الفايكينج قصة وتاريخ







نستعرض في هذه الحلقة قصة وتاريخ حضارة الفايكنج التي قامت وسادت ثم بادت نتعرف على تاريخهم وننظر في آثارهم فنرى جحودهم وطغيانهم وفسادهم وانصرافهم عن عبادة الواحد الأحد إلى أن حل بهم أليم عقابه فأبادهم وفي هذا عبرة لأولي النهى وأولي الأبصار.
قصة الفايكنج قصة بوليسية علمية عن الغزو والحضارة وقعت منذ ألف عام بسبب تقدم التقنيات العلمية الجديدة استطاع بناءو السفن وعلماء الآثار والمؤرخون وعلماء البيلوجيا تشكيل صورة جديدة عن عالم الفايكنج وذلك من خلال سكينة الفايكنج الطويلة المذكورة في الروايات الأيسلندية والمرسومة على أنصاب القديمة والمنقوشة على حلي مزخرفة وفريدة.
يكشف علم الآثار التجريبي انطلاقًا من أنهر روسيا إلى جبال جرين لاند الجليدية قصة الفايكنج وتاريخ حضارتها.
في عام 793 انتشر خبر في أوروبا يتحدث عن خطر جديد قادم من الشمال وهو شعب الفايكنج بدءوا بغزو أوروبا بمراكب خفيفة وسريعة واكتسبوا فيما كانوا يتقدمون سمعة من الوحشية التي لم يسبق لها مثيل.
منذ ذلك الحين ذهب المؤرخين على فرز الوقائع عن الأساطير حصل على أول هجوم مؤرخ لهم في لندسبارم؛ وهي جزيرة صغيرة على ساحل نورفيكلاند.
تصف السجلات الأنجلو ساكسونية المجزرة التي قام بها الفايكنج في لندسبارم.
في هذا العام ظهرت دلائل مروعة فوق لورتبينيليا وأخافت سكانها كثيرًا كانت ومضات استثنائية من البرق كما شوهدت تنانين نارية تطير في السماء.
دمر الوثنيون دار عبادة الله في لندسبارم وسلبوا وذبحوا وقتلوا عددًا من إخوتنا وأغرقوا من أغرقوا في البحر.
هذا الحجر الذي وجد بالقرب من أنقاض سانكسبرج هو نصب تذكاري على التأسيس الوحشي لعصر الفايكنج.
أبحر الفايكنج من اسكندنافيا أكثر من 200 سنة بعد غزو الإندسفارم في عام 793 لفتح واستعمار بقية الجزر البريطانية وإقامة التجارة فيها.
عند حلول عام 1016 كان الملك الدانمركي يحكم إنجلترا كانت سفنه تجوب سواحل أوروبا الغربية والبحر الأبيض المتوسط مرورًا بأنهر روسيا وصولا إلى بلاد الفرس وعبر شمال المحيط الأطلسي إلى جرين لاند وأمريكا الشمالية وهي وجهة تبعد أكثر من ثلاثة آلاف ميل حتى في أوج نفوذهم لم يتجاوز عددهم ثلاثة مائة ألف.
ما تزال معالم التراث الروماني واضحة حتى اليوم لكن عصر الفايكنج بقي أكثر تحييرًا للمؤرخين فهم لم يجدوا امبراطورية متماسكة لهم تتحلى بقيادة مركزية واحدة وعاصفة في الواقع كان الغزاة يندمجون في المجتمع المحلي بعد أجيال قليلة.
عند حلول القرن الثامن وبداية فترة التوسع الفايكنج كانوا قد أصبحوا من الحرفين والتجار الموهوبين يقيمون في مزارع مبعثرة وشكلوا مجتمعًا من الرجال والنساء المستقلين حيث كان يحترم الشاعر كما المحارب ونجد أوصافهم في صورهم وفي زينة عربة الفايكنج تجرها الجياد منقوشة في الحجر.
وصف كاتب في القرن الحادي عشر نموذجًا الرجل الفايكنج كما نجد صورته في قطعة النسيج المزخرفة من القرن الحادي العشر في فرنسا.
يحمل كل منهم سيفًا وفأسًا وخنجرًا وتكسو عباءته نصف جسمه فيما تكون ذراعه الثانية مكشوفة.
يعزز هذه الصورة الحربية وصف أورده كاتب جرماني من القرن الحادي عشر عن طقس يعود للفايكنج.
تطالب تقاليد هذا الشعب بإقامة احتفال جماعي في أوبسالة لا يحق لأحد التغيب عنه لا الملوك ولا الفلاحون يضحى من كل المخلوقات الحية بتسعة ذكور يتم شنق البشر والجياد والكلاب على مجموعة من الأشجار القريبة من الهيكل.
أخبرني أحدهم أنه رأى اثنتين وسبعين جثة مشنوقة جنبا إلى جنب غذت هذه التقارير الصورة الوحشية التي وصفت الفايكنج لكن العلم الحديث يشك ما إذا كان الفايكنج شعبًا أكثر تقدمًا وحضارة يكشف علماء الآثار عن أدلة مذهلة في بقايا قرى الفايكنج السابقة.
في منطقة بحيرة مالرنت تقع فيركا التي كانت في الماضي المركز التجاري الأساسي للفايكنج في السويد.
هنا دفن أرشيف خفي من حضارة الفايكنح عصرًا بعد عصر كصفحات في كتاب.

يبدأ الأمر عندما تستقر عائلة على قطعة أرض وتبني منزلها وتربي قطيعا من الماشية وتحرث حقولها وترزق بأولاد يأتون منزلهم ويحرثون أرضهم ويقضون نحبهم في النهاية ويدفنون في الأرض.
وتندثر آثارهم وتغطي الأشجار المكان إلى أن يصل علماء الآثار بعد آلاف السنين للتنقيب في الأرض مجددًا حفروا خنادق التنقيب ودرسوا على جدرانها شريحة من الطبقات الزمنية هي أشرطة من التربة مختلفة الألوان.
مبان وحقول متحللة للفايكنج يعتلي أحدها الآخر أدواتهم مخزنة في بقايا المنزل حيث كانت في البدء.
انضم العلماء البريطانيون في فيركا إلى فريق وطني لجمع قطع مفصلة من مجتمع الفايكنج.
نرى الفايكنج وهم ذئاب بحر مخيفة بطريقة رومانسية لأننا نملك القليل من الدلائل القاطعة عنهم كانت مبانيهم مصنوعة من الخشب والقش اللذان احترقا أو تحللا.
لكن علماء الآثار المعاصرين يملكون اليوم مجموعة واسعة من التقنيات العلمية يختارون منها ما يساعدهم على إعطائهم المزيد من التفاصيل عن الحياة في الماضي.
قبل بدء التنقيب يعطي الرادار الأرضي صورًا رقمية للشوارع والخنادق ويعرض رسم بياني أحدثه المباني وحجارتها وسماكتها.
عينات أساسية تقدم معلومات مهمة، تسمح الطرق الجديدة في مجال المجهرية المرتكزة على دراسة المتحجرات تسمح لنا بتحديد نوع الأشجار التي استعملت لبناء جدران منازل الفايكنج وسقوفها.
يشير التحليل المجهري إلى اللقاح الموجود في الحبوب إلى نوع الحمية التي كانوا يتبعونها يحتوي هذا الفتات الناتج عن رغيف خبز للفايكنج عمره ألف سنة على تسعة وعشرين نوعًا مختلفًا من الحبوب بما فيها الكتان والشوفان.
ويستعمل علماء الآثار معدات حديثة لمسح الأراضي تعتمد على الأشعة تحت الحمراء ليسجلوا في البعد الثلاثي جميع ميزات الحفر ثم تدخل المعلومات إلى الحاسوب الذي يعطي فيما بعد صورة دقيقة عما عثروا عليه ثم تسجل بشيفرة الخطوط والصور الرقمية تعالج حواسيب الموقع مجموعة متنوعة من المعلومات التي تشمل مواضيع مختلفة وهي تعيد تركيب صور دقيقة التفاصيل انطلاقًا من أثار صغيرة للغاية من أتربة مختلفة اللون ترتفع مجموعة من منازل فيركا عن موقعها الأصلي غير أنها هذه المرة في فضاء الحاسوب.
ينتج عن التفتيش الأثري نموذج بنسبة 1: 30 من مدينة ديركا وقد تم رسمه بتفصيل مدهش يعرض النموذج الذي تبلغ مساحته أربعمائة قدم مربع المنازل وسياجًا دفاعيًّا والمرفأ بالإضافة إلى البحر والمراكب بل والسكان أيضا.
كانت لمنازل فيركا هياكل خشبية وقد ملئت بالأغصان أو الطين نعرف ذلك لأن الحرائق التي قضت على مدن الفايكنج حاولت الطين المانع للتسرب إلى قطع خزفية تغطيها طبقات القش وشجيرات تم الكشف في موقع تنقيب فيركا عن قطع عديدة من قوالب الصب وأحدها يذكرنا بهذه القلادة الفضية الصغيرة التي عثر عليها في قبر في فيركا منذ مائة عام.
هذا هو القالب الأصلي الحقيقي الذي يعود إلى القرن الثامن الذي صبت فيه القلادة الأصلية أصبح عمل الآثار يشبه العمل البوليسي تدل بعض الآثار في معمل الصب على كيفية صنع الحلي المتبعة عندهم.
هذا الخرز الصغير هو مثل جيد على العمل البوليسي المميز في علم الآثار نعرف أنه كان رائجًا في القرن الثامن فقط وهو يدعى خرز الزهور لأنه مصنوع من الزجاج الأسود والأصفر.
غالبًا ما تكون القطعة الصغيرة كهذه لا القطع الذهبية أو الفضية الكبيرة هي التي يستفيد منها علماء الآثار لأن هذه الأشياء كالخرز والأمشاط العظمية يتغير شكلها بطريقة ملحوظة عبر الزمن.
في العصور الأولى للفايكنج كانت الأمشاط مختلفة جدًّا في الشكل عن أمشاط العصور المتوسطة وما بعدها لذا نتمكن من تأريخ جميع الأشياء التي نجدها في التنقيب إلى هذه الأشياء الصغيرة المماثلة.
رغم جمال هذه القطع يدوية الصنع فقد اشتهر الفايكنج بفتوحاتهم عبر البحار أكثر من شهرتهم بمهاراتهم اليدوية ولقد لعبت المصادر الزراعية المتضائلة والضغوط الاجتماعية دورًا في ذلك.
غير أن ما شجعهم على عبور البحار هو بحثهم على الذهب والفضة وكان سلاحهم السري هو المركب الطويل الذي عرفوا به بسبب عيشهم على الساحل صنع الفايكنج مراكب سريعة وخفيفة يسهل التحكم بها وتستطيع الإبحار والرسو في أي مكان وكالقوس الإنجليزية الطويلة التي ظهرت بعدهم بقرون أصبحت مراكب الفايكنج الطويلة محور نجاحهم الحربي .
قام الفايكنج بالغزوات بسبب الذهب والفضة أرادوا الثروة والغنائم التي تعزز مقامهم في ديارهم حتى ينظر إليهم كأغنياء في مجتمعهم وأدركوا خلال تبادلهم التجاري وجود ذهب وفضة يمكن الاستيلاء عليها كما أدركوا وجود أديرة غير محمية فبدءوا بمهاجمتها واستولوا على الآنية الفضية وأغلفة الكتب الممتازة وأخذوها إلى مراكب ورحلوا بها قبل أن يتمكن أي ملك من جمع جيشه من لمحاربتهم.

أغار قراصنة الفايكنج بانتظام على شواطئ أوروبا الغربية ترك أحد الرهبان المقيمين في دير نوارموتيه هذه الوصف لنشاط الفايكنج في فرنسا.
كثرت المراكب ومازال الفايكنج يزدادون عددًا وكأنهم نهر لا ينقطع ترى ضحايا المجازر والنهب في كل مكان.
يقتل الفايكنج كل من يعترض طريقهم ولا أحد يقاومهم نزل أسطول بري هائل نهر السين واستولوا على باريس.
ويقول كاتب غربي معاصر لهم إذا ما خرج واحدهم للقتال هبوا جميعًا وقفوا إلى جانبه يقاتلون صفًّا واحدًا حتى يحققوا النصر.
كانوا يأخذون الجياد على متن سفنهم حتى تزاد ليونة حركتهم على البر غالبًا ما تكون دروعهم وأسلحتهم من تصميم أوروبي وتقنيتهم في استعمال السيف بيد واحدة أعطتهم ميزة كبيرة على أعدائهم أما في اليد الأخرى فكانوا يحملون درعا أو فأسًا حربية خاصة بهم.
أبحر أحد أساطيلهم المكون من 62 مركبًا إلى شواطئ البرتغال وأسبانيا ومنهما لمهاجمة المدن الممتدة على شمال أفريقيا استمروا في القتال حتى وصلوا فرنسا فإيطاليا ثم عادوا إلى إسبانيا حيث أضافوا خطف النبلاء والمطالبة بفدية لاسترجاعهم.
أثناء هذه المرحلة كان الفايكنج يملكون سلاحًا فتاكًا أساسيًّا لحملتهم المذهلة الدامية والمدمرة وهو المركب الطويل كان سريعًا ولينًا تدفعها المجادف أو الأشرعة لكنه كما أنه لم يكن عميقا كي يتمكن من الانسياب في المياه الضحلة لمهاجمة الشواطئ غير المحروسة وكان مزودًا برافدة قص كبيرة وشراع مربع.
في بداية القرن قام علماء الآثار باكتشاف مذهل وهو المركب للفايكنج الأول الذي حفر بطريقة جيدة على ربع قبور ملكية تقع خارج عاصمة النرويج الحالية أسلو.
كشف هذا الأثر معلومات أساسية عن حياة الفايكنج.
حفظت أشياء كثيرة مع الأموات كبقايا عربة تجرها الخيول مع الجوادين المضحى بهما بعد الحفر رفع المركب البالغ طوله خمسة وعشرين مترًا من الهضبة ونقل إلى متحف بني خصيصًا له في أوسلو كان طين الهضبة الرطب قد وفر بيئة ممتازة للحفاظ على المدى الطويل على المركب واكتشف العلماء فنًّا رائعًا لدى الفايكنج.
شكلت المراكب والسفن جزءًا مهمًّا من مجتمع الفايكنج وكانت تستعمل في التجارة والغزو والحروب ويبدو أن مراكب الإسكندنافيين كانت الأفضل في شمالي أوروبا في ذلك الوقت.
كانت قادرة على تغيير مسيرتها في وجه الرياح وهذا أمر مهم إذا كنت تقوم بهجوم على أحد الأديرة وأردت أن تهرب قبل أن يجتمع جيش ضدك فعليك أن تبتعد عن الشاطئ لتغيير وجهة المركب.
بعد المركبين الأولين الذين اكتشفا في أوسلو اكتشفت سفن أخرى في نهر روسكيلدا البحري في الدنمارك في خمسينيات القرن الماضي.
أغرقت خمس سفن عن قصد لصنع سياج تحت الماء أصبحت السفن في متحف روسكيلدا لسفن الفايكنج حيث حدث اكتشاف آخر مذهل في صيف عام 1997 خارج مدخل المتحف فقد وجدت بقايا ثمان سفن أخرى.
ويقوم الغطاسون الآن برفعها من الماء بجهود كبيرة جدًّا.
وهذه إعادة تركيب للسفينة إنها الأطول ويقوم العلماء بدراسة طريقة بناء سفن الفايكنج في روسكيلدا.
وفرت التقنيات الأثرية رؤية مفصلة عن كيفية عمل الفايكنج في بناء سفنهم كانت ألواح المراكب رقيقة وخفيفة الوزن كان جذع الشجرة الكبير يقطع إلى أجزاء كان لوح واحد فقط يقطع من كل جزء.
تبقى ألياف اللوح دون قطع مما يزيد من قوتها كان بناءوا المركب يبدأون بالعارضة الرئيسة والجؤجؤ والكنثل.
ثم يسمرون إليها اللوحين الأولين من قعر المركب ثم يسمر اللوحان الثانيان متداخلين مع اللوحين الأولين وهكذا.
كما ترون في الاختبار بسرعة ست عقد يولد المركب قليلا من الأمواج إنه نمط جيد جدًّا للأمواج على الرغم من زاوية التيار الكبيرة.
ومن المدهش من شراء المربع والعارضة الرئيسة الطويلة مازال المركب يحتفظ بتوازن ممتاز ولا تحتاج إلا للقيل من العمل على الدفات للاحتفاظ بوجهة السير.
استنادًا إلى الدراسات التي أقيمت على سفن الفايكنج تم تشييد خمسين سفينة مماثلة هذا النموذج لسفينة دوكستاد التي اكتشف منذ مائة عام بالاستعانة بعلم تاريخ الأشجار الحديث يوفر خشب المحفوظ جيدًا في سفن الفايكنج الأصلية معلومات جيدة.
في القسم المقطوع من الألواح تشكل مخططات حلقات الأشجار نوعًا من الشيفرة البيولوجية للعصر الذي نمت فيه الشجرة يتشكل المخطط وفقًا للسنوات الجيدة والسيئة في حياة الشجرة البيولوجية.
استنادًا إلى المخططات المتداخلة التي توفرها الجذوع والقطع الخشبية من مختلف العصور استطاع العلماء إحداث سلسلة زمنية من حلقات الأشجار عودةً إلى الوراء في التاريخ.
يمكن بعد ذلك مقارنة أدوات خشبية كأحد الألواح مع مخططات تلك السلسلة وبالتالي تحديد السنة التي قطعت فيها تلك الشجرة تمامًا.
لدينا هنا نموذجان من سفينة الويبيرج لقد قطعتا من ألواح جسم السفينة التي شاهدتموها سابقًا.
وسنحاول تحديد متى قطعت الشجرة التي أخذت منها هذه العينة.
كما ترون هذه الحلقات متقاربة جدًّا علينا أن نكتشف لاحقًا معنى ذلك بالنسبة للمُناخ في تلك المنطقة سنحاول الآن أن نقارن بين تاريخ العينة والمقياس الزمني العادي في النرويج.

ما نراه هنا هو أرقام عشوائية ويمكنكم رؤية تطابق كبير للغاية مما يؤكد أن العينة ناتجة عن شجرة قطعت في عام 819 وهذا يعطينا تاريخ السفينة.
ولكن عند تطبيق سلسلة الحلقات الدانمركية للسفينة الأكبر حجمًا من سفن الروسكيلدا تفاجأ العلماء عندما لم يستطيعوا إيجاد سلسلة مطابقة لها، بدءوا يقارنون بين حلقات بدن السفينة وسلاسل حلقات من بلاد خارج اسكندنافيا وجاءت النتيجة مذهلة.
دهش علماء الآثار لمعرفتهم بأن سلسلة حلقات الأشجار تطابقت تمامًا مع معيار أيرلندا ودابلن.
أثبت أن السفينة قد صنعت هنا في دابلن أيام الفايكنج وهي سفينة حربية أصيلة وهي أطول واحدة وهي الآن في متحف دانماركي بعد أن حدد الدانماركيون هويتها ونحن الأيرلنديون فخورون بذلك.
ذكر التاريخ الأيرلندي قلاعًا للفايكنج في ايرلندا كانت جزءا من إمبراطورية الفايكنج المتوسعة دومًا كانت مدينة أيرلندا الغنية تجذب بقوة الإسكندنافيين المغيرين لقد جعلوها قاعدة لرحلات النهر وتحولت بعد ذلك إلى أسواق للرقيق ثم إلى مدينة دابلن.
جرت أكبر عملية تنقيب عن عصور الفايكنج في أوروبا هنا في دابلن لدينا أفضل الأدلة على تصميم المدينة والممتلكات والحصون والأسوار التي تحيط بالمدن.
من الناحية المدنية لدينا المباني أكثر من 200 منزل تخبرنا عن نوع الهندسة التي كانت رائجة في المدينة آنذاك.
هذه أشياء مسروقة أو سلع عثر عليها في دابلن من عصر الفايكنج هذه البقايا التي تعود إلى ألفي عام مازالت محفوظة جيدًا.
أدوات تستعمل في المنزل صنعت كلها من قطع فردية من الخشب.
ومصغرات سفن الفايكنج التي كانت ألعابًا للأطفال جميعها تدل على استعمار الفايكنج في القرنين التاسع والعاشر لكن الغارات التي كانت تتخطى عمليات القرصنة تحولت إلى بحث عن أرض جديدة.
في اسكندنافيا كانت مستغلة الأراضي بالإجمال وكان لها مالكون إذا أردت أن تقيم مزرعة جديدة كان عليك توسيع أفاقك والنظر إلى ما بعد البحار بمساعدة تقنية السفينة الطويلة استطاع هؤلاء القوم قطع مسافات طويلة وانطلقوا لاستعمار أراض جديدة.
القانون الدنماركي الذي وضع بموجب معاهدة أبرمت بين الملك الفريد والدنمركيين في عام 878 أعطى الفايكنج حق السيطرة على قسم كبير من شرقي انجلترا استقرت مستعمرات أخرى للفايكنج على طول الساحل وفي جزر شيت لاند وبمنطقة أورتني نجد بقايا منازلهم وكنوزهم مبعثرة في جميع أنحاء أورتني.
ترك الفايكنج آثارهم حتى في هذه الغرفة المقبرة غطوا جدرانها بآلاف الأحرف الاستكندنافية والصور والقصص.
ترك الفايكنج آثارًا لغوية غنية كلمات كالسماء وتنورة وأسماء مدن تنتهي بـ (بي) وهي لاحقة تعني مدينة.
عثر على فؤوس الفايكنج الحربية قرب موقع جسر لندن القديم بالإضافة إلى أغراض شخصية منحوتة كهذا المشط العظمي الذي يحمل رأس تنين.
مقبرة الفايكنج هذه التي تعود إلى القرن الحادي عشر تم اكتشافها في عام 1852 وتخبرنا الأحرف المحفورة إلى جانبها بأن واضعي هذه الحجر هما جينا وطوكي.
لقد أدخلوا التجارة مع البلدان البعيدة وفتحوا الأسواق وأوجدوا تجارة أوسع انتشارًا من التي كانت قبلهم أصبح الفايكنج تجار شمال أوروبا.
بني أحد مراكز الفايكنج المهمة على جزيرة مان في البحر الأيرلندي هنا نجد أدلة مذهلة على التقاطع الديني في تاريخ الفايكنج الذي كان له عواقب بعيدة المدى في انتشار الحرارة الإسكندنافية.
هذا حجر للفايكنج صور عليه الإله الوثني أوفن حسب اعتقادهم الباطل، وفي ا لجهة الأخرى من الحجر ذاته يظهر نحت يمثل نبي الله عيسى عليه السلام حاملاً صليبًا وهذا أيضًا من تكذيبهم وافترائهم.
في النرويج تخبرنا دور عبادة الفايكنج الأولى بالقصة ذاتها.
رموز وثنية وهندسة أساسها تقاليد وثنية، أقنعة وثنية ومذبح الأضاحي الوثنية الذي يستعمل اليوم بطقوس مختلفة في الكنائس.
هذا القالب نموذج نقش عليه صليب وكأس وثني.
بدأ ملوك الفايكنج الأقوياء بتحويل أراضيهم إلى الديانة النصرانية بقيادة الملك الدنمراكي هارت بلوتوث في عام 965.
لا نعرف لماذا قرر هؤلاء الملوك نشر الديانة النصرانية في بلادهم ربما أرادوا أن ينالوا قبولاً أشمل في غربي أوروبا أو اعتماد ديانة الإله الواحد حتى تقبل فكرة الملك الواحد في البلدان التي تم توحيدها.
نشر الملوك أسس الدين النصراني بطريقة الفايكنج النموذجية للإقناع نشر الملك أولر الدين الجديد بقتل كل ما لا يعتنقه وقد نتج عن ذلك هروب عدد كبير من الاسكندنافيين ليستقروا في الأراضي الساحلية غربًا.
إذا كانت الرياح مناسبة استطاعوا الوصول إلى جزر فيرو في ثلاثة أيام أكملت معظم السفن طريقها إلى أيسلندا التي أصبحت فيما بعد أكثر مستعمرات الفايكنج نجاحًا.
بسبب انفجار بركاني حصل أكثر منذ آلاف السنين حفظت مزرعة الفايكنج هذه تحت الرماد اكتشفت في ثلاثينيات القرن المنصرم وهي الآن قيد الترميم، أما بقية المرزعة الأصلية فدفينة على عمق أقدام قليلة من الأرض القاحلة حاليًّا حفرها علماء الآثار وقد استعانوا بشظايا صغيرة للغاية تدل على حياة الفايكنج.
وجدنا مجموعة من العظام في أيسلندا وهي تغطي فترة استقرار الفايكنج وما نتج عن أعمال التنقيب يعطي دلالة واضحة على أن قطعان الحيوانات التي أخذها الفايكنج معهم إلى أيرلندا عبر شمالي المحيط الأطلسي انطلاقًا من النرويج واسكندنافيا كانت تتضمن الحيوانات التي يحتاجون إليها بما فيها الجياد والخراف والماعز والأبقار.
ترك الفايكنج أثرًا شعريًّا من رحلاتهم وهي قصص أيسلندا وتضم وثائق تاريخية انتقلت هذه القصص الشعرية شفهية طوال أجيال قبل أن تدون أخيرًا تحوي قصص أيسلندا الوقائع والأساطير وكان احد أبطالها الأكثر شهرة رئيس الفايكنج إيريك الأصهب.
نفى برلمان أيسلندا إيريك لارتكابه جرائم قتل غير مشروع وتصف القصص كيف هرب من أيسلندا إلى أرض جديدة وهي تقص هنا بلغة الفايكنج الأصلية.
قال له إيريك أنه سيبحث عن الأرض التي رآها البحار جومب يورك؛ وأنه سيرجع لزيارة أصدقائه إذا ما عثر على تلك البلاد.
هذا ما فعله عام 985 بعد رحلة صعبة عبر محيط مملوء بقطع جليدية منجرفة حيث وصل أخيرًا إلى جرين لاند وهي أرض جبال وهضاب خضر وتتحلى بمناخ أكثر دفئًا مما هو عليه اليوم.
دار حول رأس جرين لاند الجنوبي واستمر صعودًا إلى أن وصل إلى جزيرة بيسكو هنا أدار سفينته وعاد أدراجه جنوبًا إلى أن وجد أرضًا واستقر فيها وسماها راتليك.
بعد رحلة دعائية عاد فيها إلى أيسلندا رجع مع أسطول يتألف من خمس وعشرين سفينة طويلة وصلت أربعة عشر منها لاستعمار الأرض.
أحد أكبر الألغاز التي المتعلقة برحلات الفايكنج هو كيفية ملاحتهم في عرض البحر واضطروا إلى التقدم من دون رؤية اليابسة أيامًا كثيرة.
قامت نسخة لسفينة الفايكنج هذه بالرحلة عام في 1986.
استغرقت رحلتنا من أيسلندا إلى جرين لاند ثلاثة عشر يومًا وكان الجبال الجليدية كثيرة إلى حد أننا أجبرنا إلى الالتفاف حول رأس فرويل الخطر ولهذا السبب كان الرحلة طويلة وهناك سنحت لي الفرصة لاختبار البوصلة الشمسية التي أحملها في يدي هذه البوصلة نسخة عن بوصلة وجدت في إحدى مواقع التنقيب عام 1998.
وهي صحن خشبي وجد في مستعمرة للفايكنج في جرين لاند إليكم كيفية عملها وفقًا لما يعتقده العلماء.
يشير خط منحن حفر عن قصد على الصحن إلى رحلة الشمس في السماء خلال يوم مشمس استحدث الخط من ظل كوز وضع في وسط الصحن ظل قصير عند الظهر وواحد طويل عند الغسق.
وبغية استعمال البوصلة كأداة توجيه يجب إدارتها إلى أن يلامس ظل الشمس الخط المنحني.
أما العلامات التي نراها على الأطراف فتدل على الاتجاهات الشمال والجنوب والشرق والغرب.
إن هذه البوصلة أكثر فعالية بطريقة ما لأن البوصلة المغناطيسية تنحرف 40 درجة على الساحل الجنوبي لجرين لاند لكن مشكلة كهذه لا تعترضك مع البوصلة الشمسية فهي الصحيحة دائمة.
دامت مستوطنة جرين لاند التي بلغ عدد سكانها خمسة آلاف نسمة نحو 500 عام قبل أن تنقرض تمامًا وقد تم الكشف عن بقايا ثلاثمائة مزرعة حتى الآن.
مارس الفايكنج التجارة مع شعب الإسكيمو وكان أحد منتوجاتهم الأكثر قيمة أنياب حيوان الفظ وصلت الأنياب عبر بحر الشمال إلى أوروبا وقد عثر على لعبة الشطرنج هذه التي صنعت من عاج أنياب الفظ في جزيرة لويس في اسكتلندا.
لكن ليف إريكسون وهو ابن إريك الأصهب كتب الفصل الأكثر مأساوية في قصص الفايكنج.
أخبر أحد البحارة أريكسون عن أرض تقع أبعد إلى الغرب من جرين لاند فأبحر في عام 1000 شمالاً بمحاذاة الساحل الغربي لجرين لاند قبل أن يتجه نحو الغرب وفي عرض البحر وصل اليابسة وأبحر جنوبًا بمحاذاة الساحل الجديد إلى أن وصل سماها فلندا واستقر فيها.
ناقش العلماء عشرات السنين ما إذا كان ذلك يعني أن الفايكنج وصلوا إلى أمريكا الشمالية قبل 500 عام من كلومبوس كشف أحد الألمان عن أدلة حصل عليها من بحارة الفايكنج.
إن إحدى الجزر الكثيرة الموجودة في المحيط هي جزيرة فلندا حيث تنمو أشجار العنب البرية وهذا ما أطلعنا عليه الدنماركيون بصدق.
في عام 1960 قامت جامعة يل باكتشاف مذهل في مكتبها الخاصة في كتاب مؤرخ في عام 1440 ظهرت خريطة تستند إلى معرفة الفايكنج بعالمهم ظهرت إلى يسار الخريطة جزيرة فلندا التي اكتشفها بيارني وليف معًا.
هذا يعني أن كرستوفر كلومبوس لربما رأى خريطة لجزء من أمريكا الشمالية قبل رحلته عبر المحيط التي قام بها بعد خمسمائة عام.
أخيرا في عام 1961 تقاطع الواقع بالأسطورة فقد تم العثور على مجموعة من أسس منازل الفايكنج على ساحل لينس أوميدوز على الرأس الشمالي من نيو فيندلاند في كندا.
أثبتوا واقعًا مذهلاً هو أن الفايكنج استقروا في أمريكا الشمالية نحو 500 عام من كولمبوس.
أظهرت الحفريات التالية عددًا صغيرًا ومهمًّا جدًّا من الاكتشافات هذه برشام حديد من سفينة الفايكنج ولا يزال مغناطيسيًّا وحلقة إبرة اسكتلندية نموذجية وقطعة من مغزل الفايكنج.
تم إعادة تصوير إعادة تصوير منازل مستعمرة الفايكنج واتضح أنها كانت كبيرة ومتينة جدًّا لكن ما كان على العلماء التيقن منه ما إن كانت تلك المستعمرة هي مخيم القاعدة الأصلية الذي أقامه ريس إريكسون على القارة الجديدة.
وصفت القصص الأيسلندية اكتشافه بالطريقة التالية.
بدا لهم مُناخ البلاد دافئًا إلى حد أنهم لا يحتاجون إلى تخزين علف الماشية لفصل الشتاء وهنا بنوا المنازل عثر شولكر الجنوبي على شجر عنب وسمى ليف إيركسون البلاد يومًا ما فلندا.
رغم أن العنب لم ينمُ يومًا في لينس أوميدوز تثبت الاكتشافات الأثرية صحة القصة تلك المناطق كانت هدفًا طبيعيًّا الفايكنج في نيو فاوند لاند بعد عقود قليلة من الحرب مع الهنود المحليين غادر الفايكنج مخيمهم في كندا مع أنهم على الأرجح استمروا في استكشاف أمريكا الشمالية.
في مناطق بعيدة كالمكسيك ذكرت قصص من القرن الثاني والثالث عشر قدوم رجال زرق العينين في مراكب تحمل رءوس الأفاعي.
إن سجل مغامرات الفايكنج في أميركا سجل من الأساطير والإشاعات وفيما كان ليف إريكسون يستكشف في الغرب كان الفايكنج يقيمون سلالة لهم في الشرق سافروا في السفن الطويلة من البحر البلطيق إلى البحر الأسود وأسسوا البلد الذي نعرفه اليوم باسم روسيا.