إذا رأيت نفسك تتطلع لنعمة رزقها الله غيرك
إذا رأيت نفسك تتطلع لنعمة رزقها الله غيرك .. ووجدت أنها بدأت تضجروتتسخط
فقل لها:
" إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ"
بعض النفوس المريضة تستكثر الخير والنعمةوالفضل إذا أتاه الله أناسًا ترى -هذه النفوس المريضة- أنهم دونهم بمقاييسالدنيا.
مثلا ..
رجل غني جدًا حُرم من نعمةالانجاب رأى فلانا الفقير رُزق بالذرية .. فيحزن!
بنت جميلة جدًا تجد أنفلانة الأقل منها جمالا سبقتها بالزواج ..فتكتئب!
شاب يحمل مؤهل عالي وشهادات كثيرة و لم يوفّق في وظيفة
رأى فلانا الأقل منه في كل شئسبقه وترقى ..فيضجرويسخط!
فنقول لهم جميعًا
" إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَـــــــاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ"
وتعالوا معنا في رحلة مع آية وما عرض من معانيهاولطائفها في كتب التفاسير
قال تعالى:
"
زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواالحَيَاةُ الدُّنياوَيَسخَرُونَ مِنَ
الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ اتَّقَوا فَوقَهُم يَومَ
القِيَامَةِوَاللّهُ يَرزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيرِحِسَابٍ "
[البقرة : 212]
" وَاللّهُ يَرزُقُ مَن يَشَآءُ"
جاء فيتفسير ابن عثيمين:
كل فعل علقه الله بالمشيئة فإنه مقرون بالحكمة
ودليله قول الله تعالى:
{وما تشاءون إلا أن يشاءاللهإن الله كان عليماًحكيماً} [الإنسان: 3]
فدل هذا على أن مشيئته مقرونةبالحكمة
وأما دليل العقل فلأن الله سبحانه وتعالى سمى نفسه بأنه«حكيم» ؛ والحكيم لا يصدر منه شيء إلا وهوموافق للحكمة.
فهل وصل لك هذاالمعنى؟؟
أن تأخير الرزق عنك .. أو وصول الرزق لك أو لغيرك مقرون بحكمة .. بانت لك أو لم تبن .. لكن هناك حكمة وقد يتأخر بيانها.
فمن الناس من يصلحه ويصلح حاله معالله أن يرزقه الله بالمال
ومن الناس من يفسده ويفسد حاله مع الله أن يبتلهالله بالمال
فرزق الله الأول .. لحكمة!
و أخّر أو منع الرزق عن الآخر .. لحكمة!
" وَاللّهُ يَرزُقُ مَن يَشَآءُبِغَيرِ حِسَابٍ"
جاءتتفاسير كثيرة في معنى "بغيرحساب"
وسبحان الله كل معنى منهم يظهر عظمة الله الكريم وكمال صفاته جل جلاله بما يثير العجب!
والتفاسير تدور حول 4معاني:
(1)
جاء فيتفسير الطبري:
القول في تأويل قوله تعالى :
وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ
قال
أبو جعفر: ويعني بذلك: والله يعطي الذين اتقوا يوم القيامة من نعمه
وكراماته وجزيل عطاياه،بغيرمحاسبةمنه لهم على ما منّ به عليهم من كرامته.
يعني..
عطاء بغيرحساب
لن يخصم منهم أنه تفضل عليهم من قبل بتوفيقه لهم في الدنيا ولن يحاسبهم على ما من عليهم من نعمه وأفضاله.
وفي موضع آخر من تفسير الطبري:
"بغير حسابٍ" بغير تقدير لكثرته أو تفضلاًبغير محاسبةومجازاة على عمل بحسبالاستحقاق.
بمعنى..
أنه سيعطيك بكرم حتى أنه لن يحاسبك هل عملك كان يستحق كل هذا الكرم أم لا.
(2)
من تفسيرالطبري:
وقيل : إن قوله : " بغير حساب " صفة لرزق الله تعالىكيف يصرف , إذ هو جلت قدرته لا ينفق بعد ,ففضله كله بغير حساب , والذي بحساب ما كان على عمل قدمه العبد , قال الله تعالى : " جزاءمن ربك عطاء حسابا "
[ النبأ : 36 ] .
(3)
من تفسيرالسعدي:
وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ
أي: من غير حسبان من العبد ولاكسب، قالتعالى:
{ومن يتق الله يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب}
يعني..
الرزق سيأتي للعبد من حيث لا يحتسب ومن حيث لا يتخيل .. سيأتيه بدون سعي منه وبدون كسب
لماذا ؟.. لأنه اتقىالله!
(4)
جاء فيتفسير القرطبي:
وجعل رزقهم بغير حساب من حيث هودائم لا يتناهى , فهو لا ينعد .
يعني هذا.ه وصف آخر للرزق بأنه دائم ولا ينحصر لا يمكن تقديرهولا عده
وهو ماأيده تفسير ابن عثيمين:
ومن فوائدالآية: كثرة رزق الله
عزّ وجلّ؛ لقوله تعالى: {بغير حساب } بمعنى أنه يعطي عطاءً لا يبلغه
الحساب، كما قال تعالى: {والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم} [البقرة:
261] .
* * * * * * * * *
هناك معنىلطيف جدا في تفسير الطبري
يقول أن في قوله: " يرزق من يشاء بغيرحساب " مدح لله عز وجل ..
المعنى
الذي فيه من المدح، الخبرُ عن أنه غير خائف نفادَ خزائنه، فيحتاجإلى حساب
ما يخرج منها، إذ كان الحساب من المعطي إنما يكون ليعلم قَدْر العطاء الذي
يخرج من ملكه إلى غيره، لئلا يتجاوز في عطاياه إلى ما يُجحف به،فربنا تبارك
وتعالى غيرُ خائف نفادَ خزائنه، ولا انتقاصَ شيء منملكه، بعطائه ما يعطي
عبادَه، فيحتاج إلى حساب ما يعطي، وإحصاء ما يبقي. فذلك المعنى الذي في
قوله: " والله يرزق من يشاء بغير حساب"
سبحان الله الكريم!
إذا رأيت نفسك تتطلع لنعمة رزقها الله غيرك .. ووجدت أنها بدأت تضجروتتسخط
فقل لها:
" إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ"
بعض النفوس المريضة تستكثر الخير والنعمةوالفضل إذا أتاه الله أناسًا ترى -هذه النفوس المريضة- أنهم دونهم بمقاييسالدنيا.
مثلا ..
رجل غني جدًا حُرم من نعمةالانجاب رأى فلانا الفقير رُزق بالذرية .. فيحزن!
بنت جميلة جدًا تجد أنفلانة الأقل منها جمالا سبقتها بالزواج ..فتكتئب!
شاب يحمل مؤهل عالي وشهادات كثيرة و لم يوفّق في وظيفة
رأى فلانا الأقل منه في كل شئسبقه وترقى ..فيضجرويسخط!
فنقول لهم جميعًا
" إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَـــــــاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ"
وتعالوا معنا في رحلة مع آية وما عرض من معانيهاولطائفها في كتب التفاسير
قال تعالى:
"
زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواالحَيَاةُ الدُّنياوَيَسخَرُونَ مِنَ
الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ اتَّقَوا فَوقَهُم يَومَ
القِيَامَةِوَاللّهُ يَرزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيرِحِسَابٍ "
[البقرة : 212]
" وَاللّهُ يَرزُقُ مَن يَشَآءُ"
جاء فيتفسير ابن عثيمين:
كل فعل علقه الله بالمشيئة فإنه مقرون بالحكمة
ودليله قول الله تعالى:
{وما تشاءون إلا أن يشاءاللهإن الله كان عليماًحكيماً} [الإنسان: 3]
فدل هذا على أن مشيئته مقرونةبالحكمة
وأما دليل العقل فلأن الله سبحانه وتعالى سمى نفسه بأنه«حكيم» ؛ والحكيم لا يصدر منه شيء إلا وهوموافق للحكمة.
فهل وصل لك هذاالمعنى؟؟
أن تأخير الرزق عنك .. أو وصول الرزق لك أو لغيرك مقرون بحكمة .. بانت لك أو لم تبن .. لكن هناك حكمة وقد يتأخر بيانها.
فمن الناس من يصلحه ويصلح حاله معالله أن يرزقه الله بالمال
ومن الناس من يفسده ويفسد حاله مع الله أن يبتلهالله بالمال
فرزق الله الأول .. لحكمة!
و أخّر أو منع الرزق عن الآخر .. لحكمة!
" وَاللّهُ يَرزُقُ مَن يَشَآءُبِغَيرِ حِسَابٍ"
جاءتتفاسير كثيرة في معنى "بغيرحساب"
وسبحان الله كل معنى منهم يظهر عظمة الله الكريم وكمال صفاته جل جلاله بما يثير العجب!
والتفاسير تدور حول 4معاني:
(1)
جاء فيتفسير الطبري:
القول في تأويل قوله تعالى :
وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ
قال
أبو جعفر: ويعني بذلك: والله يعطي الذين اتقوا يوم القيامة من نعمه
وكراماته وجزيل عطاياه،بغيرمحاسبةمنه لهم على ما منّ به عليهم من كرامته.
يعني..
عطاء بغيرحساب
لن يخصم منهم أنه تفضل عليهم من قبل بتوفيقه لهم في الدنيا ولن يحاسبهم على ما من عليهم من نعمه وأفضاله.
وفي موضع آخر من تفسير الطبري:
"بغير حسابٍ" بغير تقدير لكثرته أو تفضلاًبغير محاسبةومجازاة على عمل بحسبالاستحقاق.
بمعنى..
أنه سيعطيك بكرم حتى أنه لن يحاسبك هل عملك كان يستحق كل هذا الكرم أم لا.
(2)
من تفسيرالطبري:
وقيل : إن قوله : " بغير حساب " صفة لرزق الله تعالىكيف يصرف , إذ هو جلت قدرته لا ينفق بعد ,ففضله كله بغير حساب , والذي بحساب ما كان على عمل قدمه العبد , قال الله تعالى : " جزاءمن ربك عطاء حسابا "
[ النبأ : 36 ] .
(3)
من تفسيرالسعدي:
وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ
أي: من غير حسبان من العبد ولاكسب، قالتعالى:
{ومن يتق الله يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب}
يعني..
الرزق سيأتي للعبد من حيث لا يحتسب ومن حيث لا يتخيل .. سيأتيه بدون سعي منه وبدون كسب
لماذا ؟.. لأنه اتقىالله!
(4)
جاء فيتفسير القرطبي:
وجعل رزقهم بغير حساب من حيث هودائم لا يتناهى , فهو لا ينعد .
يعني هذا.ه وصف آخر للرزق بأنه دائم ولا ينحصر لا يمكن تقديرهولا عده
وهو ماأيده تفسير ابن عثيمين:
ومن فوائدالآية: كثرة رزق الله
عزّ وجلّ؛ لقوله تعالى: {بغير حساب } بمعنى أنه يعطي عطاءً لا يبلغه
الحساب، كما قال تعالى: {والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم} [البقرة:
261] .
* * * * * * * * *
هناك معنىلطيف جدا في تفسير الطبري
يقول أن في قوله: " يرزق من يشاء بغيرحساب " مدح لله عز وجل ..
المعنى
الذي فيه من المدح، الخبرُ عن أنه غير خائف نفادَ خزائنه، فيحتاجإلى حساب
ما يخرج منها، إذ كان الحساب من المعطي إنما يكون ليعلم قَدْر العطاء الذي
يخرج من ملكه إلى غيره، لئلا يتجاوز في عطاياه إلى ما يُجحف به،فربنا تبارك
وتعالى غيرُ خائف نفادَ خزائنه، ولا انتقاصَ شيء منملكه، بعطائه ما يعطي
عبادَه، فيحتاج إلى حساب ما يعطي، وإحصاء ما يبقي. فذلك المعنى الذي في
قوله: " والله يرزق من يشاء بغير حساب"
سبحان الله الكريم!