السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
تفضلوا إخوتي هذه القصيدة بعنوان :
" هل بعد هذا الموت من أوبة "
لكاتبها :
" عثمان قدري مكانسي "
يقول فيها :
هل بعد هذا العيش من عيشٍ *** أو بعد هذا الموت من أوبه
أوَ بعد طيِّ في الثرى زمناً *** هل يا ترى لا بـدّ من هبّـه
أيعـود حـيـاً بعـد رمـّتـه ! *** ويؤوب حقّاً بعد ذي الغيبه
ويشب فوق الأرض منتبهاً *** عُريانَ غُـرلاً قـد سلا ثوبه
يمضي لأرض الحشر مرتعشاً *** خزيانَ يحمل خائفاً ذنْبَـه
يسعى ، ويحمل ما جناه وما *** إن كان أغضب ساهياً- ربّه
ويلاه من غضب المليك إذا *** كـان الفسادُ مرافقـاً دربـه
ويلاه إن ضلّ الطريق وإن *** ذاق الحِمام ولم يحز توبـه
أوْ كان من أهل الهوى فلـه *** في النار من أمثاله صحبه
يهوي بهم في قعرها دهراً *** وعليهـمُ قـد ضُبّـِبَتْ ضبَّـه
********
أما إذا كـان الهُـدى هَـدْيَـه *** والخيُر من بعد الهُدى دأبه
ورضاءُ رب الكون غايتَـه *** والمصطفى من بعده حِبّـَه
وحيـاتـه طهـرٌ ومكرُمـَـةٌ *** وأماطَ عن مستضعفٍ كربه
وألان من خُـلُـقٍ جوانـبَـه *** وحنـا، وأصفى قـومَه حُـبّـَه
وبـقـلبـه تسـري مـودتهـم *** ولنُصحهـم يسعى بلا خَبّـه
وحياتـه تطبيـق شـرعتـه *** يدعو لها باللطف والدربـه
فإذا التـقى الـرحمنَ بـوّأه *** جـنـاتِ عـدنٍ ذُفـرةِ التربه
قيعانها مسك ، وخضرتها *** ملء العيون تُميلُها الرغبة
والحورُ نِعْمَ الحورُ صوّرها *** رب العـبـاد لعـبـده حَـبـّـه
فيها السرور مواكباً سعدَه *** والفضل دفّاقاً جرى صَوْبَه
وإذا المُنى تأتيه عن رَغَبٍ *** ولنَيْـلِ هذا قـد وَرَى زَنْـدَه
ولمثـْل هـذا جـدّ ذو هـمـمٍ *** من جـدّ وافى دائماً قصْدَه
يا فرْحَه إذ صار في خُـلُـدٍ .. *** والخلـدُ مأوى باذلٍ جهـدَه
أتمنى أن تكون قد نالت إعجابكم