ما حكم الصيام في دول الشمال "الإسكندنافية"؛ حيث يمتدّ اليوم بحيث يكون الفرق بين الغروب والفجر في جنوب البلاد حوالي الساعتين، وفي شمال البلاد يمتدّ اليوم إلى 24 ساعة لا تنزل فيها الشمس مطلقا؟
"المُقتَرَحُ لأهل تلك البلاد، أن يسير تقدير الصوم عندهم على مواقيت مكة المكرمة؛ حيث إن الله قد عدها أمّ القرى، والأم هي الأصل، وهي مقصودة دائما؛ ليس في القبلة فقط، بل في تقدير المواقيت إذا اختلّت.
أمّا التقدير بأقرب البلاد، فهو تقدير مضطرب جدا، والقائلون به يشترطون سهولة معرفة الحساب الدقيق لأقرب البلدان اعتدالا من غير مشقّة أو اضطراب في ذلك؛ وذلك كله مُنْتفٍ بالتجربة والممارسة، بل إنه يُدخِلُ المسلمَ في حَيْرَةٍ أشدّ من حيْرتِه الأولى، وهذا ما دعا فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الأسبق الشيخ جاد الحق إلى الميل إلى استبعاده بعد أن ذكره خيارا ثانيا؛ داعيا أهل البلاد التي يطول فيها النهار إلى العمل بمواقيت مكة المكرمة أو المدينة المنورة؛ فقال رحمه الله تعالى: "وقد يتعذّر معرفة الحساب الدقيق لأقرب البلاد اعتدالا إلى النرويج، ومِن ثمّ أميلُ إلى دعوة المسلمين المقيمين في هذه البلاد إلى صوم عدد الساعات التي يصومها المسلمون في مكة أو المدينة، على أن يبدأ الصوم من طلوع الفجر الصادق حسب موقعهم على الأرض، دون نظر أو اعتداد بمقدار ساعات الليل أو النهار، ودون توقّف في الفطر على غروب الشمس أو اختفاء ضوئها بدخول الليل فعلا؛ وذلك اتّباعا لما أخذ به الفقهاء في تقدير وقت الصلاة والصوم، استنباطا من حديث الدجال سالف الذكر، وامتثالا لأوامر الله وإرشاده في القرآن الكريم رحمة بعباده".
وإلى إجازة التقدير بمواقيت مكة المكرمة في صوم أهل البلاد التي يطول نهارها ويقصر ليلها ذهب جماعة من كبار أهل العلم في العصر الحديث إلى يومنا هذا؛ بدءًا مِن أول مَن تولى منصب "مفتي الديار المصرية" فضيلة الأستاذ الإمام الشيخ محمد عبده -رحمه الله- وقد قدّم هذا الرأي في الذكر على غيره وجعله من أقوال الفقهاء في المسألة كما سبق نقلُه عنه، وهذا هو الذي اعتمدته دار الإفتاء المصرية فيما بعدُ؛ بدءا من فضيلة الشيخ الإمام جاد الحق علي جاد الحق، ومرورا بفضيلة الشيخ عبد اللطيف حمزة، وفضيلة الشيخ الإمام الأستاذ الدكتور محمد سيد طنطاوي، وفضيلة الأستاذ الدكتور الشيخ نصر فريد واصل، وانتهاءً بفضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة؛ حيث نصّوا جميعا على ذلك في فتاواهم المذكورة. وهو ما عليه الفتوى لدى جماعة من هيئات الإفتاء الشرعي في العالم؛ كدائرة الإفتاء في عَمّان بالمملكة الأردنية الهاشمية بتوقيع المفتي العام فضيلة الشيخ محمد عبده هاشم، وهذا هو الذي نراه أوفق لمقاصد الشرع الكلية، وأرفق بمصالح الخلق المرعية".
منتديات عرب مسلم | منتدى برامج نت | منتدى عرب مسلم | منتديات برامج نت | منتدى المشاغب | منتدى فتكات | منتديات مثقف دوت كوم | منتديات العرب | إعلانات مبوبة مجانية | إعلانات مجانية |اعلانات مبوبة مجانية | اعلانات مجانية | القرآن الكريم | القرآن الكريم قراءة واستماع | المكتبة الصوتية للقران الكريم mp3 | مكتبة القران الكريم mp3 | ترجمة القرآن | القرآن مع الترجمة | أفضل ترجمة للقرآن الكريم | ترجمة القرآن الكريم | Quran Translation | Quran with Translation | Best Quran Translation | Quran Translation Transliteration | تبادل إعلاني مجاني