب الغلو.
بينما وضع علامة على القبر فهو أمر جائز، كوضع حجر خاص أو قطعة حديد أو لوح فيه كتابة، وذلك لتعليم القبر، فقد علَّم النبي صلى الله عليه وسلم على قبر سيدنا عثمان بن مظعون رضي الله عنه.
ما هو حكم رفع اليد أثناء المرور بالقبور والتسليم على أهلها؟
ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن التسليم على أهالي القبور هو سنة ثابتة، حيث إنه صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا دخل على القبور: "السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون أسأل الله لنا ولكم العافية، اللهم لا تحرمنا أجرهم ولا تفتنا بعدهم واغفر لنا ولهم، يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين".
إذًا يُستدل من ذلك على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُسلِم فقط على أهل القبور؛ ولكنه لا يرفع يده للسلام.
ولكن قد ذُكر أنه؛ سُئل الشيخ ابن باز عن جواز رفع اليدين أثناء الدعاء للميت؛ فأجاب أنه جاء في الأحاديث النبوية أن النبي صلى الله عليه وسلم رفع يديه لما زار القبور ودعا لأهلها، وذلك في الحديث الشريف الثابت عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم زار القبور ودعا لهم ورفع يديه أثناء الدعاء. أخرجه مسلم
وفي الختام؛ فإننا قد تعرفنا على الآراء المختلفة في حكم وضع اليد على القبر، وكذلك بعض الأفعال الأخرى التي قد تحدث أثناء زيارة القبور مثل الكتابة عليها أو وضع علامة عليها، ولذلك فإنه يجب الرجوع إلى المصادر الموثوقة في الأحاديث النبوية، وأيضًا آراء الفقهاء والعلماء لتحديد أهم الأفعال والممارسات الصحيحة عند زيارة القبور، مع مراعاة الحفاظ على حرمة المتوفى واحترام تعاليم الدين الإسلامي.
حكم وضع اليد على القبر
كما جاء في بعض الروايات؛ فإنه يُستحب وضع اليد على القبر في أي مكان عليه بشرط أن يكون واضع اليد مستقبلًا للقبلة وذلك يكون فقط بعد دفن الميت.
كما ورد أيضًا أنه يُستحب غمز الكف في تراب القبر وتفريج الأصابع وذلك بعد رشه بالماء بعد دفن الميت.
الرواية الأولى/ نضح القبر بالماء بعد الدفن ووضع اليد عند رأسه
عن زرارة رضي الله عنه أنه قال: إن أبي عبد الله قال: "إذا فرغت من القبر فانضحه ثم ضع يدك عند رأسه وتغمز كفك عليه بعد النضح".
وفي رواية أخرى عن زرارة عن أبي جعفر أنه قال: "وإذا حُثي عليه التراب وسُوِّي قبره؛ فضع كفك على قبره عند رأسه؛ وفرِّج أصابعك واغْمز كفك عليه بعد ما يُنضحُ بالماء".
وأيضًا عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله رضي الله عنهما؛ أنه سأله عن موضع الرجل يده على القبر، فقال له: "صنعه رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابنه بعد النضح"، قال عبد الرحمن وسألته أيضًا كيف أضع يدي على قبور المسلمين؟ فكان الجواب أنه أشار بيده إلى الأرض ووضعها عليها ثم رفعها وهو مقابل القبلة.
ولا تدل هذه الرواية على وجوب هذا الفعل؛ ولكنه يحدث فقط بعد الدفن و النضح على القبر بالماء، فذلك ما دلت عليه الرواية من فعل النبي صلى الله عليه وسلم على قبر ابنه إبراهيم.
الرواية الثانية/ وضع اليد على القبر والدعاء لصاحب القبر
وذلك في رواية محمد بن مسلم أنه قال كنت مع أبي جعفر رضي الله عنه في جنازة أحد أصحابنا، فلما دفنوه؛ قام أبو جعفر إلى قبره فحثا عليه بكفه مما يلي رأسه ثلاثًا، ثم بسط كفه على القبر وقال: "اللهم جافِ الأرض عن جنبيه وأَصْعِد إليك روحه ولَقِّه منك رضوانًا وأَسْكِن قبره من رحمتك ما تغنيه به عن رحمة من سواك" ثم مضى.
الرواية الثالثة/ لمن لم يدرك الصلاة على المتوفى
وهي رواية محمد بن إسحاق حيث إنه قال لأبي الحسن الرضا: "شيء يصنعه الناس عندنا فهم يضعون أيديهم على القبر إذا دُفن الميت"؛ فقال له: "إنما ذلك لمن لم يدرك الصلاة عليه فأما من أدرك الصلاة فلا".
رأي دار الإفتاء في حكم وضع اليد على القبر
حينما سأل أحد الأشخاص عن حكم وضع اليد على القبر؛ كان الرد من دار الإفتاء إنها قالت أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن المشي على القبر، أو الجلوس عليه، أو الاتكاء عليه، وذلك احترامًا لحرمة المتوفى واحترامًا لكرامته، لأن حرمة المتوفى كحرمة الشخص الحي.
وذلك كما جاء في الحديث التالي: عن أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لئن يجلس أحدُكم على جمرة فتُحْرَق ثيابَه فَتَخْلُص إلى جِلدِه؛ خيرٌ له مِن أَن يَجلِس علِى قَبر" صحيح مسلم
وأيضًا عن عقبة بن عامر الجُهني رضي الله عنه قال: "لئن أمشي على جمرةٍ أو سيفٍ، أو أَخْصِف نعلي برجلي أَحَب إليَّ مِن أَن أَمشِي عن قبر مسلم، وما أبالي أَوَسَط القبور قَضيتُ حَاجَتي أو وسط السوق" أخرجه ابن ماجه
وكذلك عن عمارة بن حزم رضي الله عنه قال: "رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسًا على قبر -وفي رواية أخرى متكئًا على قبر- فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "أَنْزِلْ من القبر لا تؤذِ صاحب القبر ولا يؤذيك" أخرجه الإمام أحمد
رأي الفقهاء في حكم وضع اليد على القبر
وعليه فقد اختلف الفقهاء على تفسير هذا النهي الموجه من النبي صلى الله عليه وسلم؛ وكان الاختلاف كالتالي:
الحنابلة والشافعية والحنفية وأيضًا جماعة من السلف مثل إبراهيم النخعي، مكحول الهذلي، محمد بن سيرين، والحسن البصري أنهم قالوا أن النهي مكروه على العموم سواء كان المشي أو الجلوس على القبر، لما فيه من الاستخفاف بالمتوفى وعدم الحفاظ على حرمته.
بينما رأى جانب آخر من الفقهاء وهم المالكية وبعض متأخري الحنفية أن النهي فقط يكون عن الجلوس لقضاء الحاجة، بينما يجوز المرور أو الجلوس على القبر فيما عدا ذلك، واستدلوا على ذلك بما ورد عن جلوس بعض الصحابة على القدر مثل سيدنا علي بن أبي طالب وعبد الله بن عمر بن الخطاب وزيد بن ثابت رضي الله عنهم جميعًا.
ما هو حكم وضع علامة على القبر أو الكتابة عليه؟
نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الكتابة على القبر أو البناء عليه سواء كان مسجدًا أو قبة، بل يُرفع القبر قدر شبر تقريبًا ويُترك على حاله لكي يُعرف أنه قبر، لأن هذا من أسباب الغلو.
بينما وضع علامة على القبر فهو أمر جائز، كوضع حجر خاص أو قطعة حديد أو لوح فيه كتابة، وذلك لتعليم القبر، فقد علَّم النبي صلى الله عليه وسلم على قبر سيدنا عثمان بن مظعون رضي الله عنه.
ما هو حكم رفع اليد أثناء المرور بالقبور والتسليم على أهلها؟
ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن التسليم على أهالي القبور هو سنة ثابتة، حيث إنه صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا دخل على القبور: "السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون أسأل الله لنا ولكم العافية، اللهم لا تحرمنا أجرهم ولا تفتنا بعدهم واغفر لنا ولهم، يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين".
إذًا يُستدل من ذلك على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُسلِم فقط على أهل القبور؛ ولكنه لا يرفع يده للسلام.
ولكن قد ذُكر أنه؛ سُئل الشيخ ابن باز عن جواز رفع اليدين أثناء الدعاء للميت؛ فأجاب أنه جاء في الأحاديث النبوية أن النبي صلى الله عليه وسلم رفع يديه لما زار القبور ودعا لأهلها، وذلك في الحديث الشريف الثابت عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم زار القبور ودعا لهم ورفع يديه أثناء الدعاء. أخرجه مسلم
وفي الختام؛ فإننا قد تعرفنا على الآراء المختلفة في حكم وضع اليد على القبر، وكذلك بعض الأفعال الأخرى التي قد تحدث أثناء زيارة القبور مثل الكتابة عليها أو وضع علامة عليها، ولذلك فإنه يجب الرجوع إلى المصادر الموثوقة في الأحاديث النبوية، وأيضًا آراء الفقهاء والعلماء لتحديد أهم الأفعال والممارسات الصحيحة عند زيارة القبور، مع مراعاة الحفاظ على حرمة المتوفى واحترام تعاليم الدين الإسلامي.