مقال
نجم منفجر: إكتشاف سوبرنوفا جديدة
22 يناير 2014
نجمٌ منفجر ظهر فجأةً في سماء الليل، ليحيِّر الفلكيين الذين لم يشاهدوا سوبرنوفا جديدة قريبة إلى نظامنا الشمسي منذ أكثر من 20 عاماً.
خلال الأيام القليلة الماضية، ظَهرت سوبرنوفا كضوءٍ لامع في "ميسيه 82 " المعروفة أيضاً بمجرة سيجار –التي تقع على بعد حوالي 12 مليون سنة ضوئية في كوكبة الدب الأكبر. اُكتشفت هذه السوبرنوفا، التي وصفها الفلكيون بـ ‘‘الكأس المقدسة‘‘ المحتملة للعلماء، للمرة الأولى من قبل طلاب في جامعة لندن كوليدج.
واقعةً بين الدب الأكبر والدب الأصغر، يجب أن يكون من السهل بالنسبة لراصدي السماء في النصف الشمالي من الكرة الأرضية رصد تلك السوبرنوفا، وربّما تكون لامعة بدرجة كافية حتى لتُصبح مرئية بواسطة زوج صغير من المناظير، وفقاً للفلكي Brad Tucker، من الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كاليفورنيا في بيركلي.
عدا خلق هذا المشهد المذهل، ربّما يقدم هذا الحدث الكوني للفلكيين فرصة نادرة لدراسة جسم ربّما يُساعدهم على فهم الطاقة المظلمة.
سوبرنوفا جديدة في السماء
تم رصد السوبرنوفا للمرة الأولى يوم الثلاثاء (21 يناير) في تمام الساعة 7:20 مساءاً بالتوقيت المحلي (19:20 بالتوقيت العالمي) من قبل مجموعة من الطلاب يقودهم Steve Fossey من جامعة لندن كوليدج.
‘‘لقد كانت تجربة سيريالية ومثيرة أن تقوم بالتقاط صور لجسم غير محدد مع ركض Steve حول المرصد ليؤكد النتائج، ‘‘يقول الطالب Guy Pollack في تصريح.
الإنفجار النجمي الوحيد والقريب الذي حصل خلال العقود الثلاث الماضية هو السوبرنوفا 1987A، التي تمّ التقاطها في فبراير من العام 1987 ضمن سحابة ماجلان الكبرى، وهي مجرة قزمة مرافقة لدرب التبانة وتبعد حوالي 168000 سنة ضوئية عن الأرض. أُكتُشِفَ إنفجارٌ نجميٌ آخر منذ 21 عام، وهو 1993J في ميسيه 81، وهو موجود تقريبا عند نفس المسافة التي تتواجد عندها السوبرنوفا الجديدة، وفقا لـ Thierry Montmerle الأمين العام للاتحاد الفلكي الدولي.
‘‘على الرغم من أنّها غير مرئية بالنسبة للعين المجردة، إلا أنها تحظى باهتمام خاص كون ميسيه 82 موجود في مجرة قريبة، ‘‘يقول Montmerle ضمن إيميل أرسله إلى space.com. ويتابع ‘‘العديد من التلسكوبات الموجودة حول العالم تقوم اليوم بأخذ قياسات (منحنيات الضوء والطيف) من أجل تحديد نوع النجم الذي انفجر (‘النجم الأم‘). ‘‘
إن معدل حدوث المستعرات الفائقة في المجرات الغنية بالانفجارات النجمية، مثل M82، في العادة عالٍ جداً ، ‘‘لذلك في جوهره، الحدث غير مفاجئ، ‘‘يشرح Montmerle. ويتابع ‘‘لكنها واحدة من أشد السوبرنوفات قرباً إلينا في العصر الراهن. ‘‘
سوبرنوفا ‘‘الكأس المقدسة‘‘
أكد فلكيون من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا وجود السوبرنوفا وصنفوها على أنها سوبرنوفا شابة ويميل لونها للأحمر وهي من النوع Ia. يُعتقد أن هذا النوع من الأجسام ينشأ ضمن نظام ثنائي حيث يتواجد فيه على الأقل قزم أبيض، أو قلب كثيف وصغير لنجم توقفت فيه التفاعلات النووية. إذا ما قام قزم أبيض بابتلاع كمية كبيرة من كتلة النجم المرافق له، عبارة عن تفاعل نووي يبدأ داخل النجم الميت، ويقود إلى سوبرنوفا.
بسبب الإعتقاد السائد بأنّ المستعرات الفائقة من النوع Ia تُشع بنفس اللمعان عندما تصل إلى ذروتها، فإنّها تُستخدم كـ ‘‘شمعات عيارية‘‘ من أجل قياس المسافات في أرجاء الكون. في الحقيقة، قاد القياس الدقيق للسوبرنوفات Ia إلى الفوز بجائزة نوبل للفيزياء جرّاء الإعتماد عليها في إكتشاف أنّ توسع الكون مُتسارع في الحقيقة.
لكن من أجل تعلُّم المزيد حول سبب هذا التسارع (ما يدعوه العلماء الطاقة المظلمة)، يقول Tucker أنّ الفلكيون يحتاجون إلى المزيد من القياسات الدقيقة.
‘‘المشكلتان الكبيرتان عند استخدام Ia من أجل قياسات المسافة هما: النجوم السلف، أي ما هو النجم الذي انفجر بالفعل، وكيفية تأثير الغبار على هذه القياسات، ‘‘يشرح Tucker في ايميل. ويتابع ‘‘لذلك فإنّ حقيقة أن هذه (السوبرنوفا) هي من النوع Ia وشابة، تعني أنه لدينا فرصة جيدة لإيجاد أدلة عن ذلك الانفجار. ‘‘
التقط تلسكوب هابل الفضائي أيضاً صوراً تفصيلية لمجرة سيجار قبل أن ينفجر النجم، الأمر الذي يعني أن الفلكيين ربما يصبحون قادرين على رؤية النجم بشكل مباشر ضمن المراقبات الماضية، وفقاً لشرح Tucker.
ماذا بعد، هذه سوبرنوفا ‘‘مُحمرة‘‘ وهذا يعني بدوره أنها حدثت في بيئة غبارية.
‘‘من خلال معرفتنا بوجود كمية كبيرة من الغبار، يمكننا تحليل كيفية تأثير الغبار على ألوان السوبرنوفا وبالتالي قياسات المسافات واستخدام هذا الأمر من أجل معايرة السوبرنوفات الأخرى، ‘‘يقول Tucker في ايميل. ويتابع ‘‘باختصار، هذه هي الكأس المقدسة. ‘‘
أكدت الصور القادمة من التلسكوب الروبوتي المتعقب للسوبرنوفات KAIT، الموجود في مرصد ليك في كاليفورنيا، عدم وجود هذا الجسم قبل تاريخ 15 يناير، ما يعني أن عمر السوبرنوفا لا يتجاوز بضعة أيام، وفقاً لـ Tucker.
نجم منفجر: إكتشاف سوبرنوفا جديدة
22 يناير 2014
نجمٌ منفجر ظهر فجأةً في سماء الليل، ليحيِّر الفلكيين الذين لم يشاهدوا سوبرنوفا جديدة قريبة إلى نظامنا الشمسي منذ أكثر من 20 عاماً.
خلال الأيام القليلة الماضية، ظَهرت سوبرنوفا كضوءٍ لامع في "ميسيه 82 " المعروفة أيضاً بمجرة سيجار –التي تقع على بعد حوالي 12 مليون سنة ضوئية في كوكبة الدب الأكبر. اُكتشفت هذه السوبرنوفا، التي وصفها الفلكيون بـ ‘‘الكأس المقدسة‘‘ المحتملة للعلماء، للمرة الأولى من قبل طلاب في جامعة لندن كوليدج.
واقعةً بين الدب الأكبر والدب الأصغر، يجب أن يكون من السهل بالنسبة لراصدي السماء في النصف الشمالي من الكرة الأرضية رصد تلك السوبرنوفا، وربّما تكون لامعة بدرجة كافية حتى لتُصبح مرئية بواسطة زوج صغير من المناظير، وفقاً للفلكي Brad Tucker، من الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كاليفورنيا في بيركلي.
عدا خلق هذا المشهد المذهل، ربّما يقدم هذا الحدث الكوني للفلكيين فرصة نادرة لدراسة جسم ربّما يُساعدهم على فهم الطاقة المظلمة.
سوبرنوفا جديدة في السماء
تم رصد السوبرنوفا للمرة الأولى يوم الثلاثاء (21 يناير) في تمام الساعة 7:20 مساءاً بالتوقيت المحلي (19:20 بالتوقيت العالمي) من قبل مجموعة من الطلاب يقودهم Steve Fossey من جامعة لندن كوليدج.
‘‘لقد كانت تجربة سيريالية ومثيرة أن تقوم بالتقاط صور لجسم غير محدد مع ركض Steve حول المرصد ليؤكد النتائج، ‘‘يقول الطالب Guy Pollack في تصريح.
الإنفجار النجمي الوحيد والقريب الذي حصل خلال العقود الثلاث الماضية هو السوبرنوفا 1987A، التي تمّ التقاطها في فبراير من العام 1987 ضمن سحابة ماجلان الكبرى، وهي مجرة قزمة مرافقة لدرب التبانة وتبعد حوالي 168000 سنة ضوئية عن الأرض. أُكتُشِفَ إنفجارٌ نجميٌ آخر منذ 21 عام، وهو 1993J في ميسيه 81، وهو موجود تقريبا عند نفس المسافة التي تتواجد عندها السوبرنوفا الجديدة، وفقا لـ Thierry Montmerle الأمين العام للاتحاد الفلكي الدولي.
‘‘على الرغم من أنّها غير مرئية بالنسبة للعين المجردة، إلا أنها تحظى باهتمام خاص كون ميسيه 82 موجود في مجرة قريبة، ‘‘يقول Montmerle ضمن إيميل أرسله إلى space.com. ويتابع ‘‘العديد من التلسكوبات الموجودة حول العالم تقوم اليوم بأخذ قياسات (منحنيات الضوء والطيف) من أجل تحديد نوع النجم الذي انفجر (‘النجم الأم‘). ‘‘
إن معدل حدوث المستعرات الفائقة في المجرات الغنية بالانفجارات النجمية، مثل M82، في العادة عالٍ جداً ، ‘‘لذلك في جوهره، الحدث غير مفاجئ، ‘‘يشرح Montmerle. ويتابع ‘‘لكنها واحدة من أشد السوبرنوفات قرباً إلينا في العصر الراهن. ‘‘
سوبرنوفا ‘‘الكأس المقدسة‘‘
أكد فلكيون من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا وجود السوبرنوفا وصنفوها على أنها سوبرنوفا شابة ويميل لونها للأحمر وهي من النوع Ia. يُعتقد أن هذا النوع من الأجسام ينشأ ضمن نظام ثنائي حيث يتواجد فيه على الأقل قزم أبيض، أو قلب كثيف وصغير لنجم توقفت فيه التفاعلات النووية. إذا ما قام قزم أبيض بابتلاع كمية كبيرة من كتلة النجم المرافق له، عبارة عن تفاعل نووي يبدأ داخل النجم الميت، ويقود إلى سوبرنوفا.
بسبب الإعتقاد السائد بأنّ المستعرات الفائقة من النوع Ia تُشع بنفس اللمعان عندما تصل إلى ذروتها، فإنّها تُستخدم كـ ‘‘شمعات عيارية‘‘ من أجل قياس المسافات في أرجاء الكون. في الحقيقة، قاد القياس الدقيق للسوبرنوفات Ia إلى الفوز بجائزة نوبل للفيزياء جرّاء الإعتماد عليها في إكتشاف أنّ توسع الكون مُتسارع في الحقيقة.
لكن من أجل تعلُّم المزيد حول سبب هذا التسارع (ما يدعوه العلماء الطاقة المظلمة)، يقول Tucker أنّ الفلكيون يحتاجون إلى المزيد من القياسات الدقيقة.
‘‘المشكلتان الكبيرتان عند استخدام Ia من أجل قياسات المسافة هما: النجوم السلف، أي ما هو النجم الذي انفجر بالفعل، وكيفية تأثير الغبار على هذه القياسات، ‘‘يشرح Tucker في ايميل. ويتابع ‘‘لذلك فإنّ حقيقة أن هذه (السوبرنوفا) هي من النوع Ia وشابة، تعني أنه لدينا فرصة جيدة لإيجاد أدلة عن ذلك الانفجار. ‘‘
التقط تلسكوب هابل الفضائي أيضاً صوراً تفصيلية لمجرة سيجار قبل أن ينفجر النجم، الأمر الذي يعني أن الفلكيين ربما يصبحون قادرين على رؤية النجم بشكل مباشر ضمن المراقبات الماضية، وفقاً لشرح Tucker.
ماذا بعد، هذه سوبرنوفا ‘‘مُحمرة‘‘ وهذا يعني بدوره أنها حدثت في بيئة غبارية.
‘‘من خلال معرفتنا بوجود كمية كبيرة من الغبار، يمكننا تحليل كيفية تأثير الغبار على ألوان السوبرنوفا وبالتالي قياسات المسافات واستخدام هذا الأمر من أجل معايرة السوبرنوفات الأخرى، ‘‘يقول Tucker في ايميل. ويتابع ‘‘باختصار، هذه هي الكأس المقدسة. ‘‘
أكدت الصور القادمة من التلسكوب الروبوتي المتعقب للسوبرنوفات KAIT، الموجود في مرصد ليك في كاليفورنيا، عدم وجود هذا الجسم قبل تاريخ 15 يناير، ما يعني أن عمر السوبرنوفا لا يتجاوز بضعة أيام، وفقاً لـ Tucker.